عمان- رأي اليوم- خاص
أشارت منظمة أطباء بلا حدود الاغاثية إلى حرمان السوريين من الوصول إلى المرافق الطبية جراء “الوضع الهش” في سوريا، مشيرة إلى أن ذلك أثر سلباً على نطاق الرعاية الطبية التي لا يزال بالإمكان تقديمها وفعالية تلك الرعاية.
وأضاف التقرير الذي حمل عنوان “ تقرير: التغييرات في الممارسة الطبية في سوريا.. المعضلات والتكيفات في المرافق الطبية الواقعة تحت خطر الهجوم المستمر” ان المنظمة اضطرت الى تغيير طريقة الدعم الطبي من حيث قبول معايير أدنى من المتعارف عليها، وأنها واجهت تحديات جمة من اصنافها استهداف مرافق العناية الطبية وتدميرها وتنامي الشعور بالخوف وعدم الامان لدى الاطباء والطاقم الطبي والضحايا على حد سواء.
وأقرت المنظمة بانحسار دورها بسبب الصراع الدائر في سوريا والاخطار المرافقة له، مشيرة الى ان تقديمها للدعم الصحي تحول من تقديم الرعاية الطبية المباشرة الى الرعاية غير المباشرة المتمثلة بايصال الادوية والامدادات.
واعتبرت المنظمة في تقريرها ان تفشي انتشار الاصابات البالغة أيضا يمكن اعتباره احد التحديات اليوم خصوصا مع تفشي مرض كالحصبة وسوء التغذية وشلل الاطفال، رغم انها امراض كانت قد انتهت في سوريا منذ زمن طويل، مؤكدة على ان الامراض المذكورة تشكل تحديا حقيقيا في اماكن النزاع كسوريا بسبب حاجتها للمتابعة والتحليل.
وأشار التقرير إلى ان المنظمة حاولت ايجاد توازن بين الأمان ورعاية المرضى عبر عملها في مواقع غير مألوفة وأكثر امنا وبصورة سرية بعدما شعرت بالاستهداف الحقيقي سابقا؛ مضيفا ان القوى العاملة في مجال الرعاية الصحية ذاتها تغيرت بشكل كبير لعدة اسباب اهمها تعرض الاطباء والطواقم للاصابات والوفاة ما أثر على مستوى الخدمات المقدمة من المنظمة.
وحول التغيرات في سلوك طلب الرعاية الصحية، أورد التقرير ان المرضى ومقدمو الرعاية الصحية باتوا يسعون إلى تقليل الوقت الذي يمضونه في مرافق الرعاية الصحية المهددة بحصول هجوم عليها، مشيرا الى ان من شأن ذلك ترك عواقب وخيمة على المرضى أنفسهم. كما أجبر ذلك منظمة أطباء بلا حدود وغيرها (خصوصاً المستشفيات القريبة من خطوط الجبهة) على الابتعاد عن البروتوكولات الطبية القياسية، وخاصة في ما يتعلق بشؤون ما بعد العمليات ومتابعة الرعاية.
وأضاف التقرير ان الرعاية الصحية انتقلت من المرافق إلى الرعاية الذاتية في المنازل، ما يضطر الطاقم الطبي الى تعديل خطط العلاج، كإخراج المرضى بشكل مبكر من الأدوية الوريدية إلى الأدوية الفموية خلافاً للإجراءات المعتادة.
وعدت المنظمة في تقريرها الذي وصلت لـ “رأي اليوم” نسخة منه “الحروق” واحدة من اخطر المشكلات الشائعة في الاونة الاخيرة، مشيرة الى اضطرار العائلات إلى استخدام أساليب تدفئة مرتجلة أو غير آمنة أثناء الشتاء في سوريا باعتبارها سببا لذلك وكذلك بسبب استخدام الذخائر الحارقة أثناء الغارات الجوية.
وتطرقت المنظمة للحديث عن تقديم الرعاية للأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وقصور القلب المزمن، مشيرة الى ان المنظمة اضطرت لتقليل الزيارات المفترضة والرعاية الحثيثة لمرضى الامراض المذكورة في الاراضي السورية.
وأضافت المنظمة ان عدم توفر القدرات والمرافق الكافية لعلاج مثل هذه الحالات ادت الى تأخير حصول المصابين بالامراض المذكورة على العلاج الى ان تتدهور حالاتهم الصحية، معتبرة ان المرضى الذين لم يتلقوا متابعة للرعاية بشكل مناسب أو في الوقت المناسب يشكلون تحديات صعبة عندما يصلون بالفعل إلى المرافق الطبية وقد أهملوا وضعهم لفترة طويلة. وقد تم توثيق حالات لبتر الأطراف بسبب مرض السكري والسل كان بالإمكان تجنبها لولا النقص الحاصل في توفر الأدوية.
وعدت المنظمة الصعوبة في ايصال الرعاية الطبية ايضا سببا اضافيا في تعرض الاطفال للخطر بسبب عدم اتمامهم برامج اللقاحات ما تسبب بإصابتهم بأمراض كان يمكن تفاديها.
واشادت المنظمة في تقريرها المطول بالسوريين افرادا وجماعات (وخصّت بالذكر القبعات البيضاء او الدفاع المدني السوري) بكونهم يؤثرون المصابين على سلامتهم الشخصية، الا ان ذلك دوما ما يصطدم بكون الخدمات الطوارئ أساسا قد تقلصت ولا يمكنها اسعاف كل المرضى.
وأكدت المنظمة على اتباعها تقنيات مختلفة في التكيف مع تقديم الرعاية في ظل اطلاق النار، والتي منها لا مركزية الرعاية والتكنولوجيا المستندة إلى الأجهزة النقالة.