صعد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، من حدة تصريحاته ضد أوروبا بشكل غير مسبوق، بمناسبة الذكرى السنوية الستين لتأسيس الاتحاد الأوروبي، قائلا إن "اجتماع قادة دول الاتحاد في الفاتيكان أظهر تحالفهم الصليبي".
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها الرئيس التركي في إسطنبول، معلقا على التوتر مع دول أوروبية، معللا الهجوم الأوروبي على الفعاليات التركية وحظرها، وعدم السماح لتركيا بأن تكون إحدى دول الاتحاد الأوروبي رغم تنفيذها شروط الانضمام، بأن تركيا بلد مسلم، و"لذلك يرفضون انضمامها"، وفق قوله.
وتساءل أردوغان عن اجتماع قادة دول الاتحاد الأوروبي في العاصمة الإيطالية روما والفاتيكان بمناسبة الذكرى الـ60 لتوقيع اتفاقية "روما" التي تأسس بموجبها الاتحاد.
وقال: "لماذا اجتمعتم في الفاتيكان؟ ومنذ متى كان البابا عضوا في الاتحاد الأوروبي؟".
ونقلت وكالة أنباء "الأناضول" التركية، عن أردوغان تحذيرا لقادة دول الاتحاد الأوروبي، قائلا: "عليهم ألا ينسوا أن من يدخل الجحر مع الأفعى لن يسلم من لدغها، فالأسلحة التي يعطونها للإرهابيين سيأتي يوم وتُشهر في وجوههم"، وفق اتهامه.
وأوضح أردوغان أن "غضب الأوروبيين ليس لأننا انحرفنا عن الطريق الصحيح، وإنما لأننا لم نعد نأتمر بأمرهم، ولم نعد ننصاع لمطالبهم".
وسبق لأردوغان أن استخدم مصطلحات مثل "النازية" و"الفاشية" واتهامات بدعم الإرهاب، ضد حكومات دول أوروبية قامت بممارسات تضييق على الأتراك جراء الاستفتاء القريب.
وصرح الرئيس التركي في وقت سابق، بأن التصويت بـ"نعم" في استفتاء 16 نيسان/ أبريل حول تعزيز صلاحياته سيعني "بداية قطيعة" مع أوروبا.
وقال: "ماذا يريدون؟ (القول) إنه إذا فازت الـ(نعم) في الاستفتاء فإن الاتحاد الأوروبي لن يقبل بنا. لو كانوا قادرين فعلا على اتخاذ قرار كهذا لوفروا علينا المهمة".
وثار غضب أردوغان بسبب تحركات في ألمانيا وهولندا والنمسا وسويسرا لمنع وزراء أتراك من إلقاء كلمات في تجمعات الأتراك المغتربين قبل استفتاء سيجرى يوم 16 نيسان/ أبريل، سيمنح الرئيس صلاحيات تنفيذية واسعة.
ويأتي رد فعل الرئيس التركي الغاضب بعد التضييقات المتكررة من دول أوروبية على الأتراك، وملاحقة الفعاليات التركية المؤيدة للتعديلات الدستورية في تركيا، ما أدى إلى انتقادات حول حرية التعبير في الدول الأوروبية.
واندلعت حرب كلامية بين تركيا من جهة وبين ألمانيا وهولندا في أكثر من مناسبة، على خلفية اتهامات لاذعة بانتهاك حرية التعبير، بعد إلغاء تجمعات للأتراك، مؤيدة للتعديلات الدستورية التي سيتم الاستفتاء حولها قريبا، ما أثار استياء تركيا.