محمد السيد / الأناضول
أفادت دراسة دولية حديثة، بأن عقارًا جديدًا، أثبت فاعلية في الوقاية من النوبات القلبية والسكتات الدماغية، من خلال التقليل من الكولسترول الضار إلى مستويات غير مسبوقة.
الدراسة قادها باحثون في مستشفى بريجهام في بوسطن، وعرضوا نتائجها أمام المؤتمر السنوي للكلية الأمريكية لأمراض القلب، الذي اختتم أعماله أمس السبت في العاصمة واشنطن.
وأجرى فريق البحث دراسته على 27 ألفًا و564 يعانون من أمراض القلب والأوعية الدموية، تراوحت أعمارهم بين 40 إلى 85 عامًا، ويعيشون في 49 بلدًا حول العالم في الفترة من فبراير/شباط 2013 وحتى يونيو/حزيران 2015.
واختبر الباحثون فاعلية عقار "إيفولوكيوماب" (Evolocumab) الجديد، وهو عبارة عن جسم مضاد يشبه تماما الأسلحة التي يستخدمها جهاز المناعة لمكافحة العدوى، وابتكر خصيصًا لاستهداف نوع من البروتينات في الكبد يُسمى بروتين (PCSK9).
ويعمل هذا العقار على تغيير الطريقة التي يعمل بها الكبد ليقلل أيضا من مستوى الكولسترول الضار، عن طريق تحسين وظيفة الكبد لإزالة الكولسترول الضار من الدم وتكسيره، ويجري حقن الجسم المضاد عبر الجلد كل أسبوعين أو 4 أسابيع.
وكان المرضى الذين خضعوا للدراسة يتناولون بالفعل عقاقير مُخفضة للكولسترول، لكن العقار الجديد أدى إلى تراجع الخطر على هؤلاء المرضى بشكل أكبر.
وأظهرت نتائج الدراسة، أن العقار الجديد منع الإصابة بحالة واحدة من النوبة القلبية أو السكتة الدماغية من بين كل 74 مريضًا تناولوا العقار خلال التجربة.
ويعد الكولسترول الضار بمثابة عدو في مجال طب القلب، إذ يتسبب في تشكيل طبقات داخل الأوعية الدموية، وهو ما يجعل من السهل انسدادها، وبالتالي منع وصول الأوكسجين إلى القلب أو المخ وهو ما يسبب الوفاة.
وقال الباحثون إن مستويات الخطر تراجعت بنحو 20% وهذا يمثل فاعلية كبيرة للعقار الجديد، وهذه ربما تكون أهم نتيجة لتجربة عقاقير مُخفضة للكولسترول على مدى 20 عامًا.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن أمراض القلب والأوعية الدموية تأتي في صدارة أسباب الوفيات في جميع أنحاء العالم، حيث يقضى نحو 17.3 مليون نسمة نحبهم جرّاء أمراض القلب سنويًا، ما يمثل 30% من مجموع الوفيات التي تقع في العالم سنويًا، وبحلول عام 2030، من المتوقع وفاة 23 مليون شخص بسبب الأمراض القلبية سنويًا.