العراق/بغداد
رغم ما أحدثه اختراع نظام Wi-Fi في حياتنا، وتسهيله تعاملنا مع عالم الإنترنت، إلا أنه لم يخلو تمامًا من المشاكل، لذا فإن اختراع بديل أكثر تطورًا سيكون إضافة لا بأس بها، خاصةً وأن البعض لم يعد يمكنه العيش مع إنترنت ضعيف أو متقطع!
وقد عمل المتخصصون على ذلك، إذ ابتكر باحثون في جامعة ايندهوفن للتكنولوجيا بهولندا نظام يُمكنه الاتصال بالإنترنت عبر الشبكات اللاسلكية القائمة على الأشعة تحت الحمراء، كما سيكون أسرع 100 مرة حتى من أفضل أنظمة الاتصال الحالية.
وبحسب صحيفة Daily Mail البريطانية، لن يضعف الانترنت مع كثرة عدد الأجهزة المتصلة بالشبكات نتيجة تباين إمكانياتها، إذ يعتمد هذا النظام على "الهوائيات الضوئية" المركزية في إرسال أشعة ذات أطوال موجية مختلفة إلى الأجهزة اللاسلكية.
ومن شأن تلك الأنظمة القائمة على الإشارات الضوئية، والتي تعرف أيضاً بالـ Li-Fi، أن توفر حماية أكثر للشبكات اللاسلكية، كما أنها تتمتع بقدرة هائلة تتخطى 40 غيغابايت في الثانية لكل شعاع.
وأكد الباحثون أن النظام سيعتمد على الأشعة الضوئية المباشرة الصادرة من الألياف الضوئية، ولأن ذلك النظام لا يحتوي على أي أجزاء متحركة، فلن يحتاج للصيانة، كما أنه لن يحتاج إلى مصدر للطاقة.
فيمكن تثبيت عدة هوائيات ضوئية في مساحة معينة-أجهزة لبث الإشارات الضوئية تُثبت في أسقف قاعات العمل على سبيل المثال-، كل منها مجهز بـ "مُحزِزَين للحيود الضوئي" -المحزز هو عنصر يُستخدم في فصل وتقسيم الضوء إلى أطوال موجية مختلفة-، واللذان يرسلان أشعة ضوئية بأطوال موجية وزوايا مختلفة.
لذا، إذا كنت تتجول في الأرجاء أثناء استخدامك لهاتفك الذكي، أو جهازك اللوحي، وخرجت من نطاق الشعاع المباشر، سيحل محله شعاع آخر مباشرةً، ولن ينقطع الانترنت عنك، إذ يمكن للشبكة القائمة على الإشارة الضوئية أن تتبع بدقة مكان أي جهاز لاسلكي معتمدةً على إشارته اللاسلكية.
ووفقاً لما قاله الباحثون، يمكن تغيير اتجاه الشعاع الضوئي من خلال ضبط الطول الموجي، وهذا يعني أنه حال رغبتك في إضافة المزيد من الأجهزة، يجب عليك تحديد أطوال موجية مختلفة من نفس الهوائي.
أي أن الأجهزة لن يُشترط لها أن تتقاسم نفس القدرة عند اتصالها بالشبكة، ما يتيح اتصال بسرعة أكبر، وسيحد أيضًا من تشويش الشبكات المجاورة.
بينما تعتمد أنظمة Wi-Fi الحالية على إشارات لاسلكية وفق ترددات تتراوح بين 2.5 و5 غيغاهيرتز، سوف تستخدم الشبكات الجديدة الإشارات الضوئية تحت الحمراء بأطوال موجية تصل إلى 1500 نانومتر أو يزيد.
ووفقاً للباحثين، يمكن لتلك الإشارات الضوئية أن تُؤمن ترددات أعلى من ذلك بكثير، إذ يُمكن أن تصل إلى 200 تيراهيرتز، كما ستتمتع بقدرة أكبر بكثير من الحالية في Wi-Fi.
إذ قارن الباحثون سرعة هذا النظام التي بلغت 42.8 غيغابيت في الثانية على مسافة تبعد 2.5 متر من مصدر الإشارة - بمتوسط سرعة الاتصال في هولندا، وتبين أن النظام الجديد تزيد سرعته ألفين مرة عن النظام الحالي الذي بلغ 17.6 ميغابايت في الثانية.
وبالمقارنة بسرعة أفضل نظام متوفر هذه الأيام، الذي تبلغ سرعته 300 ميغابايت في الثانية فقط، مثل شبكة جامعة آيندهوفن المبتكرة، تبين أن سرعة النظام الجديد تفوقه بمائة مرة تقريباً.
فيما اقتصرت المقارنة على التحميل دون الرفع، إذ استخدم الباحثون تلك الأشعة الضوئية في تحميل الملفات فقط، ولمتابعة استخدام الإشارات اللاسلكية في عملية الرفع على نفس المنوال، سيتطلب قدرة أقل بكثير.
وفقاً لـ تون كونين، أستاذ تكنولوجيا نطاق الاتصالات، يُتوقع أن يجتاح هذا النظام الأسواق في غضون خمس سنوات.
ورجح أن تكون الأجهزة الاستهلاكية مثل الحواسيب المحمولة، والأجهزة اللوحية، أول الأجهزة التي ستستفيد من هذه التكنولوجيا.