كامبريدج (د ب أ)-قال باحثون من أمريكا إن البكتريا الموجودة في التربة يمكن أن تتناثر في الوسط المحيط بالإنسان بشكل واسع وغير متوقع بفعل قطرات مياه الأمطار التي تنفقع بعد سقوطها.
وصف علماء أمريكيون هذه الآلية غير المعروفة حتى الآن في دراستهم التي نشرت اليوم الثلاثاء بمجلة “نيتشر كوميونيكشنز″ المعنية بأبحاث الطبيعة.
وأكد الباحثون تحت إشراف يانج سو يانج من معهد ماساشوسيتس الأمريكية للتقنية بمدينة كامبريدج أنهم يعتقدون أنهم عثروا من خلال هذه الآلية على تفسير قدرة البكتريا على الانتشار بسرعة ولمسافات بعيدة.
وكان هؤلاء الباحثون قد وصفوا آلية هذا الانتشار في بحث سابق قائلين إنه عندما تسقط قطرات مطر على الأرض فإن مئات الفقاعات الهوائية بمساحة لا تتجاوز بضعة ميكرومترات والتي كانت موجودة قبل ذلك داخل قطرة المطر تنفقع عند سطحها مما يكون ما يعرف بالإيروسول أو الهباء الجوي الذي يتكون من مزيج من الهواء والماء وإن ميكروبات التربة يمكن أن تنتشر في الهاء بفعل هذا الهباء.
جعل الباحثون بعض جزيئات الماء تسقط منفردة على نوعين من التربة وهما التربة الرملية والتربة الطينية وذلك بعد أن زودوا هذه القطرات بثلاث سلالات أساسية من البكتريا و لونوها بلون فسفوري.
ووضع الباحثون فوق بقعة التجربة صفائح خاصة يتجمع عندها الهباء الجوي الحيوي وصوروا هذه العملية بكاميرات فائقة الدقة.
تبين من خلال فحص هذه الرقائق بميكروسكوب أن جسيما واحدا من هذا الهباء كان يحتوي على عدة آلاف من البكتريا التي قذفتها التربة إلى الهواء وأن ذلك يتوقف على نوع التربة و كثافة البكتريا وسرعة ارتطام قطرة المياه بالتربة.
وبشكل عام فإن معظم الميكروبات تناثرت في الجو عند ارتطامها بالتربة الطينية في حين أن التربة الرملية امتصت المياه بسرعة ولم تنتج هباء، إيروسول.
كما تبين للباحثين أن ميكروبات التربة تظل حية في الجو لمدة ساعة “وعندما تنتشر البكتريا بواسطة الهباء الجوي فإنها يمكن أن تنتقل من خلال الرياح بسرعة أكثر بكثير من السرعة التي تنتقل بها عبر طريقة أخرى مثل الانتشار عبر التربة” حسبما أوضح الباحثون.
وحسب الدراسة فإن باستطاعة نقطة مياه واحدة امتصاص 01ر0% من البكتريا من على سطح التربة التي تسقط عليها.
وربما بدت هذه النسبة بسيطة من الوهلة الأولى ولكنها تعني كمية كبيرة من البكتريا إذا تم حسابها إجمالا “حيث تستطيع الأمطار الكونية بهذه الطريقة نقل 6ر1 إلى 25% من إجمالي البكتريا الموجودة على الأرض” وفقا لحسابات يانج و زملائه.
وأشار الباحثون إلى أن ذلك يتوقف على مناخ المنطقة المعنية وطبيعة تربتها.
وأوضح الباحثون أنه “من الممكن استخدام هذه الآلية في دراسة ظاهرة التغير المناخي ونقل الميكروبات المسببة للأمراض والهجرة الجغرافية للبكتريا”.
غير أن الباحثين لم يعثروا حتى الآن على دلائل على أن هطول الأمطار يؤدي لانتشار أكثر للميكروبات.