طبقة كاملة من منزل الفنان "عزت مزهر"في الناعمة تحوّلت محترفاً ثم متحفاً لجزء كبير من نتاجه.600 متر مربع توزعتها منحوتات ولوحات وتماثيل من أحجام مختلفة، نظّمتها وأشرفت على تموضعها أرملته السيدة "سمر مزهر"، رغبة منها في تجميع نتاجه وعرضه للمتذوقين والعامة، أملاً في الإستفادة من خصوصية الأسلوب والأفكار المعتمدة فيها.
جانب من متحف "عزت مزهر" في "الناعمة"
زرنا المكان الرحب المساحة، وإستأنسنا إلى التنوّع في أحجام ودلالات المنحوتات الشاهدة على مشاعر رقيقة، تنضح بالمعاني، بحيث لا ينقصها سوى المفردات لشرحها أكثر، وتتلوّن اللوحات الغارقة في رمزية واضحة بمناخات من الفرح والتفاؤل، ويشعر العابر من أمامها أن عليه التوقف عند كل منها لإختزان أكبر قدر من اللهفة والصدق لرسائل فنان حدد عناوينه بقصص وقضايا الناس الحاضرة. وتسعى السيدة "سمر" إلى إستكمال هذه المهمة بمتابعة فرز نتاجه المتوفر والذي يعادل ضعفي ما هومعروض في متحفه.
الفنان "مزهر" حضر لسنوات أكاديمياً وعارضاً في قاعات عربية(سوريا، الإمارات ، الأردن، المغرب، العراق،السودان) وعالمية(أميركا ، اليابان، إنكلترا، إيطاليا، فرنسا، إيران، أسبانيا)، وله أكثر من نصب للشهداءما بين بيروت والمناطق أبرزها نصب" ويبقى النور" في معتقل الخيام ولوحة زيتية في كل من باريس، وطوكيو، وكاليفورنيا، وحاصل على ميداليات عربية ودولية، وقبل وقت قصير من وفاته أصدر عام 2009 كتاب" تقاسيم الصخر". كيفما تقلبت المدارس النحتية والتشكيلية تبقى لصور الفنان "مزهر" خصوصية العمق والرمزية والرسالة النموذجية التي تحمل عنواناً واحداً يلخص المزايا الحميدة التي تحددها المبادىء الإجتماعية، وشروط الحياة السعيدة تحت جناح الجمال والتسامح والوفاء للآخر، وتفيدنا لوحات تحمل رمز الحرية والبذل في سبيل العقيدة والأوطان كم أن الأرواح تبدو رخيصة على مذابحها، أملاً في كسب طاقات متخفّزة على البذل والتضحية والتواصل مع آخرين يشبهوننا.