ما بعد المباراة | البداية لأليجري، والإدارة لمونتيلا !

آخر تحديث 2017-03-11 00:00:00 - المصدر: موقع goal

التحليل الفني لخسارة ميلان أمام يوفنتوس في السيري آ

     بقلم  | تامر أبو سيدو     تابعه عبر تويتر   


خسر ميلان للمرة الخامسة على التوالي على ملعب يوفنتوس استاديوم في السيري آ بسقوطه أمام يوفنتوس 2-1 في افتتاح الجولة الـ26 من البطولة، وتقدم أصحاب الملعب بهدف مهدي بن عطية أولًا لكن كارلوس باكا عادل للروسونيري قبل أن يخطف باولو ديبالا هدف الانتصار للسيدة العجوز من ركلة جزاء في الثواني الأخيرة من المباراة.

يوفنتوس |  لهذا يلعب ماندجوكيتش، وأليجري أخطأ الإدارة !

دعونا نتفق أولًا أن يوفنتوس استحق الفوز في المباراة بناءً على أدائه خلال الـ90 دقيقة أو الـ94 بشكل دقيق، قد تكون ركلة الجزاء التي احتسبت له في الدقيقة الـ94 ليست صحيحة كما أشارت جل الصحف الإيطالية، لكن هذا لا يعني أنه لم يستحق الفوز .. بل قدم مباراة أفضل كثيرًا من منافسه وصنع عديد المحاولات وأضاع الكثير من الفرص وعانى أيضًا من القرارات التحكيمية الخاطئة مثل هدف ميلان ضده والذي لم تمنعه راية تسلل كانت ستكون سليمة.

أليجري دخل اللقاء بطريقة لعب 4-2-3-1 كما اعتاد مؤخرًا، لكنه أقحم ألفيش وبياتسا في الجناحين بدلًا من كوادرادو وماندجوكيتش لإيقاف الأول وإصابة الثاني، ألفيش لعب كما يلعب كوادرادو، كان يتحرك على الخط الخارجي للملعب يحاول المرور ولعب التمريرات العرضية، أو يدخل لعمق الملعب ويحاول المراوغة والدخول قطريًا للداخل، لكن الفارق بينه وبين الكولومبي كان أنه يُفضل التمرير البيني الذكي فيما يُفضل كوادرادو التسديد من بعيد. ألفيش اليوم لم يُسدد أي تسديدة وهو سلاح افتقده يوفنتوس كثيرًا خلال المباراة، لكنه في المقابل صنع هدف سجله بن عطية وهدف أضاعه بياتسا بتمريرتين رائعتين، بجانب أنه قام بدور دفاعي جيد نسبيًا.

أما الجانب الآخر فقد لعب بياتسا بدلًا من ماندجوكيتش وهنا الاختلاف كان واضحًا، وهذا الاختلاف هو سر اعتماد أليجري القوي على المهاجم القادم من أتليتكو مدريد .. هذا الفارق يتمثل بالجهد والتضحية والأدوار الدفاعية الهائلة التي يقوم بها ماندجوكيتش على طول الجبهة اليُسرى في الملعب والتي تساعد الفريق كثيرًا دفاعيًا، بعكس بياتسا الذي لا يقوم بأي شيء من تلك الأدوار ولا حتى يكلف نفسه عناء العودة لنصف ملعبه للمساهمة في الحالة الدفاعية !

نرى في الصورة أعلاه الخريطة الحرارية لماندجوكيتش في الملعب خلال مباراة لاتسيو، نراه كيف يتحرك على طول خط الملعب للقيام بأدواره الهجومية وأيضًا الدفاعية ! نراه كثيرًا في نصف ملعب السيدة العجوز، ونراه أيضًا داخل منطقة الجزاء ليلعب دور المهاجم المتمركز حين يخرج هيجوايين من المنطقة أو يلعب بجانبه أحيانًا.

وفي تلك الصورة نرى الخريطة الحرارية لبياتسا خلال مباراة اليوم، نرى اللاعب بالكاد يعود لنصف ملعبه ولم يدخل الثلث الأخير أبدًا طوال اللقاء ! ونرى أن تحركاته كانت للعمق خارج منطقة الجزاء أكثر.

كما قلت كثيرًا، ماندجوكيتش هو مثال لكل لاعب كرة قدم شاب في الإخلاص والتضحية والجرينتا والروح القتالية والرغبة في فعل المستحيل لانتزاع مكان في التشكيل الأساسي لفريقه، أتى هيجوايين وكان يُفترض أن يكون الكرواتي هو بديله لكنه أوجد لنفسه مكانًا لم يكن أحد أن يتوقع أن يخطفه ! لكن بأدواره الدفاعية (والتي تتطلب التضحية والجرينتا) أولًا انتزع هذا المكان.

هجوميًا، كان هناك اختلاف في طريقة اللعب بين اللاعبين كذلك ... مانجوكيتش كان ملتزمًا أكثر بالطرف أو التواجد داخل منطقة الجزاء وهذا لأنه لا يجيد اللعب والمراوغة في العمق، لكن بياتسا يدخل العمق أكثر ويتبادل الكرة مع ديبالا وهيجوايين ومجموعة الوسط في العمق، كما يستخدم مهاراته جيدًا هنا، بجانب دخوله منطقة الجزاء ... أراه لعب مباراة جيدة جدًا اليوم لكن خانته اللمسة الأخيرة في الفرص التي سنحت له، لكنه لاعب يمتلك الموهبة وأمامه هامش كبير للتطور والتحسن وسيكون مكسب هائل لليوفنتوس مستقبلًا، وأظنه كان سيكون مكسبًا هائلًا لميلان لو نجح في ضمه الصيف الماضي.

مازلت عند رأيي الذي تحدثت عنه مرارًا، لا يمكن ليوفنتوس أن يلعب بالثنائي خضيرة وبيانيتش في وسط ملعب ثنائي ضمن 4-2-3-1 ضد فريق كبير وقوي، هو هكذا يضعف عمقه دفاعيًا ويجعل الخط الخلفي في مواجهة هجوم المنافس أكثر .. ماركيزيو مطلوب جدًا في مثل تلك المباريات، وقد رأينا ميلان بمجرد أن أصلح مونتيلا خط وسطه تمكن من السيطرة وامتلك الأفضلية في الوسط. الأمر اليوم ازداد سوءً بوجود بياتسا بالطبع لأن ماندجوكيتش يساعد أكثر دفاعيًا، لكن أداء ميلان السيء جل فترات اللقاء خاصة الساعة الأولى ساعد في عدم ظهور سلبية هذا الأمر كثيرًا.

أيضًا أقف ضد أليجري في إشراك بارزالي في مركز الجناح الأيمن خاصة أمام جناح مهاري سريع مثل ديولوفيو ! كان قرارًا خاطئًا أصلحه المدرب لكن بعدما كلفه هدف التعادل ! بارزالي بحالته البدنية وعُمره الحالي قادر على تقديم الإضافة في خط الدفاع خاصة أنه يتمتع بذكاء كبير في التحرك وقراءة اللعب .. لكن مهام الظهير تتطلب حالة بدنية أفضل.

ربما يكون هذا الاختيار لأن المدرب أراد اللعب بـ3 مدافعين ثابتين في الخلف مع منح أسامواه الفرصة للتقدم ودعم الهجوم من اليسار، خاصة بدخول بياتسا للعمق وترك الجناح للغاني .. لكن هذا لم يحدث لأن أسامواه لم يقم سوى بالقليل مما هو مطلوب منه هجوميًا !! ولهذا فقد اليوفنتوس اليوم دعم ظهيريه هجوميًا مما ساعد ميلان دفاعيًا.

مع هذا، يوفنتوس بدأ اللقاء بشكل ممتاز اليوم، لعب نصف ساعة قوية من حيث الضغط وصنع المحاولات الهجومية والفرص السانحة ومن حيث حماية مرماه والتصدي لمحاولات ميلان صنع الهجمات المرتدة مبكرًا، تراجع الأداء في الدقائق الـ10 الأخيرة نتيجة رد فعل ميلان بعد الهدف لكن بداية الشوط الثاني كانت أقوى وأفضل وخلالها أهدر الفريق أكثر من فرصة سهلة سواء لتألق دوناروما أو لسوء اللمسة الأخيرة. لكن هذا الأداء الممتاز تراجع في النصف ساعة الأخيرة بعدما أصلح ميلان أخطائه وتحسن أدائه ونال الإرهاق نسبيًا من لاعبي يوفنتوس.

باعتقادي أن أليجري لم يُدر المباراة جيدًا ليحافظ على أفضليته وقوة أداء فريقه ولذا كاد أن يخسر نقطتين، أحسن بالطبع بإشراك ليختشتاينر بدلًا من بارزالي، لكنه كان مطالب بإشراك أليكس ساندرو بدلًا من أسامواه الذي توقف تمامًا خلال الـ20 دقيقة الأخيرة، وكان عليه تقوية خط وسطه بلاعب إضافي أو بزيادة القوة الدفاعية بإشراك ماركيزيو بدلًا من خضيرة أو بيانيتش حتى يُواجه تغييرات مونتيلا الذي عزز خط وسطه بكوتشكا وبولي.

 

ميلان | خطأ البداية لمونتيلا، وهل شكل الهجوم هو الأفضل؟

ميلان في بداية المباراة لعب أسوأ نصف ساعة له منذ فترة طويلة، دفاعيًا وهجوميًا، تحسن الأداء قليلًا في الدقائق الـ10 الأخيرة من الشوط الأول، وعاد ليصبح أسوأ في أول 15 دقيقة في الثاني قبل أن يتدخل مونتيلا بتغييراته ويحسن شكل الفريق كثيرًا في النصف ساعة الأخيرة.

مونتيلا المسؤول الأبرز عن حالة الفريق تلك، التشكيل الخاطئ في وسط الملعب كلفه فقدان هذا الخط الحيوي وخسارة المعركة مع اليوفنتوس وتعريض خط دفاعه لمواجهة دائمة ومتكررة مع هجوم السيدة العجوز الشرس ... اختيار سوزا وبازاليتش وبيرتولاتشي والأهم إبعاد كوتشكا الأفضل دفاعيًا من كامل مجموعة وسط الفريق هو قرار خاطئ تمامًا لأنه أضعف الفريق دفاعيًا وبدنيًا وجعله غير قادر على مواجهة منافسه. هذا الثلاثي قادر على اللعب ضد بيسكارا وباليرمو أو حتى تورينو وسامبدوريا، لكن ليس ضد الكبار وخاصة أقواهم يوفنتوس !.

المدرب الشاب أصلح الخطأ عند الدقيقة 55 تقريبًا بإخراج باكا وإشراك كوتشكا وتحويل أوكامبوس لمهاجم متقدم، لعب كوتشكا في اليمين أولًا وتحول الشكل الخططي إلى 4-4-2 تقريبًا، إذ أحيانًا كانت تظهر 4-3-3، وهنا بدأ ميلان يقف بقدميه على أرض الملعب ويواجه يوفنتوس بل ويتفوق في معركة الوسط والمواجهات الثنائية والنتيجة أنه أبعد الخطر وأراح دوناروما بشكل كبير وأيضًا صنع عدة محاولات كان يمكن أن تُصبح أخطر لو أحسن الفريق التمرير واتخاذ القرار في اللمسات الأخيرة.

ودعم مونتيلا قراره السليم بقرار آخر وهو إشراك أندريا بولي في الوسط بدلًا من بازاليتش، وقام بحركة ذكية حين أدخل كوتشكا لعمق الملعب بجانب سوزا ووضع بولي في الطرف الأيمن وحول الخطة هنا إلى 4-4-2 صريحة .. هذا الأمر أنقذ عمق ميلان وأغلقه تمامًا أمام بيانيتش وخضيرة وديبالا وأبعد تمامًا الخطر عن مرمى دوناروما باستثناء محاولة غير ناجحة من بياتسا وكانت من هجمة مرتدة سريعة.

السؤال الذي يراودني كثيرًا، هل 4-3-3 هي الأفضل للميلان هجوميًا؟ هل تواجد الثلاثي الهجومي بشكل خاص بهذا الشكل هو الأفضل لهم؟ أعتقد أننا رأينا من تحركات ديولوفيو وأوكامبوس ما قد يفضل تواجدهم في العمق أكثر من الطرف .. أي أن يلعب الفريق بطريقة 4-3-2-1 وينضم اللاعبين لعمق الملعب خلف باكا وقريبًا من المرمى ويتركان المساحة على الطرف للاعبي الوسط والظهيرين لأننا نرى في المباريات الأخيرة أن اللاعبين ومعهم سوزو يساعدون كثيرًا حين يلعبون في العمق بعكس تواجدهم في الطرف الذي لا يجني منه الفريق سوى تمريرات عرضية سلبية !.

تواصل مع تامر أبو سيدو