القاهرة/ قاسم أمين/ الأناضول
تشارك مصر في أعمال بورصة برلين للسياحة هذا العام، بينما تعاني من حظر دول أجنبية سفر مواطنيها إلى معالم مصر السياحية، لأسباب أمنية في المقام الأول.
وما زاد من صعوبة النهوض بالقطاع السياحي، إعلان الحكومة المصرية مؤخراً رفع رسوم تأشيرة دخول الأجانب إلى 60 دولاراً بدلاً من 25 دولاراً للفرد.
وكان من المقرر أن يدخل القرار حيز التنفيذ مطلع مارس/آذار الجاري، إلا أن الحكومة أجلته حتى يوليو/ تموز المقبل، وهو قرار يعد مخالفاً للتعاقدات التي أبرمتها تلك الشركات سلفاً مع الوكلاء الأجانب قبل بداية الموسم السياحي الشتوي.
وقال هشام الدميري، رئيس هيئة تنشيط السياحة (حكومية)، إن بلاده تشارك سنوياً في بورصة برلين السياحية، التي تعد من أكبر البورصات السياحية في العالم، "لكن مشاركتنا هذا العام لها طابع خاص".
وتشارك مصر في بورصة برلين السياحية، التي بدأت فعالياتها أمس الأول الثلاثاء، وحتى 12 مارس/آذار الجاري، بجناح سياحي على مساحة 2400 متراً، بمشاركة 80 عارضاً يمثلون الفنادق وشركات سياحة وطيران.
وأوضح الدميري في تصريح للأناضول، أن "العديد من الدول الأوربية من بينها ألمانيا أصدرت تحذيرات سفر إلى مصر في العام 2015، إلا أن إلغاء ألمانيا و4 دول اسكندنافية لهذه التحذيرات مؤخرا، يجعل المشاركة في المعرض هذا العام مختلفة تماماً".
وتراجع إجمالي عدد السياح الوافدين إلى مصر بنسبة 42% خلال 2016 مقارنة بالعام 2015، بحسب "الإحصاء المصري" (حكومي)، متأثراً بتحطم طائرة روسية يوم 31 أكتوبر/ تشرين أول 2015، ومصرع 224 شخصاً كانوا على متنها.
وعقب ذلك، علقت روسيا وبريطانيا الرحلات الجوية إلى مصر، وفرضت الولايات المتحدة تدابير أمنية جديدة على رحلاتها الجوية، كما اتخذت دول أوروبية قرارات بوقف رحلاتها المنتظمة إلى مطار شرم الشيخ (شمال شرق).
وقال رئيس هيئة تنشيط السياحة المصرية، إن "المعرض السياحي فرصة جيدة لوزارة السياحة والهيئة، للتفاوض والتشاور مع متخذي القرار في هذه البلدان لمعرفة خططهم المستقبلية تجاه المقصد السياحي المصري".
وزاد: "نشترك بجناح من أكبر الأجنحة في المعرض، وأكبر عدد من شركات السياحة والفنادق، ووفد حكومي يمثله وزير السياحة المصري، ورئيس هيئة تنشيط السياحة".
وأشار إلى أن المعرض يعقبه إطلاق حملة ترويجية في السوق الألمانية، خلال أبريل/نيسان المقبل".
وترصد مصر عبر وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة المصرية (حكومية)، مبلغ 22 مليون دولار للحملة الترويجية لمصر في الخارج لعام 2017.
وتطلق مصر الحملة الترويجية في السوق الألماني في هذا التوقيت، لأنه يسبق موسم الحجوزات السياحية في الدولة الأوروبية، الذي يبدأ في ألمانيا في مايو/أيار من كل عام، بحسب الدميري.
وبلغ عدد السياح الألمان الذين زاروا مصر نحو 655 ألف سائح في العام 2016، مقابل نحو مليون سائح في العام 2015، وفقاً لبيانات وزارة السياحة المصرية.
وقال وزير السياحة المصري الأسبق هشام زعزوع، إن بورصة برلين السياحية أحد أهم البورصات العالمية، التي تتجه إليها أنظار العالم، ومشاركة مصر بها هذا العام ستكون مميزة لعدة أسباب".
وأوضح في تصريح للأناضول، أن الزيارة الأخيرة للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل للقاهرة، ورفع ألمانيا تحذيرات السفر عن شرم الشيخ (شمال شرق مصر)، فضلا عن تنامي حالة الاستقرار التي تشهدها مصر، ستدعم مشاركتها في المعرض السياحي".
وقال الوزير المصري السابق، إن ما يقلق الجميع الزيادة الكبيرة التي فرضتها مصر على رسوم تأشيرة الدخول بداية من مطلع يوليو/تموز المقبل، وعلى الدولة تدارك القرار وتأجيله لمدة عام مقبل، مشيرا إلى أن تطبيقه في هذا التوقيت سيؤثر سلبا علي الحركة السياحية الوافدة".
وكان تراجع صناعة السياحة إلى مصر، من أسباب شح النقد الأجنبي في البلاد، وارتفعت وتيرته العام الماضي، تزامناً مع التراجع الحاد في عدد السياح الوافدين.
وقالت نورا علي، منظم رحلات سياحية، ورئيس الاتحاد المصري للغرف السياحية سابقاً، (مستقل وتشرف عليه وزارة السياحة المصرية)، إن "قلقاً كبيراً يسيطر على المشاركين في بورصة برلين، بسبب رفض الوكلاء الأجانب زيادة رسوم التأشيرة".
وتابعت "شركات السياحة المصرية تسوق برامجها السياحية بعيداً عن القطاع الحكومي، أملا في تحسين الأوضاع السياحية في مصر؛ إلا أن مثل هذه القرارات الخاطئة تعصف بكافة الجهود المبذولة من قبل منظمي الرحلات في مصر".
وقال عادل عبد الرازق، منظم رحلات سياحية وعضو الاتحاد المصري للغرف السياحية سابقا، "اعتقد أن صورة مصر في الخارج بدأت تتحسن إلى حد ما خاصة بعد زيارة المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل وعدد من مشاهير العالم، لمصر مؤخرا".
وأضاف "عبد الرازق"، في حديث مع الأناضول، "غياب الحملة الترويجية لمصر في ألمانيا، وقرار زيادة رسوم تأشيرة الدخول يقللان فرص زيادة معدلات السياحة الوافدة من ألمانيا، ويضع الجانب الحكومي المشارك بالمعرض في موقف صعب".
وبورصة برلين السياحية، يشارك فيها 187 دولة ونحو 10 آلاف عارض وأكثر من 120 ألف زائر، وتبلغ مساحة البورصة حوالي 160 ألف متر مكعب.