التحليل الفني لفوز ريال مدريد الصعب على ريال بتيس
حقق ريال مدريد فوزًا مهمًا لكن صعبًا جدًا وبطريقة غير مقنعة أمام ريال بتيس بهدفين لهدف، وذلك في المباراة التي لُعبت على أرضية ملعب سانيتاجو بيرنابيو لحساب الجولة الـ27 من الدوري الإسباني.
ريال مدريد | أسوأ فترات الموسم، وأخطاء بالجملة! | |
◄أصبح من الواضح أن ريال مدريد يمر بأسوأ فترات الموسم، فأداء المجموعة ككل في تراجع كبير والفريق يُعاني من مشاكل دفاعية كبيرة، كما أن بناءه الهجومي بات محفوظًا لدى خصومه، لكن الفريق رغم ذلك مازال يخرج بنتائج كافية من أجل تصدر الدوري، ومازال يحقق الفوز في جل مبارياته، وهو الأمر الإيجابي الوحيد الذي قد يخرج به الفريق من هذه الفترة، والتي يجب أن يضع قطيعة معها في أقرب وقت ممكن حتى يتفادى سيناريو موسم 2014 مع أنشيلوتي.
◄بشكل عام، أعتقد أن زين الدين زيدان استصغر كثيرًا من قُدرات ريال بيتس اليوم حينما تخلى عن لاعب الارتكاز في خطته واكتفى بإشراك مودريتش وكروس في خط الوسط مع منح مهام هجومية كبيرة لبقية اللاعبين، بما في ذلك كاربخال ومارسيلو، وهو ما أعطى مساحات شاسعة للاعبي ريال بتيس أثناء الارتداد. في وضعيات كثيرة شاهدنا أن ثلاثة لاعبين من بتيس يتحركون في ظهر مودريتش وكروس، وما إن تصلهم الكرة حتى يُكشف راموس وناتشو، وهو ما أدى بشكل طبيعي لأكثر من حالة انفراد.
◄من بين أبرز مشاكل ريال مدريد في الفترة الأخيرة أن خط وسطه افتقد للنجاعة التي اتسم بها في فترات سابقة أثناء قيامه بضغط متقدم. هذه النقطة يخف وطؤها بشكل واضح عندما يكون كاسميرو متواجدًا وفي مستوى جيد، لأنه دائمًا ما يكون في ظهر مودريتش وكروس من أجل قطع الكرات التي تمر منهما، كما أنه يقلل الهوة بين خط الدفاع والوسط، وهي هوة كانت كبيرة جدًا اليوم.
المُشكلة تكمن أيضًا في عدد اللاعبين الذين يتراجعون للقيام بالعمل الدفاعي عند فقدان الكرة، فمثلًا اليوم، رونالدو، إيسكو، خاميس وموراتا تفرغوا بشكل واضح للشق الهجومي اللهم في بعض اللقطات النادرة، ومع المستوى الدفاعي للأظهرة، فلكم أن تتصوروا المساحات التي ستتاح أمام لاعبي ريال بتيس الذين ارتدوا بصورة مميزة جدًا اليوم. تلك النقطة اختفت أمام إيبار عندما شعر الفريق بخطورة الموقف وغاب بيل ورونالدو وكان الفريق يتراجع بتسعة لاعبين للخلف بعد فقدان الكرة، وهي نقطة في رأيي يجب أن يستعيدها الفريق في أقرب وقت إن هو أراد الخروج من وضعه الحالي.
◄قدّم كاربخال اليوم ما قد تكون إحدى أسوأ مبارياته هذا الموسم. الظهير الإسباني كان متواضعًا جدًا في الشق الهجومي، وعرضياته كانت سيئة وكان مآلها رأسيات لاعبي ريال بتيس، أما دفاعيًا، فقد تفوق عليه دورميسي في أكثر من مناسبة وجل الكرات الخطيرة كانت من جهته، بما في ذلك لقطة هدف ريال بتيس. نفس الأمر قد ينطبق على مارسيلو الذي مازال متواضعًا دافعيًا والأمر إن مر اليوم مرور الكرام، فربما سيكون على الريال دفع فاتورته لاحقًا.
◄ثنائية إيسكو وخاميس بدورها لا تخدم ريال مدريد كثيرًا...خاميس، وكلما تطرف للجهة اليُمنى إلا وتراجع أداؤه كثيرًا، عكس عند تواجده في العمق...اليوم، حاول اللاعب الكولومبي التوجه في أكثر من مناسبة للعمق مستغلًا الصعود المتكرر لكاربخال، وهو ما خلق بعض الفوضى في تلك المنطقة وأجبر إيسكو على اللعب على الطرف الأيسر كثيرًا، وهو ما يُضعف من مردوده أيضًا. على زيدان أن يختار بينهما، وعند إشراكهما من الأفضل الزج بأحدهما كصانع ألعاب في خطة 4-2-3-1، لأن ذلك هو المركز الذي يُناسب مقوماتهما في رأيي.
◄قبل الحديث عن راموس ونقطة الرأسيات، أحب التطرق قبل ذلك لنقطة البناء الهجومي لريال مدريد...لا مُشكلة لدي في إصرار الفريق على العرضيات ما دام الأمر يأتي بالنفع على الريال ويُسجل منه أهدافًا كثيرة، لكن لماذا تراجع الفريق كثيرًا في البناء الهجومي عبر العمق؟ لماذا يُفضل جل اللاعبين مد الكرة للأطراف في كثير من الأحيان عوض تمرير الكرة البينية، خاصة وأن رونالدو وموراتا يتمركزان بشكل جيد جدًا في ظهر المدافعين. أخطر فرص الريال اليوم كانت عندما توصل رونالدو بكرات في ظهر المدافعين، لكنها لم تكن كثيرة في نهاية المطاف، وعلى الفريق أن ينوع أكثر من بنائه الهجومي، لأنه أصبح محفوظًا في الآونة الأخيرة، وجل الفرق أصبحت تُضيف مدافعًا إضافيًا لداخل منطقة الجزاء من أجل التصدي للكرات العالية.
وفي هذا الشق أحب أن أذكر أن ريال مدريد، وبعد 27 مباراة من الدوري الإسباني هذا الموسم تمكن من تخطي رقم أتلتيكو مدريد موسم 2014 الذي فاز بالدوري واشتهر في تلك الفترة بأهدافه الرأسية. الميرنجي سجل في الدوري 20 هدفًا من كرات رأسية، وهو ما يتخطى رقم أتلتيكو مدريد في ذلك الموسم الذي سجل 18 هدفًا ولُقب بالأتلتي للطيران.
◄أما عن راموس، فالحقيقة أنني لا أجد تفسيرًا منطقيًا لما يقوم به! يكفي أن أقول لكم مثلًا أن 19 من أهدافه الـ22 التي سجلها منذ نهائي لشبونة كانت عندما كان ريال مدريد منهزمًا أو متعادلًا في النتيجة...لماذا دائمًا راموس؟ ولماذا أيضًا في الأوقات الحاسمة؟ قد يقول البعض أنه يملك روح قيادية، أو أنه مميز في الكرات الرأسية، لكن الأمر في رأيي تخطى حد التفسير المنطقي...ما يحصل مع راموس سيجعله أسطورة حقيقية تروى في كتب تاريخ كرة القدم في غضون سنوات قليلة.
◄أخيرًا، لا يخفى على أحد أن مستوى كيلور نافاس متراجع جدًا هذا الموسم، لكنه في رأيي يبقى حارسًا مميزًا، واليوم أظهر على ذلك مجددًا. فبعد الهفوة التي خرج بها في الشوط الأول، جاء تدخله في اللحظات الأخيرة ليُنقذ فريقه من فقدان نقطتين محققتين، وهو أمر يدل على شخصية كبيرة من طرفه...في جميع الأحوال، لا أتصور أنه سيواصل مع الريال في الموسم المقبل، خاصة للطريقة التي يُسيّر بها فلورنتينو بيريز الميركاتو، لكن ذلك لا ينتقص من جودته الكبيرة شيئًا.
ريال بتيس | قرأ الريال جيدًا، لكنه لم يستغل الفرصة | |
◄ قدّم ريال بتيس مباراة كبيرة جدًا في رأيي، ولعب جيدًا على نقاط ضعف ريال مدريد وهو ما قاده لخلق فرص كثيرة على مرمى كيلور نافاس، ولو كان موفقًا في الأمتار الأخيرة لما خرج منهزمًا في نهاية المطاف. الفيردي بلانكوس كانوا مميزين جدًا في الكرات المرتدة، واستغلوا الهوة بين مودريتش وكروس وخط الدفاع أيما استغلال، وركزوا بناءهم الهجومي على جهة كاربخال الذي كان في ليلة سيئة، لكن إنهاء الهجمة خان رجال فيكتور سانشيز.
◄أكّد دورميسي مجددًا أنه من خيرة الأظهرة اليُسرى في الدوري الإسباني هذا الموسم، فالحقيقة أنه تمكن اليوم من الحد بشكل واضح من تحركات خاميس وكاربخال، كما أنه كان مميزًا جدًا في بداية الهجمة، وهي أمور كانت محورية بالنسبة لفريقه الذي بنى جل هجماته عبر الجهة اليُسرى.
◄روبين باردو كان بدوره جيدًا جدًا، ومن الواضح أنه كان يملك تعليمات بعدم الاحتفاظ بالكرة كثيرًا ونقلها للأمام فور استرجاعها...باردو كان يضغط بشكل جيد، تمريراته في ظهر متوسطي ميدان الريال جعلت زملاءه مرارًا في وضعيات جيدة جدًا في الأمتار الأخيرة، كما أنه أبلى البلاء الحسن حينما تقدم للأمام.
◄استفادت أجنحة بتيس كثيرًا من عشوائية تحركات لاعبي ريال مدريد في الخط الخلفي، والحقيقة أن سيبايوس كان أكثر من تحرك في ظهر راموس الذي خرج مرارًا من مركزه من أجل قطع الكرة والتغطية القصور الدفاعي لمودريتش وكروس، لكن الأمر لم يُستغل بشكل جيد من طرف الفريق الأندلسي الذي ركز كثيرًا على الجهة اليُسرى أولًا، كما أن سيبايوس كان يميل بشكل غريب للعب متطرفًا في الرواق، رغم أن المساحات كان أمامه بشكل واضح من أجل التوغل لداخل منطقة الجزاء.
◄دفاعيًا، بدا واضحًا أن بتيس حضر جيدًا للقاء، حيث كان مميزًا في جل الكرات العرضية التي وصلت لمنطقة الجزاء، اللهم في خطأ هدف رونالدو الذي تحرك فيه خيرمان بيثيّا بشكل سيء، فترك رونالدو وحيدًا وتبع موراتا الذي كان رفقته مدافع آخر...غير ذلك، فإن آدان لم يكن مضطرًا للقيام بتدخلات كثيرة، وهو أمر قد يكون عائدًا للنمطية الكبيرة في البناء الهجومي للريال.