كيف تحول موناكو من الدرجة الثانية إلى انتفاضته النارية؟

آخر تحديث 2017-03-14 00:00:00 - المصدر: موقع goal

النادي الفرنسي تجربة يُحتذى بها لأي إدارة طامحة في تطوير ناديها...

كتب | معتز شحادة

بعد خسارة العديد من المباريات والتعادل في الكثير من المناسبات، هبط نادي موناكو من دوري الأضواء إلى دوري الدرجة الثانية الفرنسي في موسم 2010/2011 حاصداً 44 نقطة فقط مع المدرب "لوران بانيد" مدرب نادي الكويت الكويتي حالياً، والذي قاد الفريق لأربعة أشهر فقط خلفاً للمدرب الفرنسي غيي لاكوب، إذ أقيل الأخير يومها في منتصف الموسم. 
 
مع بداية الموسم الجديد آنذاك أقدم رجل الأعمال الروسي "ديمتري ريبولوفليف" على شراء النادي، وكانت هذه اللحظة بمثابة نقطة بداية لمرحلة جديدة وتحوّلٍ إيجابيّ لواحد من أعرق الأندية في فرنسا. ومرّ الموسم الأول بشكل مخيب للفريق تحت قيادة المالك الروسي، إذ احتل موناكو المركز الثامن في الدرجة الثانية، ومع نهاية الموسم صرح المالك الروسي بأنه مازال مؤمناً بفريقه للصعود إلى دوري الدرجة الأولى، فكانت أول التحركات التي قام بها إقالة الإيطالي ماركو سيموني الذي كان على رأس الجهاز الفني حينها وتعاقد مع المدرب الخبير الإيطالي كلاوديو رانييري. 
 
مع وصول المدرب المحنك إلى أروقة النادي الفرنسي جرت الأمور بشكل جيد، فحقق الفريق الفوز في 20  لقاء من أصل 37 وأنهى موسمه متصدراً لدوري الدرجة الثانية، ليصعد بالفريق إلى دوري الدرجة الأولى. بين الكبار وخلال الموسم الأول في الدرجة الأولى 2013/14، أنفق المالك الروسي حوالي 150 مليون يورو، بهدف التعاقد مع أسماءٍ كبيرة في سوق الانتقالات الصيفية لتدعيم الفريق في كافة المراكز بمساعدة الخبير لويس كامبوس المسؤول الرياضي السابق لنادي ريال مدريد الذي عمل مع خوسيه مورينيو حينها، الذي انضم لموناكو في صيف 2013.

كان للويس تأثيره الكبير في جلب اللاعبين للنادي حيث كانت له علاقة جيدة مع الوكيل الأعمال الغني عن التعريف البرتغالي جورجي مينديش كذلك. ضمّ يومها فريق الإمارة الفرنسية، الكولومبي رداميل فالكاو والكولومبي خاميس رودريغز والفرنسي أنطوني مارسيال، والبرتغالي جواو موتينيو، وجيريمي وتولالان وريكاردو كارفاليو، وأريك أبيدال والحارس سيرجيو روميرو بالإضافة إلى البلغاري بيرباتوف والتونسي أيمن عبد النور، واللذين وصلا إلى الفريق في موسم الانتقالات الشتوية. 
 
قدم هؤلاء اللاعبون موسماً جيداً مع الفريق تحت قيادة الإيطالي كلاوديو رانييري، إذ أنهى موسمه بالمركز الثاني المؤهل لدوري الأبطال، ومع بداية موسم 2014/15 لم يرد المدرب الإيطالي تجديد عقده مع النادي حتى تم استبداله بالمدرب الفنزولي ليوناردو خارديم. مع قدومه واجه النادي بعض المشاكل المادية فاضطر لبيع عدد من لاعبيه الأساسيين على غرار رادميل وفلكاو الذي عاد إلى الفريق  في موسم 2016/17، بعد تجربتيّن غير موفقتيّن له مع مانشستر يونايتد وكذلك تشلسي. 
 
عانى الفريق بعدها بسبب خروج أسماء أخرى من الفريق مثل كراسكو ومارسيال وعبد النور وكوندغبيا، والذين غادروا الفريق في موسم 2015-2016، عندها وضع خارديم سياسةً بديلة باستقطاب اللاعبين اليافعين بدلاً من أسماءٍ كبيرة وبناء فريقٍ صغيرٍ بمعدل سنيّ يصل إلى 23 عاماً، فإضطر لويس كامبوس الى مغادرة الفريق متوجها الى نادي ليل للعمل مع المدرب مارسيلو بيلسا، حيث حل مكانه أنطونيو كوردون قادما من نادي فياريال الأسباني. 
 
تحوّل النادي من نادٍ يستقطب اللاعبين الكبار إلى مصدّرٍ للأسماء لأكبر الأندية في القارة العجوز، فمن أكثر اللاعبين الشباب الذين تعاقد معهم الفريق وكان لهم تأثيرٌ واضح هم البرتغالي بيرناردو سيلفا والبرازيلي غييدو كاريلو والفرنسي الشاب توماس ليمار، أما أبرز اللاعبين الذين تطوروا مع النادي، فهو الشاب صاحب الـ18 عاماً كيلاين مبابي الذي يقدم موسماً أكثر من رائع مع النادي الجنوبي، إذ يتصدر الدوري حتى اللحظة برصيد 68 نقطة بفارق 3 نقاط عن أقرب منافسيه نيس. 
 
يذكر أن موناكو يواجه نادي مانشستر سيتي الإنكليزي في مرحلة إياب دوري أبطال أوروبا على أرضه وبين جماهيره، بعدما انتهت مباراة الذهاب بنتيجة 5-3 لصالح فريق السيتي. فهل يتمكن موناكو من قلب الطولة أمام نظيره الإنكليزي والمدرب الإسباني المخضرم بيب غوارديولا بمساعدة لاعبيه الشباب المتميّزين؟

تواصل مع معتز شحادة
  على فيسبوك
على تويتر