غمدان الزعيتري: العرب بين ملالي إيران وسلاطين تركيا

آخر تحديث 2017-03-16 00:00:00 - المصدر: راي اليوم

غمدان الزعيتري

يبدوا أن متغيرات الأحداث في المنطقة العربية منذ إنطلاقة ثورات الربيع العربي في 2011 م قد وضعت كلا من تركيا وإيران في مقدمة الدول التي تسعى لإخذ نصيبها من الشرق الأوسط وان كان ذلك بالتدخل العسكري المباشر كما هو في سوريا و لبنان و العراق بالنسبة لايران او في العراق وسوريا بالنسبة لتركيا.

الرابح الأول في المنطقة إيران والتي استفادات من هذه الثورات بحيث حطت رحالها في العراق بشكل دائم وسيطرت على سوريا في مناطق حكم النظام السوري وبالتعاون مع روسيا وعززت نفوذها في لبنان بتقوية موقف حزب الله في إنتخاب الرئيس عون ودعمت بحسب التقارير الدولية جماعة أنصار الله اليمنية في تثبيت الأمر الواقع في اليمن منذ 21 سبتمبر 2014 م بل أستطاعت خلال هذه الفترة توقيع الإتفاق النووي في 2016 م  مع المجتمع الدولي وإسترجاع مليارات الدولارات من الخارج وفتح سوق التجارة مجددا مع العالم وخاصة أوروبا ووضعت المنطقة العربية تحت سيطرتها وتجول ملاليها في العواصم العربية من دون قيد أو شرط.

أما تركيا الرابح الثاني في المنطقة فدخول الاف الاستثمارات العربية القادمة من دول الربيع العربي والإستقرار في تركيا ساعد الاقتصاد التركي في النمو وتشغيل الايدي العاملة اللاجئة بمقابل مادي ضعيف دفع عجلة التنمية الى الأمام وإضافة لذلك التدخل العسكري المباشر في شمال العراق وسوريا أعطى النظام التركي شيك مفتوح بضرب المعارضين الاكراد وفوق ذلك كله ورقة اللاجئين والتي استخدمت مع المحادثات مع اوروبا أعطى تركيا مقعدا مريحا في المفاوضات وتجول سلاطين تركيا في المناطق العربية من دون قيد أو شرط.

لكن ماحدث  من تداعيات  خلال زلزال 2011 م كان أشد على النظام في تركيا منه على إيران فمحاولة الانقلاب التي تمت في 2016 م أظهر لتركيا ان النار المشتعلة لدى جيرانها قد تصيبها وأن الحلول العسكرية لابد أن تتوقف وفهم النظام التركي ذلك بشكل جيد وعمل على لملمة مواقفة مع روسيا وإيران بشكل أفضل.

أما إيران فبدأت بالتجول في عواصم عربية جديدة بالرغم من التحذيرات الشديدة من سيد البيت الأبيض الجديد والذي حذرإيران عدة مرات وأشار الى إحتمالية إلغاء الإتفاق النووي الا ان إيران لم تدرج كل ذلك في جدول إهتمامها وذهبت مسقط والكويت لتمد يدها من جديد لتأخذ المزيد من السيادة العربية بإسم الحفاظ على حسن الجوار.

وأن نظرنا الى موقف العرب بين مايحدث من صراع المصالح الايرانية التركية على المنطقة  فلن تجد غير فريقين يصطفون بجوار أجندة إيران وتركيا وغياب موقف عربي موحد أمام هذا التنافس ,وإستقطاب للدول مابين مرحب بالتقارب الإيراني العربي كالجزائر ومصر وبين الوقف وراء تركيا كالسعودية وقطر والسودان بشكل كامل دون مراجعة أي اعتبارات سياسية أو إقتصادية تعود بالنفع على الشعوب العربية أو حتى وقف نزيف الدم العربي.

يبدوا أننا سنظل في هذا الصراع بين ملالي طهران وسلاطين أنقرة الى أن يتوقف الدعم العربي الحاكم لهم بالدرجة الأولى أو ان يتم تغيير العقلية المتبعة في التعامل مع الجيران والمنطقة من قبل النظامين الإيراني والتركي.