بروكسل/ حسن أسن/ الأناضول
أثمرت مساعي تركيا في إلغاء فعالية أرادت منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية، تنظيمها في البرلمان الأوروبي باسم كتلة الخضر، إحدى كتل البرلمان الأوروبي السياسية.
ووجهت رسالة دعوة إلى المتحدث باسم زعيم منظمة "غولن" الإرهابية، ألب أصلان دوغان، ورئيس جمعية الحوار (تابعة للمنظمة) التي تنشط في بريطانيا، أوزجان كلش، للمشاركة في الفعالية والإجابة على بعض الأسئلة عن دور المنظمة في تركيا.
لكن تركيا تدخلت لدى رئاسة البرلمان وأمانتها العامة وكتلة الخضر، ما أدى إلى إلغاء الفعالية التي حملت اسم "فعالية الخضر حول حركة غولن"، ولم تثمر محاولات المنظمة في منع قرار الإلغاء.
وقالت كتلة الخضر، في معرض ردها على سؤال للأناضول بشأن الفعالية، إنها لم تخطط لهذه الفعالية، وأنها لم ترع اجتماع المنظمة.
وبدأت المنظمة تفقد تأثيرها في مؤسسات الاتحاد الأوروبي، عقب محاولتها الإطاحة بالحكومة التركية، باستهدف أبناء وزراء ومسؤولين كبار في الدولة عبر عمليات أمنية في 17 - 25 ديسمبر/ كانون الأول 2013.
وأصبحت المنظمة وحيدة بعد أن فقدت اعتبارها لدى تلك المؤسسات، عقب محاولة الانقلاب العسكرية الفاشلة، التي نفذتها في تركيا، منتصف يوليو/ تموز الماضي، حتى أن مسؤولي المفوضية الأوروبية لم يوافقوا على طلبات مواعيد تقدم بها مسؤولوا المنظمة.
والأربعاء الماضي، حذر الممثل التركي الدائم لدى الاتحاد الأوروبي، السفير فاروق قايماقجي، من وجود مساع لمنظمتي "بي كا كا" و"غولن" الإرهابيتين، في تنظيم فعاليات داخل حرم البرلمان الأوروبي.
يشار إلى المنظمة نفذت عبر عناصرها المتغلغلة داخل سلكي الشرطة والقضاء، حملة اعتقالات شهدتها تركيا في 17 و25 ديسمبر/ كانون الأول 2013، بدعوى مكافحة الفساد، والتي طالت أبناء عدد من الوزراء، ورجال الأعمال، ومدير أحد البنوك الحكومية، كما تقف المنظمة وراء عمليات تنصت غير قانونية، وفبركة تسجيلات صوتية.
وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليو/تموز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع منظمة "فتح الله غولن"، وحاولت خلالها السيطرة على مفاصل الدولة ومؤسساتها الأمنية والإعلامية.
وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية؛ ما أجبر الآليات العسكرية للانقلابيين على الانسحاب، الأمر الذي ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.
جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله غولن" قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية؛ بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة. ويقيم غولن في الولايات المتحدة منذ عام 1999، وتطالب تركيا بتسليمه، من أجل المثول أمام العدالة.