جريزمان ترك بصمته بهدف رائع
حقق فريق أتلتيكو مدريد فوزًا هامًا على ضيفه إشبيلية في مباراة تكسير عظام بين صاحبي المركز الثالث والرابع بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد ليضيق الروخيبلانكوس الخناق على الفريق الأندلسي في المنافسة على مركز مؤهل مباشرة إلى دوري أبطال أوروبا.المباراة انطلقت بشكل غير متوقع، وذلك بإصابة ظهير أتلتيكو مدريد فيرساليكو في ركبته ما اضطر سيميوني منذ الدقيقة الأولى إلى استعمال أحد تغييراته فأشرك بدلاً منه خوان فران. سامباولي دخل بثلاثي دفاعي مكون من رامي ولونجلي وميركادو، وقد وجد الفريق الأ،دلسي صعوبة في إخراج الكرة من مناطقه بفضل الضغط العالي المنظم لأتلتيكو مدريد في بداية اللقاء.
في الدقيقة 12 جاءت أول فرصة حقيقية للتسجيل بعد أن انطلق كاراسكو بالكرة من وسط الميدان مستغلاً سوء تنظيم إشبيلية وتقدم دفاعه ومرر كرة طولية لجاميرو فرفعها بلمسة واحدة فوق الحارس سيرخيو ريكو بمهارة إلاّ أن الحارس لمسها لترتطم بالعارضة! كان هدفًا جميلاً لو دخل. إشبيلية أخذ وقتًا للاستفاقة من هذه الهجمة ومن ضغط أتلتيكو مدريد غير أنهم بمرور الوقت بدؤوا يستحوذون على الكرة أكثر ليخففوا هذا الضغط من على كاهلهم. وكاد فيلبي لويس أن يصل إلى مرمى إشبيلية في الدقيقة 28 بعد سلسلة من المراوغات غير أن الكرة طالت منه في آخر لحظة ليشتتها الدفاع في مباراة بدنية ملأى بالتدخلات وبالصراع في خط المنتصف.
وفي الدقيقة 33 طالب مهاجم إشبيلية بن يدر بركلة جزاء بعد تدخل من الحارس أوبلاك عقب تمريرة ذكية من إسكوديرو من الجهة اليسرى إلاّ أن الحكم كان له رأي آخر. ومن ركلة حرة نفذها جريزمان عرضية من على الجهة اليسرى قرب منطقة الجزاء ارتقى إليها جودين -غير المراقب- وأسكنها الشباك برأسه معلنًا عن افتتاح النتيجة لأتلتيكو مدريد في الدقيقة 37. إشبيلية حاول ببعض الهجمات تعديل النتيجة إلاّ أنها كانت محاولات خجولة لم تسفر عن شيء لتنتهي الجولة الأولى بهدف من دون رد لأصحاب الأرض.
وبدأ الشوط الثاني كسابقه، بضغط من أتلتيكو مدريد منظم ولكن بفرص قليلة، كتسديدة كاراسكو بعد ثلاث دقائق من اللعب إذ استطاع سيرخيو ريكو السيطرة عليها. سارابيا من جانب إشبيلية حاول التسجيل بمهارة بعدما حوّل عرضية قوية بكعبه إلاّ أن الكرة وقعت في أحضان الحارس أوبلاك. أتلتيكو مدريد كاد أن يسجل الهدف الثاني بعد تبادل رائع للكرة أنهاه جاميرو بتمريرة لمواطنه جريزمان الذي وجد نفسه في انفراد سريع أنهاه بتسديدة خارج المرمى لتضيع الفرصة عليهم لمضاعفة النتيجة. ومع مرور الوقت زاد حضور إشبيلية على أرضية الملعب وفي مناطق الروخيبلانكوس وزادت خطورتهم بعرضيات واختراقات مع أن الأندلسيين لم يكونوا ينهون الهجمات بتسديدات واضحة.
ردود أتلتيكو على محاولات إشبيلية السيطرة كانت حاضرة كتلك التمريرة البينية الدقيقة من كاراسكو باتجاه جاميرو الذي كان ليبقى في موقف انفراد مع الحارس لولا أن ترويضه للكرة كان سيئًا فطالت عليه. وتمكن الأتلتي من تسجيل الهدف الثاني وإخماد حماس إشبيلية من ركلة حرة في الدقيقة 60 سددها جريزمان قوية جدًا تجاوزت الحائط وارتطمت بالعارضة ثم الأرض داخل مرمى سيرخيو ريكو؛ هدف رائع قد يكون الأجمل هذه الجولة. وكاد جريزمان أن يسجل هدفه الثاني بعد أن راوغ الحارس ولكن الزاوية أغلقت عليه فراحت تسديدته محاذية لخط المرمى.
هجوم إشبيلية كان خلال الدقائق الموالية بالقلب وليس بالعقل، أي كانت لديهم رغبة كبيرة في الانطلاق للهجوم ولكن لم تكن لديهم أفكار واضحة فكانوا يفقدون الكرة من دون إنهاء الهجمة. وفي الدقيقة 77 وبعد لعبة جميلة في شبه هجوم مرتد لأتلتيكو أخذ كاراسكو الكرة داخل منطقة العمليات فانطلق خوانفران من خلف ظهره واستقبل تمريرته على خط المرمى ومرر الكرة فصدها سيرخيو ريكو لتقع أمام كوكي الذي أسكنها الشباك بهدوء مطلقًا بذلك ما بدا في حينه رصاصة الرحمة على أبناء الأندلس. وكاد توريس -العائد من إصابته الخطرة- أن يسجل هدفه في الدقيقة 80 إذ استقبل تمريرة من كاراسكو بصدره وسددها إلاّ أن سيرخيو ريكو صدها بنجاح هذه المرة. توريس حاول مجددًا بعد أربع دقائق في انفراد مع الحارس ولكن محاولته رفع الكرة فوقه باءت بالفشل، ليرد إشبيلية بهجمة ومجهود فرديّ من كوريا حيث تفوق على سافيتش وانفرد بأوبلاك ومن زاوية صعبة أنهى الهجمة بنجاح مسكنا الكرة مرمى الأتلتي معلنًا عن هدف متأخر للفريق الأندلسي في الدقيقة 84. السيناريو نفسه استمر حتى الدقائق الأخيرة بضغط من إشبيلية من دون فرص حقيقية مع مرتدات خطرة لأتلتيكو مدريد لم تسفر عن هدف رابع لينتهي هذا اللقاء بين خصمين مباشرين في ترتيب الدوري بفوز أتلتيكو مدريد بثلاثة أهداف مقابل هدف واحد.
وبهذا الفوز رفع أتلتيكو مدريد رصيده من النقاط لـ 55 نقطة في المركز الرابع واضعًا إشبيلية تحت ضغط المباريات والذي يملك 57 نقطة في المركز الثالث المؤهل مباشرة إلى دوري أبطال أوروبا.