تناول الكاتب الإسرائيلي بن كاسبيت في تقرير نشره موقع "المونيتور" الغارة الإسرائيلية التي استهدفت ما قيل إنّه شحنات أسلحة تابعة لـ"حزب الله" في ريف حمص يوم الجمعة واغتيال العنصر في الدفاع الوطني السوري - فوج الجولان ياسر السيّد الأحد في القنيطرة، متسائلاً عما إذا كان الرئيس السوري بشار الأسد يحاول تغيير قواعد اللعبة عبر إطلاقه صواريخ "أس-200" على المقاتلات الإسرائيلية.
في تقريره، لفت الكاتب إلى أنّ البعض يعتقد أنّ "أحداً" في إسرائيل يحاول تغيير قواعد اللعبة الهشة التي تحكم حدود إسرائيل الشمالية من جهة وإلى أنّ آخرين يعتقدون أنّ هذا الشخص نفسه يحاول إشعال هذه الجبهة من جهة ثانية، زاعماً أنّ شحنة "حزب الله" احتوت على صواريخ من طراز "سكود" البالغ مداها 750 كيلومتراً تقريباً والقادرة على حمل رأس حربي يزن نصف طن.
وفي تعليقه على تباهي إسرائيل بالغارة التي ردّت عليها بتفعيل منظومة "آرو" الصاروخية، وتهديدها بتدمير منظومة الدفاع الجوي السورية واستدعاء السفير الإٍسرائيلي في روسيا غاري كورين، نقل كاسبيت عن مصدر أمني إسرائيلي رفيع المستوى قوله إنّ عملية الاستدعاء هذه لا تشكّل أزمة حقيقية بين البلدين واعتباره أنّ موسكو سعت بخطوتها إلى تهدئة حلفائها الاستراتيجيين: النظام السوري و"حزب الله" وإيران.
في هذا السياق، تحدّث الكاتب عن "نجاح" إسرائيل في الرد على الصواريخ السورية، مشيراً إلى أنّ هذه الحادثة "فضحتها" وقادتها إلى توضيح ما حصل ودفعت روسيا إلى استدعاء السفير الإسرائيلي، ومشدّداً في الوقت نفسه على مدى قابلية الجبهة الشمالية على الاشتعال.
توازياً، نقل كاسبيت عن مصدر عسكري إسرائيلي قوله إنّ ثقة الأسد بنفسه تزداد وإنّه لم يعد يحارب للبقاء حياً واعتباره أنّه يحاول تغيير قواعد اللعبة التي طُبقت السنوات الأخيرة الفائتة بعدما بات واضحاً أنّه باقٍ في الرئاسة. وبناء عليه، لفت المصدر إلى أنّ الأسد يريد "سدّ الباب" الذي يسمح لإسرائيل مواصلة ضربها الداخل السوري، مبرّراً بهذه الحجة إطلاق سوريا الصواريخ المضادة للطائرات على المقاتلات الإسرائيلية.
في ما يتعلّق بعملية اغتيال السيّد، أكّد كاسبيت أنّها لم تكن استراتيجية، نظراً إلى أنّ إٍسرائيل لم تصنّفه قادراً على تشكيل خطر استراتيجي عليها كالقيادييْن في "حزب الله" جهاد مغنية أو سمير القنطار، على الرغم من أنّها شكّت في تخطيطه لتنفيذ هجمات ضدها في الجولان.
إلى ذلك، رأى الكاتب إلى أنّ مرافقة الغارة عملية اغتيال السيّد قد تدل على أنّ إسرائيل أصبحت أقل حذراً وتيقظاً بالمقارنة مع المعتاد، كاشفاً أنّ رئيس الأركان الإسرائيلي الحالي غادي إيزنكوت ونائب رئيس الأركان الإسرائيلي السابق أفيف كوتشافي شدّدا على عزمهما على إحباط "الخلايا الإرهابية" ومنع وصول الأسلحة الاستراتيجية إلى "حزب الله" بعد اغتيال السيّد في تلميح إلى هذه العملية، علماً أنّ تل أبيب لم تعلن مسؤوليتها عنها.
ختاماً، تساءل كاسبيت عن السبب الذي يدفع إسرائيل إلى التصرّف متمتعة بهامش حرية واسع وعن الدافع الذي شجع قادتها إلى التباهي علناً بعد غارة 17 آذار، موضحاً أنّه من شأن اشتعال الجبهة الشمالية أن يشيح بنظر الإٍسرائيليين عن الأزمة الداخلية التي تهدّد بتفكيك حكومة بنيامين نتنياهو وعن التحقيقات بتهم الفساد التي يخضع لها.