عربات الموت تحمل عائلات حول القصف على الموصل افرادها الى اشلاء

آخر تحديث 2017-03-18 00:00:00 - المصدر: فرانس 24

الموصل (العراق) (أ ف ب) - قافلة العربات الخشبية كانت تتقدم بهدوء من على تلة تقع قرب الموصل وهي مغطاة ببطانيات زاهية اللون، ولم يعرف ما تنقله الا عندما برزت قدم طفل من تحت بطانية على احدى العربات، ليتبين انها تنقل جثث عراقيين قتلوا في قصف قرب الموصل استهدف الجهاديين.

يقول زياد خلف ان غارة جوية مطلع الاسبوع الجاري استهدفت مقاتلي الدول الاسلامية في غرب الموصل، وقتلت 21 من افراد اسرته.

واوضح "سحبناهم من تحت الانقاض، كانوا 21 فردا، بينهم نساء واطفال ورضيع يبلغ ستة اشهر من العمر".

وتتقدم العربات المتهالكة على طريق موحلة تحت سماء رمادية.

وبرزت اقدام لجثث اخرى من تحت البطانيات في عربات اخرى، بعض هذه الاقدام مغطاة بالغبار، وبعضها الاخر يرتدي جوارب، واخرى مصابة بجروح بليغة، اما جثة الطفلة الصغيرة التي ظهرت كاملة فكانت مصابة بجرح عميق يمتد من خدها الى اذنها، ويرجح ان يكون هو سبب مقتلها.

وتواصل القوات العراقية بدعم من طيران التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن التقدم داخل مدينة الموصل لاخراج تنظيم الدولة الاسلامية منها.

وتؤكد مصادر متطابقة ان المدنيين يستخدمون كدروع بشرية لابطاء تقدم القوات العراقية.

وعندما دخلت القوات العراقية الى حي وادي حجر الذي يعيش فيه فيه زياد خلف في جنوب غرب المدينة، تمكن من الاختباء بانتظار انسحاب الجهاديين ووصول القوات العراقية.

لكن اقاربه لم يكونوا محظوظين مثله، فقد اجبرهم مسلحو التنظيم على الانسحاب معهم خلال تراجعهم باتجاه محطة القطار التي استولت عليها القوات العراقية الثلاثاء.

وقال خلف الرجل الثلاثيني الذي داخل الشيب شعره بقوة "كانوا دروعا بشرية للجهاديين، لقد فقدت اثنين من اشقائي وابن اخي، وكل العائلة ... 21 فردا".

وتابع "عندما حاولنا سحب الجثث، اطلق الجهاديون قذائف هاون باتجاهنا، ولم نتمكن من سحب الجثث الا بعد وصول القوات العراقية".

ولم يتم التاكد من مصادر مستقلة فيما اذا كانت الغارة قد نفذت من قبل الطيران العراقي او طيران التحالف الدولي.

-ميت بالداخل-

واصطفت العربات القديمة الست جنبا الى جنب في حقل موحل، فيما انهار بعض الرجال بالبكاء، والبعض الاخر يصرخ في حالة يأس.

وقال شهاب احمد "الغارة كانت عنيفة جدا، حولت منزلين الى ركام".

قال ذلك وهو يجهش بالبكاء ويقبل طفلة صغيرة ذات شعر بني وهي ملقاة على واحدة من العربات.

وفقد شهاب احمد زوجته وولدين له، احمد البالغ من العمر ثلاث سنوات واخر عمره ستة اشهر، بينما نجا هو مع بناته الثلاث.

وقال رجل ذو شعر كثيف اسود وقد غطت التجاعيد وجهه، انه كان في المبنى الثالث الذي لم تصبه الغارة.

واوضح وهو يضرب بيده على صدره "شعرت في الداخل وكأنني ميت".

وبين العربات، يسقط ريان خلف بين ذراعي احد اقاربه منهارا، ثم يقوم برفع وتقبيل الجثث واحدة تلو الاخرى، ويصرخ "اين يونس؟ هذه قبلة من امك يا يونس، وقبلة من جدتك".

وفي تلك الاثناء وصلت شاحنة عسكرية تحمل اكياسا سوداء، فوضعوا الجثث داخلها.

ويقول ريان خلف "هذه امي"، قبل ان يحمل جثتها بمفرده بين ذراعيه، ويرفض مساعدة احد.

وصاخ زياد خلف لوالده "هذه جثة يونس".

ووقف رجل مسن الى جانبه وهو يرتدي معطفا رماديا والكوفية التقليدية على راسه، وهو يمسك بمجموعة من الاوراق، وقام بتوثيق القتلى من خلال وضع ورقة على كل جثة.