الكاتب / مروة الاسدي
تعاني الكثير من دول العالم في الوقت الحالي من مجاعات مدمرة بسبب الجفاف والحروب أو السياسات الخاطئة، مما تسبب في موت الملايين جوعاً نتيجة لانعدام الامن الغذائي، وكذلك تسبب في تشرد الملايين للبحث عن مكان صالح للعيش، وينظر معظم المراقبين إلى أزمة الغذاء الحالية بقلق بالغ، فحوالي 45% من سكان العالم يعيشون على أقل من دولارين يومياً وأسعار الغذاء ترتفع باطراد مسببة القلق واليأس لملايين البشر، وعلى ما يبدو فإن الوضع لن يزداد إلا سوءاً: فأسعار النفط مستمرة في الارتفاع، والكوارث الطبيعية المرافقة للتغيرات المناخية تزداد حدة وتكراراً، والقرارات السياسية مثل حصص إنتاج الوقود الحيوي تقوي الرابط بين أسعار الوقود وأسعار الغذاء. إنها كارثة إنسانية بكل معنى الكلمة تهدد بزعزعة الأمن العالمي بأسره.
إذ يواجه العالم بالفعل صعوبات فيما يتعلق بارتفاع تاريخي في معدلات الهجرة وعمليات إنسانية ضخمة في سوريا والعراق وأفغانستان وأوضاع خطيرة في أوكرانيا وبوروندي وليبيا وزيمبابوي، وكانت الحروب في اليمن وشمال شرق نيجيريا وجنوب السودان قد شردت الأسر ودفعت الأسعار للارتفاع في حين دمر الجفاف الاقتصاد الزراعي في شرق أفريقيا.
وبلغت المساعدات الإنسانية مستويات قياسية لكن الطلب يتنامى بسرعة أكبر مما يخلق فجوة كبيرة. وفي شمال شرق نيجيريا نقوم بإطعام أكثر من مليون شخص وقبل بضعة أشهر فقط لم يكن لدينا حتى مكتب واحد هناك”، وهناك بصيص أمل في أن الجفاف في الصومال لن يكون بالشدة التي يخشى منها لكن أسعار الغذاء في العاصمة مقديشو ارتفعت بالفعل بمقدار الربع منذ يناير كانون الثاني والتوقعات لموسم الأمطار في الفترة من مارس آذار إلى مايو أيار ليست متفائلة.
فيما يعني الانهيار الاقتصادي في اليمن وجنوب السودان أن الناس لم تعد قادرة على شراء الأغذية المتاحة. وارتفعت الأسعار في جنوب السودان إلى مثليها أو أربعة أمثالها خلال عام واحد ويعتبر التجار من أوغندا وكينيا أن العملة المحلية لا قيمة لها.
تراجعت قدرة الدول النامية على إطعام نفسها إلى حد كبير نتيجة السياسات التجارية التي فرضتها عليها كل من منظمة التجارة العالمية، صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي. هذا الثالوث الغير مقدس هو الذي قادنا إلى أزمة الغذاء الحالية من خلال سياسات التجارة “الحرة” الليبرالية ومن خلال إعادة هيكلة الأسواق في الدول النامية بما يتناسب مع مصالح الشركات الكبرى في دول الشمال. فالدول التي تتلقى مساعدات من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي تجد نفسها مجبرة على فتح أسواقها أمام طوفان السلع الزراعية الآتية من دول كبرى كالولايات المتحدة والتي تدعم هذه المنتجات بشكل كبير مما يسمح ببيعها بسعر أقل من التكلفة. هذا يؤدي إلى فقدان قدرة المنتجين المحليين على المنافسة ويدفع بهم خارج السوق، مما يسبب حركة تمدن هائلة مع ترك الملايين حقولهم للعمل في المدن، كما يسبب هجرات العمالة الغير شرعية إلى دول الشمال.
الأمر ذاته يحصل داخل الدول الغنية نفسها حيث يجد صغار المزارعين أنفسهم غير قادرين على المنافسة أمام الشركات الزراعية الكبرى ما يدفعهم للتوقف عن إنتاج الغذاء (وقد يدفع بعضهم إلى الانتحار كما في الولايات المتحدة). وإذا كان هؤلاء يجدون فرصاً أخرى لكسب العيش في بلدانهم فإن الأمر ليس كذلك في الدول الفقيرة.
عليه من الصعب القول بأنه كان بالإمكان تفادي حدوث تلك المجاعات تماماً، ولكن كان من الممكن تقليل حجمها وحدتها من خلال استجابة قوية وفي الوقت المناسب لمعلومات الإنذار المبكر الواردة.
أربع مجاعات تهدد 20 مليون شخص في العالم
قال عارف حسين كبير الاقتصاديين لدى برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إن أكثر من 20 مليون شخص -أي ما يزيد على عدد سكان رومانيا أو فلوريدا- مهددون بالموت جوعا خلال ستة أشهر بسبب أربع مجاعات تضرب أماكن مختلفة من العالم.
وقال حسين في مقابلة مع رويترز “خلال فترة عملي مع برنامج الأغذية العالمي التي دامت 15 عاما لم تتسم بالهدوء هذه هي المرة الأولى التي نتحدث فيها حرفيا عن أربع مجاعات في أماكن مختلفة من العالم في نفس الوقت”، وأضاف “أنه أمر مفزع أن تدرك أن الناس في القرن الحادي والعشرين ما زالوا يعانون من مجاعات بهذا الحجم. نحن نتحدث عن 20 مليون شخص وكل ذلك في غضون الأشهر الستة المقبلة أو الآن. اليمن الآن ونيجيريا الآن وجنوب السودان الآن”، ومضى يقول “في الصومال عندما ألقي نظرة على المؤشرات المتعلقة بالارتفاع الساحق في أسعار الغذاء وتراجع أسعار الماشية والأجور الزراعية فإنها (المجاعة) ستأتي سريعا”، وقال “بعد ذلك هناك مناطق مثل جمهورية الكونجو الديمقراطية وجمهورية أفريقيا الوسطى وبوروندي ومالي والنيجر حيث يعاني السكان من نقص حاد في الأمن الغذائي لكن… لا توجد موارد كافية للتعامل مع ذلك”.
عانى الصومال من مجاعة في عام 2011 أزهقت أرواح 260 ألف شخص. وأعلنت المجاعة في شهر يوليو تموز لكن أغلب الناس كانوا قد ماتوا بالفعل بحلول مايو أيار، وقال حسين “عندما نعلن عن مجاعة يعني ذلك أن مئات من الأرواح قد أزهقت بالفعل… إذا انتظرنا للتأكد من ذلك سيكون الناس قد ماتوا فعلا”، كما أن مجاعة عام 2011 جاءت في أعقاب موسم زراعي جيد. أما جفاف هذا العام فيأتي بعد موسمين سيئين استنفدا بالفعل موارد السكان، وقال حسين “كنت في اليمن قبل أسبوعين. هناك غذاء في الأسواق. لكن السكان لم يحصلوا على أجورهم خاصة سكان الحضر الذين يمثلون ثلث إجمالي السكان”، ورسميا ما زال اليمن يمثل حالة “طوارئ” لكن قد تعلن المجاعة فيه في غضون ثلاثة أشهر، وفي ولاية بورنو في نيجيريا التي فر منها ملايين هربا من متشددي جماعة بوكو حرام ليس هناك تجارة فلا توجد أسواق ولا تنقلات مما يترك السكان معتمدين على المساعدات العاجلة.
1.4 مليون طفل يواجهون خطر الموت الوشيك في مجاعات
قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إن نحو 1.4 مليون طفل يواجهون “خطرا وشيكا” للموت في مجاعات في نيجيريا والصومال وجنوب السودان واليمن، ويموت الناس جوعا بالفعل في هذه الدول الأربع ويقول برنامج الأغذية العالمي إن أكثر من 20 مليون شخص سيصبحون في خطر خلال الأشهر الستة المقبلة.
وقال أنتوني ليك المدير التنفيذي ليونيسيف إن “الوقت ينفد بالنسبة لأكثر من مليون طفل، “لا نستطيع مع ذلك إنقاذ أرواح كثيرة. سوء التغذية الحاد والمجاعة الوشيكة من صنع الإنسان إلى حد بعيد. طبيعتنا الإنسانية المشتركة تطالب بعمل أسرع. علينا ألا نكرر مأساة مجاعة 2011 في القرن الأفريقي.”
وأُعلنت المجاعة رسميا في مناطق بجنوب السودان الذي يشهد حربا أهلية منذ 2013. وقسم الصراع على نحو متزايد هذا البلد على أساس عرقي مما دفع الأمم المتحدة إلى التحذير من إبادة جماعية محتملة، وقالت يونيسيف إن 270 ألف طفل في جنوب السودان يعانون من سوء تغذية حاد. وقالت مؤسسة إنقاذ الطفولة الخيرية يوم الاثنين إن أكثر من مليون طفل في جنوب السودان يواجهون خطر الموت جوعا.
وعانى جنوب السودان أيضا من نفس الجفاف الذي شهده شرق أفريقيا وأعاد الصومال إلى شفا المجاعة بعد ست سنوات من موت 260 ألف شخص جوعا في 2011، وقالت يونيسيف إن من المتوقع أن يعاني 185 ألف طفل من سوء تغذية حاد في الصومال هذا العام ولكن من المرجح أن يرتفع هذا العدد إلى 270 ألف طفل خلال الأشهر القليلة المقبلة.
ويعاني 462 ألف طفل من سوء تغذية حاد في اليمن حيث أدت الحرب المستمرة منذ عامين إلى انهيار اقتصادي وقيود شديدة على حركة الشحن، والمجاعة مستمرة منذ العام الماضي في مناطق بشمال شرق نيجيريا حيث تقاتل الحكومة جماعة بوكو حرام المتشددة . وقالت يونيسيف إن من المتوقع أن يرتفع عدد الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد إلى 450 ألف طفل هذا العام.
5 من بين كل 6 أطفال في الدول النامية يعانون نقص التغذية
قالت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) يوم الجمعة إن خمسة من بين كل ستة أطفال تحت سن عامين في الدول النامية لا يحصلون على ما يكفي من أصناف الطعام الصحيحة مما يجعلهم عرضة لأضرار عقلية وجسدية يتعذر إصلاحها.
وأضافت أن نصف الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين ستة و23 شهرا لا يحصلون على الغذاء بالوتيرة الكافية، وتابعت أن النقص الكبير في الأطعمة الصلبة والمكونات المختلفة يحرم هذه الفئة العمرية من المغذيات الضرورية بينما تكون أدمغتهم وعظامهم وأجسادهم في أمس الحاجة إليها.
وفي تقرير نشرته يونيسيف قبل يوم الأغذية العالمي في 16 أكتوبر تشرين الأول قالت المنظمة إنه حتى وسط الأسر ميسورة الحالة في الدول النامية يفتقد “كثير جدا” من الأطفال والصبية هذه المغذيات.
وقالت فرانس بيجين كبيرة مستشاري التغذية في يونيسيف بنيويورك في مقابلة عبر الهاتف “كيف يمكن أن نكون في 2016 ولا يزال هناك الكثير جدا من الأطفال لا يحصلون على تغذية كافية من أجل نمو صحي؟”، وأضافت لمؤسسة تومسون رويترز “إن أول عامين في العمر… نافذة من الفرص لا تريد تفويتها”. بحسب رويترز.
وأشارت يونيسيف إلى أن تحسين أوقات وجبات الأطفال كما وكيفا قد ينقذ حياة مئة ألف شخص سنويا ويخفض التكاليف الصحية ويحسن الإنتاجية عند البلوغ، ومعدلات الوجبات هي الأدنى في جنوب آسيا وأفريقيا جنوب الصحراء حيث ترتفع معدلات التقزم إلى أعلى مستوياتها، وقالت يونيسيف إن ما يبعث على القلق أيضا هو أن ثلث الأطفال لا يحصلون على أطعمة صلبة في سن ستة أشهر، وقالت بيجين إن الوجبات السريعة الغنية بالدهون والسكريات والأملاح والفقيرة في البروتينات أصبحت أكثر شيوعا في البرامج الغذائية للأطفال في الدول الغنية والفقيرة على حد سواء، وأضافت أن دراسات أجريت في السنغال ونيبال وتنزانيا وكمبوديا خلصت إلى أن عددا كبيرا من الأطفال يأكلون وجبات غير صحية في البلدات والمدن وفي المناطق الريفية أيضا.
الاسماك في المياه العذبة اساسية للامن الغذائي في دول العالم الثالث
تؤدي الاسماك في المياه العذبة دورا اساسيا في تغذية عشرات ملايين الاشخاص في اكثر البلدان فقرا، بحسب باحثين وضعوا خريطة لنشاطات الصيد هذه بهدف حمايتها على نحو افضل وتحسين تنوعها الحيوي.
وأوضح استاذ علم الحيوانات في جامعة ويسكونسن في ماديسن، بيت ماكنتاير وهو مشارك في اعداد الدراسة التي نشرت نتائجها في حوليات الاكاديمية الاميركية للعلوم “اننا فوجئنا لرؤية هذا العدد من الاشخاص المعتمدين الى هذه الدرجة على انشطة الصيد هذه في المياه العذبة كمصدر للبروتينات”، ولفت الى ان “جزءا كبيرا من السكان في البلدان الفقيرة لا يملكون نفاذا الى بروتينات حيوانية كثيرة في غذائهم واسماك الانهار والبحيرات والبرك تقدم بروتينات للتغذية لما يوازي 158 مليون شخص في العالم”.
ووضع هؤلاء الباحثون خريطة عالمية لنشاطات الصيد هذه تظهر المواقع التي تنتشر فيها عمليات صيد الاسماك بدرجة اكبر، كذلك حددوا الروابط بين معدلات الصيد والتنوع الحيوي للاسماك وصحة الانظمة البيئية والتغذية البشرية والعوامل الاقتصادية والاجتماعية، ويأمل هؤلاء العلماء بأن تساهم هذه الدراسة في توعية اصحاب القرار ازاء اهمية هذا المصدر الغذائي بالنسبة لسكان الدول النامية. بحسب فرانس برس.
وقال ماكنتاير “على سبيل المثال، عندما يعتزم البنك الدولي تمويل مشروع سد، نعتبر ان الاضرار الجانبية اللاحقة بنشاطات الصيد في المياه العذبة يجب ان تقدر بشكل كمي واضح”، ولفت الباحث الى ان اسماك المياه العذبة تمثل مصدر اكثرية البروتينات الحيوانية المستهلكة في بلدان مثل كمبوديا وبنغلادش وبلدان افريقية عدة حيث يعاني عدد كبير من الاطفال دون سن الخامسة من نقص في الوزن، كذلك حددت الدراسة أن 90 % من عمليات الصيد في العالم للاسماك في المياه العذبة مصدرها انهار فيها مستويات اجهاد بيئي اعلى من المعدل بسبب التلوث الكيميائي وازدياد الاجناس الغازية وعوامل مضرة اخرى مرتبطة بالنشاطات البشرية، ولفت هؤلاء الباحثون الى ان “الانهار والجداول المائية التي تشهد اعلى معدلات لصيد الاسماك كما الحال في اسيا وافريقيا هي الاكثر عرضة لتراجع اكبر في مستويات التنوع الحيوي.
ما يصل إلى 600 ألف شخص يعانون من نقص الغذاء في بوروندي
قال مسؤول في برنامج الأغذية العالمي إن نحو 600 ألف شخص في بوروندي يعانون من نقص في الغذاء بسبب الجفاف والفيضان في العام المنصرم وإن العدد قد يرتفع إلى 700 ألف بحلول العام القادم، ومعظم المتضررين في خمسة أقاليم في شمال وشرق البلاد الواقعة في وسط أفريقيا حيث أفادت تقارير بأن نحو 65 ألف شخص فروا من قراهم.
ويضيف ذلك إلى التحديات التي تعاني منها البلاد التي يقطنها 11 مليون نسمة والتي تعاني من أزمة سياسية وشهدت أعمال عنف متفرقة على مدى أكثر من عام، وأشعل قرار الرئيس بيير نكورونزيزا بالترشح لفترة رئاسية ثالثة الأزمة والتي فاز بها في انتخابات محل نزاع في يوليو تموز 2015، وقال شارل فنسان ممثل برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة في بوروندي لرويترز في ساعة متأخرة يوم الاثنين “الوضع مزعج في شمال البلاد فيما عدا أنه لا يمكننا الحديث من الناحية الفنية عن مجاعة… نتحدث عن وضع يتسم بدرجة كبيرة من عدم الأمن الغذائي وهو ما يسمي ‘مرحلة حمراء‘ ولكن ليست مجاعة”.
وأدلى فنسان بهذه التصريحات بعد زيارة للمناطق المتضررة قام بها مسؤولون من برنامج الأغذية العالمي للمناطق المتضررة ومنظمة الأغذية والزراعة ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة في الفترة بين الأول والثالث من نوفمبر تشرين الثاني. بحسب رويترز.
وعانت بوروندي في الفترة بين سبتمبر أيلول 2015 ومايو أيار من فيضانات ناجمة عن ظاهرة النينو ثم عانت من جفاف ناجم عن ظاهرة النينا، وقالت مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين في سبتمبر أيلول الماضي إنه منذ ذلك الحين فإن نحو 300 ألف شخص فروا من الأزمة السياسية والعنف إلى دول مجاورة معظمهم في تنزانيا ورواندا وأوغندا وجمهورية الكونجو الديمقراطية.
آفات وأمراض تهدد الأمن الغذائي في جنوب القارة الأفريقية
قال مسؤول كبير في منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزارعة (الفاو) إن آفات المحاصيل والأمراض التي تجتاح جنوب القارة الأفريقية تهدد الأمن الغذائي في منطقة لم تتعاف بعد من الجفاف داعيا إلى استجابة سريعة ومنسقة.
وفي مستهل مؤتمر طارئ دعت إليه المنظمة لإعداد خطة تحرك إقليمية قال ديفيد فيري منسق الفاو في دول جنوب أفريقيا إن انتشار دودة الحشد التي تتغذى على الذرة ألحق ضررا شديدا بالمحصول في مجموعة من أكبر الدول المنتجة. بحسب رويترز.
وأوضح المسؤول الدولي قائلا “قد يؤدي ذلك إلى تراجع إنتاج الذرة في مواطن زراعتها المتضررة ويؤدي بدوره إلى تهديد خطير للأمن الغذائي”، وقال أن دودة الحشد قد تضر أيضا بالمحاصيل العشبية والماشية موضحا أن الخبراء حذروا من احتمال انتشار الجراد أيضا، وأضاف أن إنتاج البندورة (الطماطم) تضرر بانتشار آفة (توتا أبسلوتا) التي تتغذى على أوراق النبات كما أدى فيروس أنفلونزا الطيور إتش5إن8 شديد العدوى إلى نفوق الآلاف من الطيور البرية المهاجرة في أوغندا وانتقل إلى الطيور الداجنة، وظهرت بؤر تفش لدودة الحشد في زامبيا وزيمبابوي ومالاوي وجنوب أفريقيا وقالت المنظمة في وقت سابق إنها انتشرت إلى ناميبيا وموزامبيق.
اكتشاف مرضين جديدين يصيبان القمح في بلدان المتوسط
اعلنت منظمة الاغذية والزراعة في الامم المتحدة (فاو) ظهور سلالتين جديدتين من الامراض الفطرية التي تصيب القمح في العام 2016 من شأنهما القضاء على محاصيل زراعية بكاملها وهما تطالان خصوصا بلدان البحر المتوسط، والمرضان هما الصدأ الاسود في صقلية والصدأ الاصفر في بلدان عدة في افريقيا وآسيا واوروبا.
وقال الاخصائي في علم امراض النباتات في منظمة “فاو” فاضل دوشنجلي “علينا التحرك سريعا ومقاربة المشكلة بطريقة شاملة”، وفي ظل استمرار آفات زراعية اخرى معروفة في التفشي في بلدان اخرى، تؤكد الدراسات التي اجرتها جامعة ارهوس الدنماركية والمركز الدولي لتحسين محاصيل الذرة والقمح في المكسيك واوردت تفاصيلها مجلة “نيتشر” على “اهمية الكشف والتحرك المبكر للحد من الاضرار على انتاج القمح خصوصا في حوض البحر المتوسط”. بحسب فرانس برس.
وتنتشر افة الصدأ الزراعية بسرعة كبيرة لدى القمح اذ تجتاز مسافات كبيرة بفعل الرياح. وفي حال عدم رصدها ومعالجتها في الوقت المناسب، يمكن ان تحول المحاصيل السليمة الى اكوام من الاوراق الصفراء والاعناق السوداء والحبوب المسطحة، ويصيب النوع الاول المكتشف جزيرة صقلية، في حين يطال النوع الثاني ايطاليا والمغرب واربعة بلدان اسكندينافية.
العلماء يقولون دودة الحشد تنتشر بسرعة في أفريقيا
يقول علماء يتعقبون دودة تدمر المحاصيل الزراعية وتعرف باسم دودة الحشد إنها تنتشر الآن بسرعة في البر الرئيسي بأفريقيا وقد تصل إلى البحر المتوسط والمنطقة الاستوائية بآسيا في السنوات القليلة المقبلة.
وأضاف العلماء وهم من المركز الدولي للزراعة والعلوم البيولوجية ومقره بريطانيا في بحث نشر يوم الاثنين إن الحشرة التي لم تستوطن من قبل خارج الأمريكيتين يتوقع أن تنتشر لدرجة الوصول إلى “موطن أفريقي مناسب” لها في غضون سنوات قليلة، وتدمر الدودة نباتات الذرة اليافعة وتهاجم نقاط النمو فيها.
وقال ماثيو كوك كبير العلماء في المركز “من المرجح أنها انتقلت إلى أفريقيا في شكل دود بالغ أو كتل من البيض في رحلات جوية تجارية مباشرة وانتشرت منذ ذلك الحين في أفريقيا بسبب قدرتها الشديدة على الطيران”، وتعرف دودة الحشد باسم دودة الحشد الخريفية في الولايات المتحدة نظرا لميلها للهجرة في فصل الخريف وموطنها الأصلي أمريكا الشمالية والجنوبية ويمكنها تدمير الذرة وهو محصول مهم للأمن الغذائي في أجزاء واسعة من أفريقيا، وظهرت بؤر تفشي لدودة الحشد بالفعل في زامبيا وزيمبابوي ومالاوي وجنوب أفريقيا وقالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة الأسبوع الماضي إنها انتشرت إلى ناميبيا وموزامبيق.
وتوصل البحث الذي أجراه المركز إلى أدلة على وجود نوعين من دودة الحشد الخريفية في غانا للمرة الأولى ويعكف العلماء الآن على معرفة كيف وصلت إلى هناك وكيف انتشرت وكيف يمكن للمزارعين السيطرة عليها بطريقة صديقة للبيئة. بحسب رويترز.
وقال كوك “هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها هذان النوعان في البر الرئيسي بأفريقيا. وبعد تقارير سابقة من نيجيريا وتوجو وبنين فإن الأمر يظهر أنها تنتشر بسرعة شديدة”، وتضر دودة الحشد بالذرة في الأساس لكنها التهمت أيضا أكثر من 100 نوع نباتي فألحقت أضرارا شديدة بمحاصيل مثل الأرز وقصب السكر بالإضافة إلى الملفوف (الكرنب) والبنجر وفول الصويا.
عالم يرجح أن تكون آفات أصابت الذرة في جنوب أفريقيا هي دودة الحشد
قال عالم إن تفشيا ليرقات أضر بالذرة في إقليمي ليمبوبو ونورث ويست بجنوب أفريقيا “يشتبه بقوة” أن يكون لدودة الحشد التي هاجمت محاصيل في دول مجاورة، ودود الحشد نوع شرس موطنه الأصلي أمريكا الوسطى ويعتبر رصده والقضاء عليه أصعب بكثير من مثيله في أفريقيا وظهر في زامبيا وزيمبابوي ومالاوي بعد أن تسببت ظاهرة النينو في الجفاف الذي أصاب أجزاء كثيرة من المنطقة العام الماضي.
وقد تفرض قرارات حظر للاستيراد من الدول التي تأكد ظهور الدودة في منتجاتها الزراعية لأن دودة الحشد تصنف على أنها من الآفات التي تتطلب الحجر الصحي، وقال جوني فان دير بيرج وهو أستاذ في علم الحشرات بجامعة نورث ويست بجنوب أفريقيا يوم الاثنين إن اختبارات تصنيفية تجرى للتأكد من الأمر. وجمع العالم عينات من المزارع المتضررة، وأضاف فان دير بيرج في مقابلة مع رويترز عبر الهاتف “يجب التأكد منها من قبل أستاذ في علم الحشرات لكننا نعتقد بقوة إنها دودة الحشد … إنها بالنظر تبدو مثلها بنسبة مئة بالمئة، “يمكن تأكيد الأمر بحلول نهاية الأسبوع”، وأشار إلى أن الآفات لا “تغطي” جنوب أفريقيا وأن بؤرا تم الإبلاغ عنها وبينها كيلومترات كثيرة في بعض الأماكن وأن إقليم ليمبوبو الشمالي على الحدود مع زيمبابوي هو مركز التفشي فيما يبدو. بحسب رويترز.
وقال إن اجتياح دودة الحشد في أفريقيا بدأ في يوليو تموز بتفشيها في نيجيريا وساوتومي وبرنسيب. ولم يتضح بعد كيف عبرت الدودة المحيط الأطلسي، لكن الرياح يمكن أن تنقل الحشرات مسافات طويلة وربما وصلت الدودة إلى وسط أفريقيا بهذه الطريقة، وتضع الحشرات بيضها في نباتات الذرة وتشتهر يرقات دودة الحشد بتحركها في جماعات على الأرض ومن هنا أطلق عليها هذا الاسم.
مرتبط