أكدت مصادر عراقية وقوع عمليات هدم لمنازل عرب في جنوب كركوك، بإشراف البيشمركة، وأشارت إلى اتصالات جرت مع مسؤولين في حكومة كردستان العراق لوقف ما يحصل، في حين نفت البيشمركة صحة هذه الأنباء من الأساس.
اتهامات
وكان النائب العربي عن محافظة كركوك خالد المفرجي قد أكد الأحد في بيان نشره عبر صفحته على فيسبوك حدوث "عملية هدم منازل لمواطنين عرب في كركوك يسكنون في منطقة واحد حزيران"، متهما "مجموعة من عناصر الپيشمركة" بالقيام بها.
ونقل عن إدارة محافظة كركوك تأكيدها "أن هذه الأفعال فردية ولم تصدر منها أي قرارات بهدم هذه المنازل".
من جانبها، نقلت الوكالة الوطنية العراقية للأنباء (نينا) عن مصدر في المجلس العربي في كركوك تأكيدا للخبر.
وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه إن عناصر من قوه تابعة لأحد الأفواج المرتبطة بقوات البيشمركة كانت تستقل عربات رباعية الدفع تواكب جرافتين وقامت بهدم قرابة 20 منزلا لنازحين عرب في أراض تم التجاوز عليها بالقرب من جسر واحد حزيران جنوب كركوك.
وعاد المفرجي الاثنين ليعلق مجددا على القضية ويتحدث عن مساع جرت لإيجاد حلول لها.
وأشار إلى اتصالات موسعة جرت مع قيادات في إقليم كردستان ورئيس الوزراء ومحافظ كركوك، للمطالبة بإيقاف هذه العمليات على الفور.وأعلن أن "عمليات الهدم أوقفت وانسحبت القوات من المنطقة في تمام الساعة العاشرة والنصف ليلا".
نفي كردي وتوضيح
وفي تصريح لموقع الحرة، نفى الأمين العام لوزارة البيشمركة في حكومة إقليم كردستان جبار ياور صحة تلك الأنباء، وقال إن وزارة البيشمركة لم يصلها أي خبر عن مهاجمة القوات لأية مناطق.
ودعا أصحاب الشكاوى من وقوع خروقات للبيشمركة بالتقدم باتهاماتهم أمام الدائرة القانونية للوزارة مؤكدا أنه سيكون في استقبالهم بنفسه.
في المقابل، قال النائب في كتلة الحزب الديموقراطي الكردستاني شاخوان عبد الله في تصريح لموقع الحرة إنه حضر اجتماعا بخصوص هذا الأمر مع رئيس كتلة تحالف القوى في البرلمان أحمد المساري والنائب خالد المفرجي والنائب في كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني ريبوار طه.
وأفاد بأنه تبين من التحقيق في المسألة أن بعض الدور السكنية في واحد حزيران بنيت بشكل "متجاوز" على أملاك الدولة، وسبق أن هدمتها قوة مشتركة في المحافظة لكن تم بناؤها من جديد من قبل بعض الأهالي.
وأضاف أن بعض العناصر "الدنيئة" استخدمت هذه المنازل للهجوم على قوات البيشمركة طوال الأيام السبعة الماضية، فقامت الأخيرة بـ"رد فعل" تمثل بهدم هذه "البؤر المتجاوزة"، بحسب تعبيره.
وبعد إجراء اتصالات بحكومة الإقليم، تم وقف أعمال الهدم ولكن دعي أهالي المنازل التي تم من خلالها التعرض لقوات البيشمركة إلى ترك منازلهم.
وأكد أن هدم المنازل لم يقتصر فقط على منازل العرب فقد تم هدم أكثر من 150 منزلا خلال أسبوع في المناطق الكردية أيضا.
أما عن هوية العناصر التي هاجمت القوات، فأعرب عن اعتقاده أنها "خلايا نائمة لتنظيم داعش" تمكنت من التسلل عبر النازحين إلى المحافظة.