ماكس، قم بالشيء الصحيح..
رؤية | حسين ممدوح
لا يهتم يوفنتوس حاليًا بالجمالية قدر اهتمامه بتحقيق المطلوب، الحفاظ على نجومه نفسيًا وبدنيًا للمعتركات القادمة الأكثر قوة، وربما يمكن أن نجد الكثير من الأعذار على هذا الأداء المتواضع في إياب الدور ثمن النهائي من دوري الأبطال أمام بورتو فالمباراة لا تستحق الكثير من المخاطرة، لكن على المدرب أحيانًا أن يقم بالشيء الصحيح قدر استطاعته إرضاءًا للجماهير ولقيمته كمدرب..يوفنتوس | كثير من الحكمة، قليل من الإثارة | |
■لا أختلف مع أليجري في التشكيل الذي اختاره للقاء بورتو، ولا كيفية إدارة المباراة في الشوط الأول ببناء اللعب على الجهة اليمنى الأكثر تميزًا في الوقت الحالي، لكني ألوم عليه كثيرًا وأحمله المسئولية في العرض المتواضع فنيًا والذي جعل المباراة لا تطاق في حين أنه يعلم بأن فريقه يمكنه أن يؤدي دائمًا ما هو أفضل من ذلك، ولو كان فريقًا آخر غير بورتو، لكان سيحدث سيناريو آخر، حيث قام أليجري بتفريغ الوسط تمامًا، وإبقاء أقل لاعبيه فائدة لمدة 90 دقيقة.
■ماسيمو يعلم تمامًا أن عليه حماية نجومه وأهم نجم في الفريق هو ذلك الذي دُفع لأجله 94 مليون يورو "جونزالو هيجواين"، لذا لم يُحرك أليجري ساكنًا بعد النقص العددي الموجود لدى بورتو، وظل على نفس طريقة اللعب بدلًا من أن يكسب زيادة عددية أكبر في وسط الميدان، دائمًا هى الـ4-2-3-1، بوجود جونزالو في المنطقة وعلى يساره أو "بجواره" على الأحرى ماندجوكيتش، بل قام بسحب كوادرادو وأدخل بياتسا ليترك الوسط بلا أي مساندة حقيقية ويخلق فراغًا جعل الفريق بلا ديناميكية، مما جعل دقائق مباراة الشوط الثاني لأجل تأدية الواجب، وربما لأجل أن يُسجل هيجواين، كانت مباراة إرضاء وعزاء للاعبين مستواهم في انخفاض على حساب المتعة الفنية.
■قرر أليجري أيضًا سحب أفضل لاعبيه "باولو ديبالا" وأكثرهم نشاطًا وأدخل رينكون، سحب جناح هجومي، بل اللاعب الأهم في صناعة الحركية والخطورة في الثلث الأخير من الميدان، ليدخل لاعب وسط، وكان بالأحرى أن يدخل رينكون في مكان إما هيجواين أو ماندجوكيتش لتداخل أدوراهما، لم نشعر أن بورتو ناقص العدد أبدًا في النصف الثاني، ولم تكن هناك رغبة من فريق يوفنتوس ومدربه في تسجيل المزيد.
■المكسب الأهم في رأيي هى عودة كلاوديو ماركيزيو لوسط الميدان، لاعب يملك قدرات كبيرة في التغطية الدفاعية، لا يفقد الكثير من الكرات وهو يتفوق على بيانيتش المُرهق في ذلك، بيانيتش كذلك الذي لا يجيد اللعب في وسط ثنائي، ترك ذلك مزيدًا من الحرية لسامي خضيرة، ربما سيكون هذا الثنائي إضافة لبيانيتش هو الباندا "المجموعة الأمثل" لخط الوسط في المباريات الأوروبية القادمة، خاصة أمام فرق أكثر حدة وجودة.
■مازال اللاعب مهدي بنعطية يثير علامات الاستفهام والقلق، لم يعد هو نفس اللاعب الذي كان نجمًا وفارقًا في روما، بل أصبح كثير الأخطاء، مندفع بعض الشيء، وبديله "أندريا بارزالي" رغم أنه لن يطول به المقام كثيرًا في الملاعب لكنه يعطي ضمانات وأمان أكثر بجانب بونوتشي..
■لعب كوادرادو شوط أول ممتاز على الصعيد الدفاعي، بل كان اللاعب الأكثر ركضًا وتحملًا فهو كان بمثابة لاعب الوسط الثالث وخلق جبهة يمنى قوية مع داني ألفيش، لذا لم أجد تفسيرًا لإخراجه من ملعب المباراة، ربما إذا فتشت عن السبب ستجده في الأغلب يخص القيمة المالية لانتقاله والتي هي أقل بكثير من بعض اللاعبين الذين لم يخرجوا من ملعب المباراة.
بورتو | التنين افتقد للسلاح الأهم | |
■بدأ بورتو المباراة بحيازة تامة على الكرة وشجاعة في التمركز بطريقة الدفاع المُتقدم، طريقة لعبه كانت أقرب للـ4-4-2 منها إلى الـ4-3-3، تواجد دانيلو بيريرا كلاعب وسط دفاعي وأمامه توريس ببضعة أمتار، وأحيانًا كان يعود توريس بضعة مترات للوراء مع تقدم لبراهيمي وأندريه وأندريه لتصبح 4-2-4، شجاعة نعم، فاعلية؟ لا، الكرة كانت تتحرك دائمًا على الطرفين دون فاعلية في المناطق المؤثرة، كان من الواضح أن جودة الفريق الأبيض والأسود أعلى بكثير من فريق المدرب نونو سانتو، الذي تعقدت وضعيته أكثر بطرد ماكسي بيريرا.
■كان اللاعب دييجو جوتا هو أفضل لاعبي بورتو في لقاء الليلة بعد دخوله كبديل لياسين براهيمي، رغم أن النجم الجزائري هو الأميز فرديًا لكن جوتا كان يملك ما لا يملكه ياسين وهو التوغل ما بين الخطوط ومفاجأة الدفاع الإيطالي، ربما كان يستحق البدء أساسيًا، براهيمي كان يختار دائمًا الحل الفردي، وهو الأميز في هذا الامر، لكن كان يمكن توظيف الثنائي معًا من قبل نونو سانتو لضمان فاعلية أكثر واستغلال "خروج كوادرادو" واندفاع داني ألفيش.
■ظهر أندريه سيلفا مهاجم بورتو بحالة سيئة، كان منتظرًا ما هو أكثر من هذا اللاعب الواعد، وبشكل عام يفتقد بورتو المهاجم الكبير الذي يمكنه أن يصنع فارقًا، سنحت بضعة فرص محققة لجوتا وسواريز لكنهما افتقدا للدقة أمام مرمى بوفون.
■ما يُحسب لفريق بورتو اليوم أنه كان متماسكًا بقوة رغم الطرد المبكر لماكسي بيريرا، انتقل أندريه أندريه ليمين الدفاع، ثم دخل بولي في الوسط في مكان أندريه سيلفا، لم يختل نظام فريق نونو سانتو، الفريق الذي به بضعة لاعبين مثيرين للاهتمام أبرزهم دانيلو بيريرا وقلب الدفاع فيليبي، سيكونا مرشحان للانتقال في الصيف القادم بالتأكيد لنادٍ أكبر.
تواصل مع حسين ممدوح | ||
صحفي متخصص بشؤون كرة القدم الإيطالية | على فيسبوك | |
على تويتر |