حكاية جديدة من قصص المستديرة..
كتب | عادل سعد
قالَ المُؤرخ الألمانى (ليوبولد فون) أنَ أسعد أيام البشر هي تلك الصفحات البيضاء في كتب التاريخ, واليَوم هو ذكرىَ واحداً مِن تلكَ الأيام البيضَاء والتِى كانَت سبباً فى سَعادة الكثيرين مِن جمهور نادِى الزمَالك.
الثانية والنِصف عصر الجُمعة فى العَاشر مِن مارس مُنذ ستة وخمسُون عاماً, إحتشد الآلاف من جمهور نادِى الزمَالك داخل ستاد القاهرَة. إحتفالاً باليوبيل الذهبى بمرور خمسون عاماً على إنشاء نادى الزمَالك العريق, ولمُشاهدة أعرق الأندية الإسبانية يأتى تلبية لدعوَة نادى الزمالك لمُشاركته فى إحتفالاته, فى مباراة (الجيل) كما اسمتها الصُحف المصرية, والتى كانت الزيارة الأولىَ للمَلكى الإسبانى إلى مصر.
تقدم بعثة فريق ريال مدريد الراحل العظيم سانتياغو برنابيو, ومِن خلفه أعظم فريق فى العالم على الإطلاق آنذاك, حيث إحتل فريق ريال مدريد بطولة أوروبا لخمسة مرات مُتتالية مُنذ موسم 1955-1956, وحَتى موسم 1959-1960. قبل أن يَنجح غريمه التقليدى برشلونة فى حرمانه مِن مُواصلة لقبه القياسِى ويُقصيه من بطولة موسم (1960-1961), بعد التعادل فى البرنابيو بهدفين لمثلهمَا يوم 9-11-1960 ثم الخساره فى الكامب نو بهدفين مُقابل هدف واحد يوم 23-11-1960
, وقبل المباراه بعدَة أيام مدير نادى ريال مدريد " اوستريتشر "حضر للقاهرة لترتيب الأجواء للمرينجى وذهب لنادى الزمالك و شاهد تدريب الزمالك بصحبه المهندس محمد حسن حلمى زامورا ، وأيضا ذهب إلي استاد القاهرة و أبدي بعض الملاحظات علي أرضية الملعب و طلب أن يتم رشها بالمياه يومياً حتي تستوي الأرض تماما يوم المباراة.
الزيارة إستمرت لمدة ثلاثة أيام و أقام المدريديون في فندق شبرد, أقل تذكرة في مباراة الزمالك وريال مدريد الأولي كانت ب20 قرشا, وقام نادي الزمالك بعمل تخفيض عليها لطلبة المدارس والقوات المسلحة والمصانع الحربية و جعلها بعشرة قروش و بلغ عدد التذاكر المخفضة15 ألف تذكرة. وزع الزمالك التذاكر المجانية على الطلبة من لاعبي كرة القدم بالمدارس و المعاهد بواقع15 تذكرة لكل مدرسة لحضور هذا اللقاء التاريخي و امتلأ إستاد القاهرة في المباراة بما يقرب من100 ألف متفرج و كان رقما قياسيا فى ذلك الوقت و حققت المباراة ايرادا بلغ30 ألف جنيه, علماً بأن الزمالك كان قد دفع لريال مدريد للحضور مبلغ18 ألف دولار عن طريق أحد رجال الأعمال بخلاف خمسة آلاف دولار تكلفة إقامة البعثة وتحملها نادى الزمَالك.
حَتى جاء العاشر مِن مارس لعام 1961, الثانية عشر ظهراً, ووَسط مائة ألف مُتفرج نزل أبطال فريق ريال مدريد إلى أرض الملعب يَتقدمهم الأسطورة فرينك بوشكاش (المجر), ألفريدو ديستيفانو (أرجنتينى-كولومبى-إسبانى), خوسيه سانتا ماريا (أورغويانى-إسبانى), كناريو (البرازيل), فرانشيسكو خنتو (إسبانى), لويس دل سول (إسبانى), خوسيه ماريا فيدال (إسبانى), روخيليو دونيجز (أرجنتينى), باكين (إسبانيا), ماركيتوس (إسبانيا). تحت قيادة فنية للإسبانى " ميغيل مونيوز " . (والذى يُعتبر واحد مِن أفضل مُدربى كرة القدم نجاحاً فى تحقيق البطولات) وحَقق كلاعب وسط مع ريال مدريد (3) بطولات أوربية و(4) بطولات دورى اسبانى, وكمدير فنى لريال مدريد فاز ببطولاتى دورى أوربا و بطوله إنتر كونتيننتال و (9) بطولات دورى وبطولتى كأس ملك أسباني, وكمدير فنى لمنتخب اسبانيا تحصل على ثانى بطولة أمم أوربا عام 1984 عندما خسر الإسبان 2-0 من فرنسا على ارضها .
بينمَا مثل فريق الزمَالك الدو ستيلا ( حارس مرمى ) , شريف الفار ( كابتن ) , محمد رفاعى , رأفت عطيه , أحمد مصطفى , سمير قطب , حمدى فراج , عصام بهيج , نبيل نصير , عبده نصحى , على محسن , محمد موسى , عبده نصحى , المرحوم رضا ( الاسماعيلى) الذِى إستعَان به فريق الزمالك وشارك لدقائق مَعدودة , تحت قياده فنية لليوغسلافى أيفان . فاز ريال مدريد يومها بأربعة أهداف مُقابل هدف واحد, و سجل للزمالك محمد موسى الذى أشتهر بلقب موسى مدريد, وسجل لريال مدريد (دي ستيفانو) هدف, و(بوشكاش) 3 أهداف, و أضاع البلانكو الاسبانى العديد من الفرص يومها تألق حارس الزمالك الايطالى ألدو ستيلا فى الذود عن مرماه و أنقذت العارضة أيضا العديد من الفرص, والجَدير بالذكر أن الكابتن محمد لطيف مُعلق المباراة آنذاك ذكر فى كتابه الكرة حياتى عن بسَالة (عارضة المرمى) فى إنقاذ العديد من الأهداف عَن ألدو ستيلا وذكر تعليقه الشهير " برافو يا الومنيا " .
و الطريف يومها أن مستر أيفان المدير الفنى اليوغسلافى للزمالك أحتفظ بكره الشوط الأول أما كره الشوط الثاني فاحتفظ بها حكم المباراه الايطالى أمادوا و كانت كرات المباراه اسبانيه الصنع من ريال مدريد , حضر المباراة المشير عبدالحكيم عامر و زكريا محيي الدين نائب رئيس الدولة و باقه من نجوم السينما .
وستظل الزيارة الأولى لريال مدريد إلى مصر فى ذاكرة كره القدم المصرية والتى تلتها زيارتان الأولى فى عام 1961 أيضا و الأخرى فى عام 2001 .
يظهر فى الصورة الأولى كابتن فريق الزمالك شريف الفار يُسلم باقة من الورد لكابتن ريال مدريد فرانشيسكو خينتو, ويتوسط الصورة حكم المباراة الإيطالى أمادوا, بينما يظهر أقصى اليسار المهندس محمد حسن حلمى زامورا.
- عناوين الصحف يوم المباراه و بعد المباراه
تواصل مع | ||
عادل سعد | على فيسبوك | |
على تويتر |