إلى أين تسير القيادات السنية.. المؤتمرات الخارجية هل "ستبلور" رؤية سنية موحدة؟

آخر تحديث 2017-03-16 00:00:00 - المصدر: الزمان برس

بغداد/ دعا المحلل السياسي جاسم الموسوي، اليوم الخميس، القيادات "السنية" إلى تقرير كيفية اتخاذ القرارات التي تسهم وتساعدها على الوقوف كبيئة اجتماعية وقوة سياسية، محذرا إياها من ان عدم بلورة "رؤية سنية" سيؤدي إلى تدهور كبير.

وقال الموسوي في تصريح صحفي، عن "القيادات السنية دخلت حاليا مرحلة جديدة، وبدأت تدرك انها جزء من العملية السياسية بعد ان كانت متحيرة في إمكانية اخذ حقوقها أم ستكون جزء معارض".

وحذر من أن "على جميع الكتل السنية البحث عن كيفية بلورة رؤية سنية لايجاد الحلول للمشاكل في البيئة الاجتماعية، وتحديدا حقوق السنة داخل العملية السياسية، والا سوف تذهب الامور في تدهور كبير".

وأشار الموسوي الى أن "المجتمع الدولي بدأ ينظر للعراق كمقدمة لمحاربة الارهاب وبدأ بتغييب الطائفية حتى عبر الدول الاقليمية العربية والدولية، وبالتالي على الكتل السنية بعد التخلص من داعش، ان تقرر كيفية اتخاذ القرارات التي تسهم وتساعد هذه الكتل على الوقوف مرة اخرى كبيئة اجتماعية وكقوة سياسية".

وتسبب المخاض العسير بين مختلف القوى السنية بتقارب كتل كانت متباعدة في السابق، وبتباعد أطراف سبق أن كانت في خندق واحد، بينما لا يلوح في الأفق أي مؤشر على أن هذه الكتل ستتمكن من تجاوز انقساماتها، بحسب متابعين.

وتأتي المؤتمرات التي عقدت مؤخرا خارج العراق لتؤكد الانقسام السني، حيث لم تشارك قيادات سنية بارزة في مؤتمر جنيف الذي عقد منتصف شهر شباط الماضي، وكذلك مؤتمر أنقرة الذي عقد خلال شهر آذار الجاري.

راعي ما يسمى بـ"المشروع العربي في العراق" خميس الخنجر، قال إن كبار ساسة العراق السنة والأحزاب اجتمعوا الأسبوع الماضي في أنقرة لأول مرة منذ سنوات لرسم مقترح للمصالحة الوطنية في فترة ما بعد الموصل.

وأضاف أن الاجتماع حضره رئيس مجلس النواب سليم الجبوري ونائب الرئيس أسامة النجيفي وساسة وقادة سنة آخرون واتفقوا على أن هناك فرصة تاريخية لرأب الصدع بين الطوائف المتناحرة في العراق واستعادة ثقة التيار السني في الدولة.

وبين أن "تعميق الاستياء" في صفوف سنة العراق من شأنه أن يزيد نفورهم ويخاطر بتفاقم المشاكل الأمنية في البلاد وحتى ظهور جماعات سنية أكثر تشددا بمجرد هزيمة داعش.

وتابع قائلا "ما لم تكن هناك عملية سياسية تستعيد ثقة السنة في الدولة في مرحلة ما بعد داعش، ربما تخرج منظمات أشد إرهابا وأشد تطرفا".

ومن أبرز الشخصيات التي شاركت في مؤتمر أنقرة، السياسي والزعيم العشائري عبد الله الياور، والزعيم القبلي وضاح الصديد، ورئيس ائتلاف العربية صالح المطلك، ونائب رئيس الجمهورية أسامة النجيفي، ورئيس حزب الحق أحمد المساري الذي يتزعم كتلة تحالف القوى في البرلمان، بالإضافة إلى نواب بينهم لقاء وردي ومحمد الكربولي، فضلاً عن رجل الأعمال سعد البزاز.

وأوضح مشاركون في الاجتماع، أنهم يتوجهون لخوض الانتخابات المقبلة بقائمة واحدة ويحاولون إنهاء حالة "التشرذم السني" وجمع المختلفين على قواسم مشتركة تتعلق بوضع المحافظات السنية في ظل صمت حكومي رسمي وجدل نيابي حول شرعية الخطوة.

وفي الجلسة التي عقدها مجلس النواب يوم الاثنين الماضي، لم يتم التصويت على إدراج موضوع مؤتمر أنقرة على جدول أعمال الجلسة بناء على طلب مقدم من النائب عن دولة القانون خلف عبد الصمد وعدد من النواب.

ما يتم تحقيقه حالياً على أرض الواقع سواء على الصعيد الأمني أو السياسي أو العلاقات الخارجية، خطوات تثير حفيظة الكثير من الأطراف التي لا تريد للحكومة الحالية "معالجة" التداعيات الكارثية لما سبقها من حكومات، كما أنها تستفز الشخصيات الطامحة إلى تصدر المشهد السياسي حتى وإن كان عن طريق تقسيم العراق أو "أقلمته" كأضعف الإيمان، ومن هذه الشخصيات خميس الخنجر الذي لا يدخر جهداً مادياً أو سياسياً أو إعلامياً في "تسقيط" الخصوم من أجل الظهور بمظهر "الوطني" الحريص على العراق.