كتب/ محمد حسن الموسوي
بدأت ترتفع في الاوساط السياسية العراقية نبرة (حل) الحشد مع اقتراب حسم معركة الموصل والدعوة الى نزع سلاحه وهي ذات الدعوة التي سبق ان وجهت لنزع سلاح حزب الله في لبنان بعد كل معركة يخوضها وينتصر فيها مع الكيان الاسرائيلي.
ولو قارنا بين الدعوة لنزع السلاح في كلا الحالتين اي حالة حزب الله وحالة الحشد سنتوصل الى النتائج الآتية:
– دوليا واقليميا فإن الجهات الاساسية المطالبة بنزع سلاح حزب الله هي ذاتها التي تطالب الان بحل الحشد ونزع سلاحه وهي كل من امريكا و(اسرائيل )ودولة خليجية.
– محليا فان القوى السياسية اللبنانية التي تخشى من تصاعد قوة حزب الله ونفوذه على الساحة اللبنانية هي من تدعو لتجريده من سلاحه وذلك في اطار التنافس السياسي وعراقيا يكاد يتكرر نفس السيناريو مع الحشد الشعبي فان القوى السياسية التي تضررت من ولادة الحشد الشعبي وتخشى من صعود نجمه وبالتالي منافستها على الشارع السياسي هي ذاتها من تدعو الى حل الحشد وتجريده من سلاحه وان كان بعضها لايجاهر بذلك لحسابات سياسية.
– نفس التهمة التي وجهت لحزب الله في لبنان بقصد تسقيطه وتخوينه وشيطنته توجه الان الى الحشد الشعبي وهي تهمة الارتباط بإيران والعمل بإجندتها والغريب ان مصدر هذه الاتهامات واحد وهو الكيان الاسرائيلي وللاسف يرددها البعض عن علم او جهل في لبنان والعراق.
– المستفيد الاول والاكبر من نزع سلاح حزب الله والحشد هو الكيان الاسرائيلي الذي يخشى من اختلال توازن القوى لصالح محور الممانعة في حال عدم تجريد الحزب والحشد من سلاحمها وكذلك بخشى من انتقال تجربة الحشد والحزب لدول اخرى في المنطقة كما حصل في اليمن مع الحوثيين.
اخيرا دعاة نزع سلاح الحشد والحزب يغلفون دعواتهم بشعارات براقة من قبيل الحفاظ على السلم الاهلي وتقنين حمل السلاح وعدم السماح بنشوء الدولة الرديفة او اختطاف الدولة وما الى ذلك من ادعاءات هدفها منع كل من لبنان والعراق ودول المنطقة من توفرها على قوات ردع عقائدية تحمي سيادة الاوطان وتدافع عن كرامة الشعوب بعد ان دجنت جيوشها النظامية وفاتهم قول الرسول صلى الله عليه واله وسلم ( ما ترك قوم حر السيوف الا وذلوا) وهو الامر الذي تدركه امريكا ومعها الكيان الاسرائيلي جيدا.