ترك برس
كشفت إحصاءات جديدة ارتفاع عدد المسنين في تركيا خلال السنوات الخمس الأخيرة لأكثر من 17 في المئة، مقابل ارتفاع معدل الأشخاص الذين يشعرون بالسعادة في حياتهم.
ووفقًا للإحصاءات الصادرة عن معهد الإحصاء التركي (توركسات) أمس الخميس، فقد ارتفع عدد السكّان المسنين في تركيا تدريجيًا، إذ ارتفع عدد البالغين من العمر 65 عامًا فما فوق بنسبة 17 في المئة على مدى السنوات الخمس الماضية، حيث وصل إلى نحو 6.6 مليون نسمة عام 2016م، في حين كان 5.6 مليون عام 2012م.
وتُظهر الإحصاءات أيضًا أن نسبة المسنين الذين يشعرون بالرضا عن حياتهم في ارتفاع، في حين تفوقت نسبة المسنات الوحيدات أو الأرامل على نسبة الرجال المسنين مما يثير القلق.
ويضيف الإحصاء أن كبار السن يشكلون حوالي 8.7 في المئة من إجمالي عدد السكان في العالم العام الماضي، وقد احتلت تركيا المرتبة 66 من بين 167 دولة حول العالم من حيث نسبة المواطنين المسنين.
وتأتي هذه الزيادة وسط قلق متزايد إزاء شيخوخة السكان، إذ تواصل الحكومة التركية تشجيع النمو السكاني في البلاد، وتأمل في زيادة عدد سكانها من خلال تقديم حوافز للأسر الأكثر عددًا، كمنح استحقاقات اجتماعية، وعطل أطول، هذا ومنذ تولي رجب طيب أردوغان رئاسة وزراء البلاد كرر دعوته مرارًا لأن يكون لكل أسرة ثلاثة أطفال على الأقل.
وتُظهر التوقعات التي قدمها معهد الإحصاء التركي أن عدد المسنين في تركيا قد يرتفع إلى 10.2 في المئة بحلول عام 2023م، وقد يرتفع أكثر خلال العقد القادم، ويربط الخبراء هذه التوقعات بانخفاض الخصوبة، والعلاجات الجديدة المتاحة لزيادة العمر.
وكشف الإحصاء أن متوسط عمر الإناث في تركيا أعلى من الذكور، إذ يبلغ متوسط عمر الإناث حوالي 80.7 سنة، في حين يبلغ متوسط عمر الذكور في تركيا 75.3 سنة.
وهيمنت مدينة "سينوب" الشمالية الواقعة على شاطئ البحر الأسود في تركيا مرة أخرى على قائمة المدن التي تضم أعلى نسبة من المواطنين المسنين، حيث بلغت نحو 18.1 في المئة عام 2016م، وكذلك من حيث أعلى نسبة من الأشخاص الذين يتمتعون بالرضا عن حياتهم، وتلتها مدينة "كاستامونو" في منطقة البحر الأسود.
وكانت أدنى نسبة من المسنين في ولاية "شرناق" جنوب شرق تركيا، مع 3.2 في المئة فقط، تليها "هكاري" ومدينة "فان" الشرقية.
وعلى الرغم من أن طول عمر الأتراك ارتفع خلال السنوات الأخيرة، إلا أن عدد المعمّرين (100 سنة أو أكثر) ما زال منخفضًا، إذ بلغ حوالي 5.232 شخصًا العام الماضي، أي ما يعادل 0.1 في المئة من عدد السكان.
إسطنبول التي تعد من أكثر المدن ازدحامًا بالسكان، سجّلت العام الماضي 680 معمّرًا، تليها مدينة أورفا في الجنوب الشرقي بعدد 237 معمرًا، ثم العاصمة أنقرة بعدد 219 معمرًا.
وتشير الإحصاءات أيضًا إلى أن المستوى التعليمي للسكان المسنين قد ازداد، وانخفضت نسبة الأميين بين المسنين إلى 21.9 في المئة عام 2015م، في حين كانت 29.2 في المئة عام 2011م، حيث أكمل حوالي 42 في المئة من المسنين تعليمهم الابتدائي، في حين أكمل حوالي 5.4 في المئة التعليم العالي.
ويؤثر الفرق بين طول عمر المرأة والرجل على عدد الأرامل بحسب الإحصاء، إذ بلغت نسبة الأرمال الذكور حوالي 12.7 في المئة فقط، مقابل 50.4 في المئة من الأرامل النساء عام 2016م.
وتظهر الأرقام أيضًا أن معدل الفقر بين المسنين قد ازداد، والمسنات الإناث أكثر فقراً مقارنة بالرجال في تركيا، وتكافح الحكومة من أجل زيادة عدد النساء في القوى العاملة من أجل ضمان استقلالهن الاقتصادي.
وعن أسباب الوفاة تظهر الإحصاءات أنه ما بين عامي 2011 – 2015م توفي معظم كبار السن نتيجة أمراض الجهاز الدوري، في حين تضاعف معدل أولئك الذين يموتون نتيجة مرض الزهايمر، وارتفع معدل المسنين الذين يتمتعون بمستوى صحي جيد.
وارتفع معدل المسنين الذين يشعرون بالسعادة والرضا عن حياتهم إلى 64.5 في المئة عام 2016م، في حين كان 56.8 في المئة عام 2015م، وحسب ما تبين فإن أكبر مصدر للسعادة لكبار السن هو عائلاتهم.
ومن النقاط المثيرة للإعجاب في الإحصاء، ارتفاع عدد كبار السن الذين يستخدمون الإنترنت، حيث ارتفع من 3.6 في المئة عام 2012م، إلى 8.8 في المئة عام 2016م.