بينهم أكاديميون وفنانون.. كم ينفق العرب على "الشعوذة" سنويا؟

آخر تحديث 2017-03-10 00:00:00 - المصدر: زوراء

العراق/بغداد

نشرت وكالة الصحافة الفرنسية، الجمعة، تقريرا حول ازدهار الشعوذة في الجزائر، وأعاد التقرير أسباب ذلك بشكل خاص إلى تدني مستوى الخدمات الطبية العامة في البلاد وارتفاع تكاليفها في المستشفيات الخاصة، الأمر الذي يدفع بكثير من المواطنين إلى اللجوء إلى الطب التقليدي والعرافين فيصبحون عرضة للاحتيال والنصب.

وأشار التقرير إلى قضيتين هزتا البلاد في الآونة الأخيرة، تمثلت الأولى في "دواء معجزة" لعلاج مرض السكري اكتسح الأسواق وكانت نتائجه وخيمة، والثانية في فتح عيادات للعلاج بالرقية من المس بالجن ومن بعض الأمراض النفسية أيضا.

في حقيقة الأمر، لا تقتصر هذه الظاهرة - المشكلة على الجزائر فحسب، بل إن البلدان العربية جميعا باتت أرضا خصبة لتفشيها ونمائها، كما لم تعد مرتبطة بالنساء فقط، إذ ازداد إقبال الرجال عليها، ممارسة وارتيادا.

ففي مايو عام 2015، خلصت دراسة أكاديمية، أعدها أستاذ الثقافة الإسلامية بالجامعات العربية والسودانية الدكتور إسماعيل محمد الحكيم تحت عنوان "الإسلام ومحاربة الدجل والشعوذة"، إلى أن العالم العربي ينفق سنويا أكثر من خمسة مليارات دولار على أعمال الدجل والشعوذة.

في حين يعتقد المراقبون أن حجم هذا الإنفاق في اطراد مرعب، خلال السنوات الأخيرة، بسبب مساعدة الفضائيات ووسائل الاتصال الحديثة على انتشار هذه الظاهرة، بالإضافة إلى ادعاء أغلب السحرة والمشعوذين استخدام القرآن مما يعزز تأثيرهم في الناس.

دراسات ميدانية أخرى أجريت في عدد من البلدان العربية، أظهرت أن هذه الظاهرة المعقدة والضاربة في القدم، استفحلت في السنوات الأخيرة بسبب انخفاض الوعي وفشل الطب في علاج عدد من الأمراض المستعصية ورغبة الإنسان الجامحة في معرفة الغيب وتوقع المستقبل والانتقام وحب المال والنجاح والشهوات والمناصب.

وهي ظاهرة طالت أيضا أولئك الذي كان يفترض أن يتصدوا للاعتقاد بالغيبيات، كأصحاب المستويات التعليمية العليا والرياضيين والفنانين والإعلاميين والسياسيين، ولنذكر مثلا الرئيس الأمريكي الراحل رونالد ريغان واستعانته وزوجته، خلال حكمه، بالمنجمة جوان كويغلي واستشارتها بخصوص السباق إلى البيت الأبيض وتوقيت اتخاذ قرارات سياسية مصيرية، من أبرزها قصف ليبيا معمر القذافي في 15 أبريل 1986.