ترك برس
قال الكاتب والمحلل السياسي التركي أوكتاي يلماز، إن أميركا وروسيا وقوات النظام السوري والمليشيات الكردية اتفقت -رغم ما بينها من خلافات- على منع تركيا والجيش السوري الحر الحليف لها من دخول مدينة منبج، لمنع إقامة المنطقة الآمنة القابلة للحياة تحت إدارة المعارضة السورية.
ورأى يلماز، خلال حديثه لشبكة "الجزيرة"، أن منبج تمثل أولوية لتركيا نظرا لمكانتها في قطع الطريق على قيام كيان كردي متواصل الأطراف على الحدود التركية، معتبرا أن حملة درع الفرات لن تحقق أهدافها دون الوصول للمدينة.
وأشار المحلل التركي إلى أن الخيارات التركية في مواجهة هذا الواقع أصبحت محدودة وصعبة نظرا لاكتظاظ المنطقة بالجيوش، الأمر الذي يجعل العمل العسكري شبه مستحيل.
وقال يلماز إن خيارات تركيا باتت تنحصر في التمسك بالعمل الدبلوماسي للبحث عن مخارج وتوافقات مع كافة الأطراف دون التخلي عن مطلب طرد المليشيات الكردية من منبج.
بدوره، رأى الكاتب والمحلل السياسي ماجد عزام أن التدخل العسكري الأميركي في منبج يحمل سياقات متعددة، وقد لا يعني بالضرورة قطع الطريق على حملة "درع الفرات" العسكرية التي تنفذها تركيا في الشمال السوري.
وقال عزام إن من ضمن السياقات رغبة واشنطن في التعبير عن امتعاضها من استبعادها من تنسيق حلفائها في القوات الكردية مع الجانب الروسي وقوات النظام السوري، و"قد يكون محاولة أميركية لإبعاد منبج عن السيطرة التركية".
لكن عزام أكد في الوقت ذاته أن واشنطن لم تبد أي مؤشرات على تنصلها من تعهدات الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما وكل مسؤولي إدارته الذين زاروا أنقرة منذ أواسط يوليو/تموز الماضي بإجبار المليشيات الكردية الحليفة لبلاده على الانسحاب إلى شرق الفرات.
وأشار إلى أن اللقاء التركي الأميركي الروسي الذي شهدته مدينة أنطاليا التركية أمس الثلاثاء يعكس القواعد الجديدة في المسألة السورية، وفي مقدمتها احتجاب إيران والمليشيات التابعة لها في سوريا ونظام الرئيس السوري بشار الأسد من المشهد.
وأكد عزام أن اللقاء الثلاثي كان خطوة أولى سيتبعها لقاء الرئيسين التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين في العاصمة الروسية موسكو، مرجحا أن تنجح أنقرة عبر هذه المساعي في تثبيت خطوطها الحمر المتمثلة في رفض أي وجود للمليشيات الكردية غرب الفرات.
وكان رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم قد أشار إلى أن مسؤولين عسكريين أتراكا يناقشون مع نظرائهم الأميركيين والروس آليات القضاء على المنظمات الإرهابية الناشطة في سوريا.
وأكّد يلدريم أن بلاده عرضت على واشنطن خطة لحملة عسكرية على تنظيم الدولة الإسلامية في محافظة الرقة شمالي سوريا دون أن تتلقى ردا إلى الآن.