للمرة الاولى في تاريخ اسرائيل يتم منع اشخاص من الدخول اليها بسبب انتقادهم لسياسة الحكومة في المناطق

آخر تحديث 2017-03-08 00:00:00 - المصدر: راي اليوم

بقلم: حامي شيلو

عدد من المثقفين الامريكيين المعروفين قاموا بنشر عريضة في تشرين الاول تطلب فرض المقاطعة الاقتصادية على المستوطنات. حوالي 240 بروفيسور وكاتب وصحافي، اغلبيتهم من اليهود والبعض منهم اسرائيليون ايضا، هم الذين وقعوا على هذه العريضة حتى الآن. قسم صغير منهم يعتبرون أنفسهم صهاينة، لكنهم جميعا يؤيدون حق اسرائيل في الوجود ويعارضون مقاطعتها. ومن الآن يعتبرهم القانون الاسرائيلي ممنوعون من الدخول، أي أنهم أعداء للدولة.

يصعب القول اذا كان “قانون الدخول الى اسرائيل، وعدم منح تأشيرة دخول لشخص اجنبي اذا قام بنشر اعلانا يطلب مقاطعة اسرائيل”، مزعجا أو غبيا. المنافسة صعبة، الحديث يدور عن عملية تخريبية سياسية ودعائية تتسبب منذ الآن بالحاق الضرر بعشرات الاشخاص الذين تم منعهم من الدخول الى اسرائيل. كل حادثة يتم فيها توقيف شخص يؤيد مقاطعة اسرائيل في مطار بن غوريون واعادته مثلما جاء، بعد التحقيق معه في شرطة الحدود حول تصريحاته وافكاره، ستدق مسمار آخر في نعش صورة اسرائيل كدولة ديمقراطية متنورة وعقلانية.

الحديث يدور عن قانون مناهض للصهيونية ولليهودية في أساسه. وهو يفرض على جمهور كامل، من اليهود وغير اليهود، الذين يؤيدون اسرائيل ولكن في نفس الوقت يعارضون مشروع الاستيطان، الاختيار بين الأمرين. الكثيرون منهم سيغادرون مع شعور بالاهانة. للمرة الاولى في تاريخ الصهيونية تقول اسرائيل إن اليهودي الذي يناضل من بعيد ضد سياسة الحكم، هو شخص غير مرغوب فيه. القانون ينشيء العبث، حيث أن اليهودي الذي أعلن تأييده لمقاطعة المستوطنات سيمنع من الدخول كسائح، لكنه يستحق الحصول على المواطنة التلقائية اذا جاء كمهاجر. يمكن لهذه الفجوة أن تغلق قريبا وأن يقوم المسؤولون عن الهجرة باجراء التحقيقات السياسية مع اليهود قبل هجرتهم.

إن مشروع الاستيطان يواجه خلافات سياسية شديدة. يساريون كثيرون في اسرائيل وفي الخارج يعتبرون أنه خطر على وجود الدولة. إن المطالبة بالمقاطعة التطوعية ضد هذا التهديد هي خطوة ديمقراطية، تشكل حقا اساسيا في أي مجتمع مدني عقلاني. اضافة الى التعديل في العام 2011، الذي يعرض الاسرائيليين الى دعاوى التسبب بالضرر اذا طالبوا بالمقاطعة، فان التعديل الجديد هو خطوة خطيرة اخرى في منزلق الحاق الضرر بحرية التعبير، واعتماد شرطة الافكار التي تحولت كما يبدو الى هبوط حر. الخطوة المنطقية التالية هي العقوبة على أي انتقاد.

كلما تظاهر اعضاء الائتلاف بأنهم لا يدركون كلما كانت المستوطنات ليست جزء من اسرائيل. بشكل نظري اليمين يريد الضم، لكن بشكل فعلي هو يخشى من اثارة غضب واشنطن، مثلما حذر في هذا الاسبوع وزير الدفاع. خيبة الأمل بسبب العجز الجنسي يخرجها المُشرعون في الألعاب ويلصقون تدفيع الثمن، على شاكلة الذهاب بدون والشعور مع. وفي يوم ما سيعود هذا عليهم مثل السهم المرتد.

سلطة اليمين، خلافا لقناعة اعضائها، لن تستمر لألف سنة. فذات يوم سيعود اليسار الى الحكم، وهو لن يرغب في مساعدة من يسعى للاضرار به ايضا، كما قال عضو الكنيست بتسلئيل سموتريتش، أحد المبادرين الى التعديل. حسب رأي الكثيرين في اليسار فان يهود امريكا الذين يتبرعون للمعاهد الدينية الغريبة في المناطق، يعارضون حل الدولتين ويعتبرون أن اليهود اليساريين “كافو” ويضرون بالدولة أكثر من المؤيدين للمقاطعة. ويمكن القول إن أي استيراد  أو شرطة الحدود لا يمكنهما منع دخول اشخاص مثل السفير الامريكي القادم ديفيد فريدمان. وشرطة اسرائيل، بمساعدة قوانين اليمين، ستقوم بعلاج سموتريتش نفسه.

هآرتس   8/3/2017