اندلعت اشتباكات عنيفة في العاصمة السورية دمشق بعد تسلل مقاتلي المعارضة إلى الجانب الشرقي منها عبر أنفاق ليلا، حسبما أعلنت وسائل الإعلام الرسمية.
التسلل مثل اختراقا مفاجئا للمحيط الأمني الذي فرضته الحكومة السورية في دمشق، حيث تمكنت من عزل نفسها عن جيبين للمعارضة في الجهة الشرقية من المدينة.
وتحدث السكان عن قذائف مدفعية وصواريخ سقطت وسط المدينة، وقالت صفحة "دمشق اليوم" على موقع فيسبوك التي يديرها نشطاء، إن القوات الحكومية شنت غارات جوية فوق منطقة الاشتباكات.
وأضافت الصفحة أن تعزيزات للجانب الحكومي وصلت لصد هجوم المعارضة ظهرا.
ومع استنزاف جيشها جراء القتال والانشقاقات على مدى ست سنوات، تعتمد الحكومة السورية على مزيج من القوات الرسمية وشبه الرسمية للدفاع عن أراضيها، من بينها مليشيات من إيران والعراق ولبنان وبلدان شرق أوسطية أخرى.
تركزت الاشتباكات في حي العباسيين الخاضع لسيطرة الحكومة والواقع بين حيي جوبر والقابون الخاضعين لسيطرة المعارضة. وقالت جماعة أحرار الشام المتشددة إن مقاتليها "حرروا" المنطقة.
وشاركت هيئة تحرير الشام - وهي جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة - وفصيل فيلق الرحمن المستقل أيضا في الهجوم.
وقالت وسائل إعلام رسمية إن الجيش صد هجوما لجماعة مرتبطة بالقاعدة بعد تسلل "إرهابيين" عبر أنفاق في منتصف الليل.
وفجر مقاتلو المعارضة سيارتين مفخختين كبيرتين في الساعة 5:20 صباح الأحد بالقرب من حي جوبر بدمشق. وتبنت هيئة تحرير الشام الهجوم.
وتحاول الحكومة الضغط على المعارضة لتسليم الجيوب التي يسيطرون عليها في دمشق في أعقاب انتصارات في مدينة حلب شمالي البلاد، ومدينة حمص وسط البلاد ومناطق أخرى بريف دمشق.
ووافق عشرات الآلاف من المقاتلين والمعارضين وعائلاتهم في مناطق حوصرت لفترات طويلة على إعادة التوطين في شمال غرب البلاد الخاضع لسيطرة المعارضة، فيما وصفته رموزها بأنه "تهجير قسري."
وبدأ سكان حي الوعر الذي تسيطر عليه المعارضة في حمص في النزوح عن المدينة السبت بعد عامين من الحصار والقصف من جانب القوات الحكومية.
ويتوقع أن تستمر عملية الإجلاء لأسابيع حتى تتمكن الحكومة من إعلان سيطرتها على المدينة بالكامل للمرة الأولى منذ اندلاع المظاهرات ضد الرئيس بشار الأسد في 2011.
جوبر أحد ثلاثة جيوب في العاصمة السورية لا تزال في يد المعارضة، وتحاصرها الحكومة منذ عام 2013.