وافادت وكالة تسنيم الدولية للانباء انه في كل عام مع اقتراب فصل الربيع تتداعى الى الاذهان حادثة نظام صدام البعثي اللانسانية في قصف مدينة حلبجة بالمواد الكيماوية ومقتل وجرح الالاف من قاطني هذه المدينة، الامر الذي فضح سياسات الغرب الخبيثة، بعيدا عن اثبات حقيقة الانظمة غير الشعبية، في تسليح ومواصلة دعم دكتاتوري المنطقة، كما اننا نشاهد اليوم مثل هكذا دعم وفي شكل آخر في اليمن، حيث ان النظام السعودي يرتكب أبشع الجرائم في حربه المفروضة على الشعب اليمني الاعزل عبر دعم أمريكا وباقي حكومات أوروبا والتي هي دون شك تؤلم الضمائر الحية في العالم، هي ذات الدول التي سلحت صدام ونظامه الظالم بجميع انواع أسلحة الابادة الجماعية لكي تقع حادثة حلبجة وليذهب الالاف من النساء والاطفال والعجزة والشباب الاكراد ضحية مصالح جبهة الاستكبار العالمي.
قام نظام صدام البعثي في تاريخ 15 مارس 1988، مواصلة لعملياته ضد اكراد العراق، بقصف مدينة حلبجة بالمواد الكيماوية وذلك استكمالا لسجل العار الذي بدأه في السابق، حيث قام صدام البائد بالانتقام من سكان العراق المرحبين بأنتصار المقاتليين الايرانيين في عمليات "والفجر10".
واستشهد وجرح عدد كبير من أهالي مدينة حلبجة في اكثر الحوادث الكيماوية رعبا بعد الحرب العالمية الثانية، حيث لاتزال الاثار الناجمة عن استنشاق غاز الخردل ظاهرة على وجوه ساكني المدينة، وحسب اعتراف العراقيين، لولا ايران وحسن ضيافتها ودعمها وتعاونها واحتضانها لضحايا هذه الحادثة لربما كانت تحولت حلبجة كباقي جرائم صدام الى قصة وبقيت طي النسيان.
بالرغم من ان من تبقى في حلبجة هو اكبر وثيقة وشاهد حي على جرائم دكتاتور العراق السابق، لكن نشاط ايران اعلاميا وارسال وادخال عدد من المصابين جراء هذه الحادثة، مشافي دول اوروبية مختلفة ودعوة الاعلام الاجنبي لتصوير هذه الجرائم اللانسانية، من اهم الاجراءات التي عرفت حلبجة للعالم، وبعيدا عن ذلك، ان تواجد الاعلاميين والمصورين الايرانيين في الساعات الاولى بعد وقوع هذه الحادثة وتصوير وتوثيق القصف الكيماوي لحلبجة لم يكن خافيا عن أعين أهالي حلبجة، حيث قاموا بتخليد حماسة ومحبة الايرانيين عبر إقامة نصب تذكاري للمراسليين والمصورين الايرانيين ليقدر جيل اليوم والغد في حلبجة هذا الحماس والدعم الشامل من قبل الايرانيين.
ومع اقتراب ذكرى هذه الحادثة تتواجد عدد من وسائل الاعلام في اقليم كردستان العراق من بينها وكالة تسنيم التي اجرت مقابلات مع اهالي المدينة حيث تحدثت "كلباغ توفيق نادر" احدى مصابي حادثة حلبجة الى مراسل وكالة تسنيم قائلة، ذهبنا من مدينة سيروان الى حلبجة حيث واجهنا هناك قصف بالمواد الكيماوية من قبل نظام صدام البعثي ومن ثم ذهبنا الى قرية أحمدآباد حيث استقبلنا الايرانيون بحفاوة ونقلونا الى معسكر "شويشه".
واضافت، ارسلوني في سيارة اسعاف الى مدينة سنندج، وقدموا لي علاجا جيدا، ومن ثم عندما عدت الى حلبجة عانيت من اعراض في جهاز التنفس، وذهبت الى السليمانية لكن عدم وجود كوادر متخصصة وامكانات كافية حالت دون تحسن حالتي وحالة الكثيرين من مثلي، علمت ان اطباء ايرانيين متخصصين جاؤوا الى حلبجة، حيث تم الكشف عنا من قبل الاطباء الايرانيين وقدموا لنا الخدمات اللازمة .
وتابعت، كما تم ارسال عدد من مصابي هذه الحادثة في عام 2013 الى طهران لتلقي العلاج، وهنا يجب علينا تقديم الشكر والتقدير الكبيرين للجمهورية الاسلامية الايرانية على دعمها الشامل.
كما تحدث "اكرم بهرام" احد اقارب شهداء حلبجة عن عدم شفقة حكومة اقليم كردستان، وطالب الحكومة بتقديم خدمات مناسبة لهم بمايتناسب مع تضحية اهالي حلبجة، اكرم واحد من المتبقين من ضحايا هذه الحادثة يشتكي من طريقة التعامل معهم من قبل الاقليم ويآمل ان تقدم المؤسسات المعنية الخدمات لاسر الشهداء، كما انه تحدث عن انه كان في ايران بين عامي 88 و91 وانه يفتخر بإيران والايرانيين ويشكر دعمهم لأهالي حلبجة في تلك الايام العصيبة، كما طالب القوى العالمية بعدم جعل ارواح الناس الابرياء ضحية مصالحهم في المنطقة.
كما تحدثت "آرس عابد اكرم" احدى اقارب شهداء حلبجة الى مراسل تسنيم، وقالت" وقعت حادثة حلبجة في وقت كانت فيه جميع الابواب مغلقة في وجهنا ولولا دعم ولطف الشعب والحكومة في ايران لنا لكان عمق وتأثير هذه الحادثة اكبر بكثير ومن الضروري ان اشكر مراسلي ومصوري ايران الذين راحوا ضحية اثار هذا القصف هؤلاء المراسلين الذين كانت تقاريرهم المصورة شاهدا واضحا على مظلومية حلبجة، ان هؤلاء المراسلين يحظون بإحترام كبير عندنا لاننا نؤمن بأنهم هم من عرف العالم على حادثة حلبجة".
واشارت آراس عابد اكرم الى مواصلة دعم الجمهورية الاسلامية الايرانية الانساني في معالجة مصابي هذه الحادثة، قائلة، ان ايران كانت خلال الحرب المفروضة عليها احدى ضحايا السلاح الكيماوي وكانت تدعمنا دائما عبر ارسالها فرق طبية متخصصة ونآمل في الوقت الراهن ان يتواجد الاطباء الايرانيون في المشفى الخاص بمعالجة مصابي حلبجة في هذه المدينة.
كما تحدث "مظفر اسكندر عبدالله" لمراسل تسنيم وقال انه فقد 6 من افراد عائلته في حادثة القصف الكيماوي لحلبجة وهو الشخص الوحيد الذي بقي منهم، وأضاف، يجب دراسة وبحث دور الشركات الاوروبية لاسيما الشركات الالمانية التي سلحت نظام صدام بالسلاح الكيماوي وملاحقتها قانونيا.
وحول دعم الجمهورية الاسلامية الايرانية قال مظفر، لولم تكن الجمهورية الاسلامية الايرانية لما قضي على حلبجة فقط بل على اقليم كردستان بالكامل ايضا.
وتبقي حلبجة وإبادة الالاف من سكان هذه المدينة الابرياء، هذه النقطة في الاذهان أنه في البلد الذي كان يسلب فيه نظام صدام البعثي الحياة من قاطنيه كان هناك في الجانب الاخر من الحدود، الجمهورية الاسلامية الايرانية توفر امكانية الحياة لهؤلاء، اما الطاغية صدام فقد لاقى مصيره المحتوم حين اعدمه العراقيون لكن من ساعد صدام ووفر له الامكانيات واجهزة ومواد صنع السلاح الكيماوي لايزالون يعيشون في الغرب واوروبا دون ان ينالوا جزاءهم حتى الان.
/انتهى/