العراق/بغداد
يتوقع خبراء بأن توتر العلاقات بين أنقرة وبعض العواصم الأوروبية في الفترة الأخيرة سيؤثر على اتفاقية اللاجئين الموقعة بين دول الاتحاد وتركيا، حيث أشاروا إلى أن الأخيرة ستكون الخاسر الأكبر في حال أوقفت العمل بالاتفاق.
وذكر موقع "دويتشه فيله" الألماني في تقرير له أن العلاقات التركية الأوروبية شهدت في الفترة الماضية نوعا من التحسن، وخاصة بين أنقرة وبرلين حيث التقى وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل بنظيره التركي مولود جاويش أوغلو لإعادة أجواء الثقة بين البلدين.
وجاء اللقاء بعد يوم من تصريحات لأوغلو ندد فيها بإلغاء خطابات الساسة الأتراك في ألمانيا، حيث قال أن ألمانيا تمارس ضغطا "ممنهجاً" على الأتراك لديها.
وأشار تقرير الموقع إلى أن وزير الخارجية الألماني خلال لقائه بنظيره التركي حاول تهدئة التوتر بين البلدين، ويمكن أن يكون له علاقة باتفاقية اللاجئين المبرمة بين الاتحاد الأوروبي وتركيا والتي قلصت عدد اللاجئين المتدفقين على أوروبا.
كما أوضح التقرير أن تركيا تعتبر الاتفاق ورقة ضغط في يدها، حيث حذر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكثر من مرة بأنه قادر على فتح الحدود التركية أمام اللاجئين صوب الاتحاد الأوروبي.
من جانبه، أكد رئيس مكتب مؤسسة هاينريش بول المقربة من حزب الخضر الألماني في اسطنبول كريستيان براكيل، أنه لا يتوقع إنهاء اتفاقية اللاجئين على المدى القريب، وذلك لأن "الفوائد الحالية لتركيا من الاتفاقية تفوق فوائد الاتحاد الأوروبي منها، لذلك فالأتراك لديهم مصلحة كبيرة للتمسك بالاتفاقية لأنهم لا يمتلكون بدائل أخرى".
وأضاف براكيل "لو أنهيت الاتفاقية المبرمة بخصوص اللاجئين، فإن الكثير من الأمور ستتعرض للخطر في تركيا، لأن الأمر لا يقتصر فقط على حصول أنقرة على أربعة مليارات يورو من أوروبا فحسب، بل لن يكون سهلا حصول الأتراك على التأشيرات إلى أوروبا، وهذه النقطة مهمة للحكومة التركية لأنها ستعتبرها نجاحا كبيرا لسياساتها".
الجدير بالذكر أن العام 2015 شهد تدفق حوالي مليون مهاجر ولاجئ نحو أوروبا قادمين من تركيا، وبعد تطبيق اتفاقيه الهجرة بين أنقرة والاتحاد الأوروبي انخفض العدد ليصل إلى نحو 173 ألف مهاجر.