الصدريون يلوّحون بالاعتصامات ويسعون لمنع "المندسين" من تعكير احتجاجهم

آخر تحديث 2017-03-23 00:00:00 - المصدر: الزمان برس

يعود التيار الصدري، يوم الجمعة، مجدداً الى الاحتجاح في شوارع بغداد، بعد مشاركات متذبذبة، خلال الاشهر الماضية، تخللتها مواجهات دامية مع أجهزة الأمن.

وتوقع نواب عن كتلة الصدر ان تتضمن كلمة الاخير، المتوقع القائها امام جماهيره وسط ساحة التحرير، الإشارة الى زيارة رئيس الوزراء الى واشنطن.

ومؤخرا، شهدت العلاقة بين التيار الصدري ورئيس الوزراء تطورات ايجابية اعتبرها البعض تمثل تحالفا "غير معلن".

واعتذر الصدر للعبادي عن تظاهرة رشقت موكب الأخير بالحجارة فـي جامعة واسط الشهر الماضي، وعد اعتذار الصدر سابقة لم تحدث في مناسبات سابقة.

ويشارك انصار التيار الصدري بقوة في التظاهرات التي تشهدها بغداد وعدد من المحافظات منذ أكثر من عام، وبلغت ذروتها باعتصام دعا له الصدر العام الماضي.

واشتبك أنصار التيار في أكثر من تظاهرة مع القوات الأمنية، كما اقتحم متظاهرون تابعون للتيار مبنى الحكومة والبرلمان نهاية نيسان الماضي، وانتهت آخر تظاهرة في شباط وسط ساحة التحرير، شهدت القاء كلمة نيابة عن الصدر، بصدام مع القوات الأمنية أسفر عن سقوط قتلى وجرحى من المشاركين، على خلفية محاولة متظاهرين الوصول الى بوابات المنطقة الخضراء.

وتنسق القيادات في تيار الصدر، هذه المرة، مع عمليات بغداد لمنع تكرار سيناريو ما حدث في المرة الأخيرة، ولا ينفي نواب عن كتلة الاحرار، التابعة للتيار الصدري، امكانية دخول مندسين، كما حدث في المرات السابقة.

ولن يتوقف التيار، بحسب ممثلين عنه، عن المشاركة في التظاهرات، لا سيما مع اقتراب حسم معركة الموصل، ومن المرجح ان يعلن الصدر تحويل الاحتجاحات الى "اعتصامات" كما حدث في السابق.

ويرى ممثلو الصدر في البرلمان ان "خيار الاعتصامات متاح"، لكنه مرهون بطريقة تعامل الحكومة والبرلمان مع المطالب.

وستركز التظاهرات على مطلبي تغيير مفوضية وقانون الانتخابات، وكان الصدر، في وقت سابق، رهن مشاركته بالانتخابات بتنفيذ تلك المطالب.

كما عرض الصدر، مطلع العام الحالي، مشروعاً موسّعاً لـ"إصلاح الانتخابات"، وتلافي عزوف المواطنين عن المشاركة.

وقال كاظم العيساوي، معاون زعيم التيار الصدري، مطلع الاسبوع الحالي، "التظاهرات سوف تستمر وإن اريقت دماء وهذه الدماء فداء للوطن".

لكن المتحدث باسم الصدر، صلاح العبيدي أكد ان التيار ملتزم بمطالب الإصلاح ولا ينوي التصعيد حاليا.

بدوره يؤكد النائب ياسر الحسيني، عضو كتلة الاحرار، إن "التظاهرات مستمرة لابعاد الفاسدين واحالتهم الى القضاء واستكمال الاستجوابات".

ويرى الحسيني، ان عاما من التظاهرات التي شارك فيها الصدريون "حققت نتائج ملموسة مثل تغيير جزء من الكابينة الحكومية". ويضيف بالقول "لولا الضغط الشعبي لما حدث هذا التغيير".

واستبدل رئيس الحكومة 7 وزارات، بينها الداخلية والدفاع، في أوقات متفرقة.

من جهته اعتبر النائب غزوان الشباني، العضو الآخر في كتلة الاحرار، ان "حديث العيساوي عن اراقة الدماء ليست دعوة للتصعيد، وانما للتضحية".

واضاف الشباني، ان "التيار الصدري سيضحي بكل ما لديه لاستمرار مسيرة الاصلاح".

وشهدت ساحة التحرير، في شباط الماضي، صدامات بين القوات الأمنية والمتظاهرين سقط على اثرها أربعة قتلى و320 مصاباً.

واتهم التيار الصدري وناشطون القوات الأمنية باستخدام الرصاص الحي لتفريق التظاهرة، لكن رئيس الوزراء نفى استخدام الرصاص، وعازيا سقوط القتلى الى الاختناق بالغازات.

ويؤكد الشباني ان "رئيس اللجنة الأمنية حاكم الزاملي ينسّق مع القيادات الامنية لمنع تكرار ما حدث في التظاهرات السابقة".

واعتبر عضو كتلة الاحرار، ان "الذين اعتدوا على المتظاهرين في الجمعة الاخيرة، التي شارك فيها الصدريين، كانوا قوات غير حكومية إرتدت ملابس عسكرية".

وأشار النائب الصدري الى امتلاك مقاطع فيديو تؤكد كلامه، متهما تلك المجموعات بانها "تقف ضد الاصلاح".

وفي السياق ذاته اعترف نائب عن كتلة الاحرار ان "اي عملية تغيير في العراق لن تكون سهلة".

وقال النائب علي شويلية، "عملياً لا يمكن الجزم بعدم دخول مندسين الى التظاهرات، لكن نتمنى عدم حدوث ذلك".

وقلل شويلية من قدرة الجهات الأمنية على عرقلة تظاهرات يوم الجمعة بذريعة عدم حصولها على "تصريح أمني". واعتبر ان "التظاهر حق مكفول بالدستور، واذا وقفت مؤسسات الدولة ضده، فعليها أن تعلن انها ضد الدستور".

بالمقابل أشار النائب، الذي يتولى منصب نائب رئيس كتلة الاحرار النيابية، الى أن "ما حدث في جامعة واسط، نهاية شباط الماضي، لم يكن مخططاً له"، مشيراً الى "وجود من يريد خلق أزمة بين التيار الصدري وحكومة العبادي".

بدوره يؤكد الشباني أن أحداث جامعة واسط "لم تضم اتباع التيار الصدري".

وأضاف "كان من المفترض على المتظاهرين ان يرحبوا بالحكومة لأنها اقتربت من المواطنين وخرجت باجتماعات الوزراء من الخضراء الى المحافظات".

وزعم عضو كتلة الاحرار وجود اعترافات لمشاركين في تظاهرات واسط، كشفوا عن سيناريو معد سابقاً لتخريب زيارة العبادي لصالح "جهات معروفة"، لم يشأ الكشف عنها.

وطالب نواب التيار الصدري الحكومة باجراء تحقيق بأحداث جامعة واسط، وكشف المتسببين بما جرى.

من جانب آخر، يؤكد النائب غزوان الشباني ان الصدر سيحضر بنفسه التظاهرات، ويلقي كلمة في ساحة التحرير، بعد صلاة جمعة موحدة ستقام في مدينة الصدر.

ويتوقع الشباني ان تكون خطبة الصدر "مكرّسة للحديث عن زيارة رئيس الحكومة حيدر العبادي الى اميركا".

وكان العيساوي، الذي يوصف بانه المعاون الجهادي للصدر، قال في تصريحه الاخير "في حال تواجد قوات اجنبية على ارض العراق سوف نلجأ الى رفع السلاح بوجههم".

ويتوقع النائب ياسر الحسيني بان "مشاركة الصدريين ستحافظ على زخمها في التظاهرات المقبلة"، لافتا الى ان "معركة الموصل أوشكت على النهاية، ولن تؤثر التظاهرات الآن على الجهد العسكري".

ويقول الحسيني ان "الصدريين أوقفوا مشاركاتهم في التظاهرات السابقة بسبب عدم رغبتهم بالتشويش على المعارك ضد داعش".

ويتوقع عضو كتلة الاحرار توسع الاحتجاجات لتأخذ اشكالاً أخرى، ولم يستبعد اللجوء الى خيار "الاعتصامات"، لكنه رأى ان اللجوء الى الخيارات الأخرى "تعتمد على مدى تفاعل الحكومة والبرلمان مع مطالب المتظاهرين".

وسيرفع المتظاهرون، في احتجاجات الجمعة، شعارات تطالب بتغيير المفوضية وقانون الانتخابات.

ويقول النائب ياسر الحسيني "اذا لمس الجمهور رد فعل ضعيف من المسؤولين ربما سيبقى في الشارع ويعلن الاعتصام".