هناك الكثير من الحلول غير الممكنة للنزاع ولكن كونفدرالية بين اسرائيل وفلسطين والاردن قد تنجح

آخر تحديث 2017-03-07 00:00:00 - المصدر: راي اليوم

 

بقلم: عوديد تيرا

في كتاب لوبا الياف “توأما صبيا” طرح رؤياه عن “إس – فل- أر”، الكونفدرالية من ثلاث دول: إسرائيل، فلسطين والاردن. وقصد الياف أساسا خطة اقتصادية وبنى تحتية مشتركة، تخلق دافعا للكيانات الثلاثة للاتحاد وعدم الانفصال بسبب ثمن الترك العالي. من أحاديثي مع الياف فهمت بانه فهم بانه محظور ترك المناطق ليستولي عليها الارهاب، وعليه فيجب خلق مصلحة مشتركة تمنع دخول الارهاب. ومنذئذ تعرفنا على أن الوضع الاقتصادي الجيد لا يحقق بالضرورة أفول للارهاب. فقوى الارهاب الاسلامي هي قوى دينية راديكالية، مؤمنة ومتطرفة ولا يمكن اغراءها للكف عن الفكرة التي تحركها من خلال البنى التحتية والمشاريع الدولية.

ومع ذلك، سأحاول أخذ فكرة الياف الى مكان آخر. توجد الكثير من الحلول غير الممكنة للنزاع الاسرائيلي – الفلسطيني. ومن أجل الخروج من العلبة، حسب توصية ترامب، والتسلية، سآتي بفكرة اضافية. من المهم أن نتذكر على خلفية هذا أن الافكار القتالية التي ظهرت في الساحة هي عدم التماثل بالاساس. معارك أقل من الفرق المناورة وأكثر من المجموعات الصغيرة وكثيرة الارهاب. وعليه فان كل اخلاء للارض يحقق فيها أرضا خصبة للارهاب. كما أن العنصر الصاروخي على أنواعه يعطي تفوقا لممارسي ارهاب غير حساسين للمس بالسكان المدنيين.

جزءا ما، هو لباب الحل، يتضمن اقامة كونفدرالية تكون فيها اسرائيل، الاردن وفلسطين. ويدعم الكونفدرالية حلف استراتيجي، وفيه الجهات المركزية وكذا مصر، السعودية، اتحاد الامارات وغيرها. والحلفاء مثل الناتو، الذي سيكون مقلصا، سيقاتلون معا ضد النووي الايراني، الارهاب السني وذاك الذي تنتجه ايران وضد الدول التي سيطرت عليها ايران. والعناصر السلطوية في الكونفدرالية ستوزع بين المشاركين: الاردن واسرائيل يعالجان الامن الخارجي. الاردن يعالج الامن الداخلي فيه وفي فلسطين واسرائيل تعالج أمنها. الاقتصاد يعمل بشكل منفصل على مدى نحو 20 سنة. اما السياسة الخارجية فتكون موحدة حسب نموذج الاتحاد الاوروبي. كل كيان يختار زعماءه، ولكن يكون مجلس وزراء للكونفدرالية، وعلى رأسه يقف رئيس المجلس مثلما في اوروبا. الحدود ترسم من جديد حسب الاكتظاظ الديمغرافي. وبطبيعة الحال، مزيد من المناطق تضم الى اسرائيل، ولكن الامر سيكون أقل عاطفية بسبب فكرة الكونفدرالية والمشاركة.

الجوهر، في تركيبة الكيانات الثلاثة، يسمى دولة. هكذا يستجيب لرؤيا اليمين، ولكن بطريقة أصيلة تمنع اختلاط السكان من مصادر مختلفة. وهكذا يمنع خطر الحرب الاهلية. هذه الدولة يدعمها غلاف استراتيجي، غايته الاهتمام بالتهديد الايراني وبتهديد الارهاب الابعد من خلال منظومة متداخلة. وتساهم اسرائيل لهذا الحلف بقدرات السايبر والاستخبارات وكذا بقدراتها الصاروخية. وتسمح الدول الاخرى لاسرائيل بأن تعمل بشكل أكثر حرية، في مهاجمة اهداف الارهاب والنووي. ولا تكون الولايات المتحدة جزءا من الحلف ولكنها تكون بين مؤسسي الصفقة، حسب ترامب. وتكون الرسالة ايجابية للامريكيين لان الحلف سيعفي الجيش الامريكي من حاجة النزول الى الارض. لا أدري اذا كانت الفكرة قابلة للتنفيذ ولكن على فرض ان يكون ممكنا الوصول اليها في مسيرة أصيلة، بين ليلة وضحاها، فانها ستنجح. ومع ذلك، اخشى أن تبدو المسيرة نفسها نحو هذا الحل شبه متعذرة.

معاريف 7/3/2017