ترك برس
وصف الكاتب الأميركي سين أوغرادي، الأزمة الراهنة بين تركيا والدول الأوروبية بأنه "صراع حضارات حقيقي: رفض غربي لمساواة المسلمين والدول الإسلامية بهم وبدولهم".
وفي مقال له بصحيفة إندبندنت البريطانية، قال أوغرادي إن الحكومة الهولندية أخطأت في منع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو دخول هولندا، وفقًا لـ"الجزيرة نت".
والأسبوع الماضي، سحبت هولندا تصريح هبوط طائرة وزير الخارجية التركي على أراضيها، ورفضت دخول وزيرة الأسرة والشؤون الاجتماعية فاطمة بتول صيان قايا، إلى مقر قنصلية بلادها في روتردام، لعقد لقاءات مع الجالية ودبلوماسيين أتراك، ثم أبعدتها إلى ألمانيا في وقت لاحق.
ورأى أوغرادي أن الأتراك على حق في شعورهم بالظلم وفي التشكيك بوفاء الأحزاب الغربية الكبيرة للقيم التي تدّعي احترامها.
وأضاف إن أوغلو يستحق أن يجد أذنا صاغية عندما قال إن الغربيين جميعهم -يسارا ويمينا- لديهم الذهنية نفسها، وهو محق في اتهامه للأوروبيين بجر أوروبا إلى المجهول، وفي قوله إن حروبا مقدسة ستشتعل قريبا في القارة.
وأشار الكاتب إلى أن أوغلو، يجب أن يُعامل -مثل جميع وزراء الخارجية في العالم- بالاحترام الذي يستحقه هو وبلاده، سواء قدم إلى هولندا كمسؤول حكومي أو كسياسي في حزب تركي.
وتابع: "في نهاية الأمر فإن الأمر يتعلق بجوهر حرية التعبير الذي يحث على الاستماع للناس ومنحهم منبرا، والحق في أن يقولوا ما يريدون قوله".
وتساءل: إذا مُنع أي سياسي هولندي من دخول تركيا للتحدث للناس في إسطنبول، فما الذي نتوقعه من المعلقين الغربيين؟
وأوضح أنه في الوقت الذي بدأ فيه المتطرفون -يسارا ويمينا- والمتمردون والقوميون والانفصاليون والشعبويون يجدون موطئ قدم في المشهد السياسي بالديمقراطيات الغربية، أُجبرت أحزاب الوسط الكبيرة في الغرب على تبني أشكال مخففة من أفكار المتطرفين، وخاصة التشكيك في الاتحاد الأوروبي، والدعوة للانعزال، والسياسات المعادية للمهاجرين.
وقال أوغرادي إن ما نشهده حاليا هو صراع حضارات حقيقي: رفض غربي لمساواة المسلمين والدول الإسلامية بهم وبدولهم.
وأشار إلى أن حظر الرئيس الأميركي دخول جزء من المسلمين إلى أميركا هو أوضح الأمثلة على ذلك، لكن هذا الصراع موجود كخيط خفي ينتظم كل شيء من خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي إلى النازية الجديدة في النمسا.
وقال إن ما يفعله الغرب حاليا تجاه المسلمين هو بالضبط ما كان يريده الراحل أسامة بن لادن من تنفيذ هجمات 11 سبتمبر 2001، وما يسعى إليه تنظيم الدولة حاليا.
وشدّد الكاتب الأمريكي على أن الأتراك -الأقرب إلى ساحات العنف بالشرق الأوسط- يفهمون ما يجري أفضل من الجميع، وإنهم محقون في التساؤل عما تفعله الدول الغربية.