ترك برس
أشار أستاذ الأخلاق السياسية وتاريخ الأديان بجامعة حمَد بن خليفة في قطر، المفكر الموريتاني محمد مختار الشنقيطي، إلى وجود "توجه حقيقي نحو حلف استراتيجي لحلف الجزيرة العربية وتركيا، ولأول مرة منذ 100 عام تأتي قوات تركية إلى الجزيرة العربية بعد أن انسحب منها العثمانيون، وذلك في القاعدة العسكرية في قطر".
وخلال مقابلة مع وكالة الأناضول التركية للانباء، قال الشنقيطي إن المملكة العربية السعودية بدأت في التعاون العسكري مع تركيا، ولاسيما في مجال التصنيع العسكري، وهذه بادرة تدل على تغير عميق في معادلات المنطقة، مع أنه ما زال في بدايته، ولكن سيكون له ما بعده.
وأوضح الشنقيطي، وهو عضو الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، أن تحالف دول الجزيرة العربية مع تركيا، يوفر فرصة للاستغناء عن المظلة الأمريكية، التي كانت تحتمي بها بعض الدول، وكانت مضرة ببعض الدول بشكل عام، كما أنه سيكون قادر على إلجام التوسع الإيراني في المنظقة.
وحول المصالح المشتركة بين دول الخليج وتركيا، أكد المفكر الموريتناني أن "المصالح بين منطقة الجزيرة العربية وتركيا كثيرة، والمصالح السياسية لا يمكن فصلها عن المصالح الاقتصادية، ودول الخليج بحاجة إلى مظلة استراتيجية قوية، لاسيما بعد الانحساب الأمريكي تارةً، والغدر الأمريكي أحياناً بها، كما أن تركيا بحاجة إلى الطاقة، بالإضافة إلى أنها بحاجة إلى العمق الإستراتيجي".
ولفت أن "هناك تلاقي إستراتيجي بين الجزيرة العربية ومنطقة الأناضول، لاسيما أن تركيا تمتلك إمكانيات إقتصادية وسياسية وإدارية وعسكرية، كما أن منطقة الجزيرة العربية لديها من الإمكانيات في الطاقة بالإضافة إلى الموقع الإستراتيجي، وهذه الأسباب والمصالح ستكون بادرة إستراتيجية لقوة قوية جداً تستغني بها المنطقة بحماية ذاتها عن المظلة الأجنبية".
وأضاف أن "حرائق المنطقة من الممكن أن تسهم تركيا في إطفائها، وإلا فإنها سوف تصل إلى تركيا نفسها".
وحول سياسة تركيا الخارجية، قال الشنقيطي، إن "تركيا كان ينقصها مستوى من المبادرة والمخاطرة على صعيد سياستها الخارجية، لكن عملية درع الفرات، دليل على أن تركيا بدأت فعلاً بترجمة رؤيتها السياسية إلى فعلٍ عملي، وأصبحت أنها مستعدة للمخاطرة من أجل رؤيتها السياسية".