هل سيعود العنف إلى ديالى؟.. 48 ساعة من الرصاص والدم في أبي صيدا

آخر تحديث 2017-04-14 00:00:00 - المصدر: الزمان برس

تشهد ناحية أبي صيدا التابعة لقضاء المقدادية في محافظة ديالى منذ ليل أمس الأربعاء وحتى نهار اليوم الخميس، توتراً أمنياً واشتباكات مسلحة تضارب الآراء حول أطرافها، ففيما تؤكد مصادر محلية أن ما يجري اشتباكات عشائرية على خلفية عملية إرهابية، ينفي مسؤولون محليون وقادة أمنيون ذلك ويؤكدون أنها "رد فعل شعبي" ضد خلية لتنظيم داعش.

ويخشى أهالي الناحية وكذلك المسؤولين والقيادات الأمنية من أن تتحول أي صيدا ومناطق أخرى مجاورة لها إلى "شرارة" تقود نار العنف مجددا في عموم المحافظة.

في ساعة متأخرة من ليلة أمس الأربعاء، هاجم مسلحون مجهولون نقطة تفتيش للشرطة في محيط قرية "أبو طابا" التابعة لناحية ابي صيدا، ما أسفر عن مقتل اثنين من أفراد الشرطة.

وتعاني ناحية ابي صيدا من اعمال عنف بين فترة واخرى نتيجة وجود نشاط لجماعات مسلحة في بعض مناطقها خاصة القرى القريبة منها.

واليوم الخميس، أعلن قائد عمليات دجلة الفريق الركن مزهر العزاوي، عن تمكن قوة امنية مشتركة من اعتقال اثنين من المتورطين بجريمة استهداف نقطة التفتيش، أحدهما كان مصاباً، مشيراً إلى نقلهما لمركز امني للتحقيق معهما.

غير أن ذلك لم ينهي الأمر، إذ شهد مركز الناحية نزاع عشائري استخدمت فيها الاسلحة الخفيفة والمتوسطة، وتسبب بإغلاق الدوائر الرسمية والمدارس وشلل تام في حركة المواطنين، ما اضطر القوات الأمنية إلى إرسال "تعزيزات قتالية" لتطويق الاشتباكات ومنع سقوط المزيد من الضحايا في صفوف المدنيين.

وتشهد الناحية نزاعات عشائرية من حين لآخر كرد فعل على عمليات إرهابية تستهدف المدنيين، ما يدفع بعشائر الضحايا إلى اللجوء للسلاح لـ"الاقتصاص" من أشخاص ينتمون للتنظيمات الإرهابية أو حواضنهم.

وفي محاولة لتهدئة الأوضاع، صرح مدير ناحية أبي صيدا في محافظة ديالى محمد الباقر التميمي، بأن الاشتباكات في مركز الناحية "رد فعل شعبي من قبل كل اطياف الناحية" ضد خلية ارهابية تورطت بالهجوم على نقطة ابو طابا.

وأضاف أن أهالي ابي صيدا "انتفضوا" ضد الخلية الارهابية وقاموا بإسناد الاجهزة الامنية، نافيا وجود نزاع عشائري في ابي صيدا، ووصفه بأنه "امر غير دقيق وبعيدا عن الحقيقة وننفيه جملة وتفصيلا"، غير التعزيزات القتالية التي أكدت شهود عيان وصولها إلى مركز الناحية "تدحض" ذلك!.

وأشار التميمي الى أن "جريمة ابو طابا" كشفت عن وجود خلية ارهابية تنشط في مركز الناحية كانت تسعى الى "مؤامرة خطيرة لخلق فتنة داخلية" وخلط الاوراق لدفع العشائر للاقتتال الداخلي من خلال جرائم القتل، بالإضافة الى استهداف النقاط الأمنية.

وأكد أن عشائر ابي صيدا "كلها أجمعت" على ضرورة تقديم افراد الخلية الارهابية الى القضاء بعد كشف اسماء بعضهم، خاصة بعد اعتقال "أحدهم" من قبل القوى الأمنية.

تصريح التميمي فيه الكثير من المغالطات التي تؤكد بأن ما جرى في أبي صيدا هو فعلا نزاع عشائري على خلفية العملية الإرهابية، فهو يتحدث عن "مؤامرة خطيرة لدفع العشائر للاقتتال الداخلي"، على الرغم من أنها عملية إرهابية ليست بالجديدة على الناحية ولا أي منطقة أخرى في ديالى والعراق عموماً، كما أنه يتناقض تماماً مع ما صرحه به قائد عمليات دجلة الذي أكد أن القوات الأمنية اعتقلن "اثنين" من المتورطين بالهجوم وليس "واحد"!.

ما نذهب إليه يؤكده النائب عن محافظة ديالى النائب رعد الماس، الذي حذر من "أيادٍ خفية" تحاول إشعال حريق يلتهم ناحية ابي صيدا ويزج "عشائرها في النزاعات الدامية"، داعيا العقلاء إلى التدخل وحسم ملف النزاعات لأنها ستمنح الإرهابيين فرصة التغلغل لضرب الأهالي.

وأكد على ضرورة تدخل الحكومة المركزية في ملف تعزيز الاستقرار في ناحية ابي صيدا والعمل على حماية الأهالي والضرب بيد من حديد ضد كل من يحاول تعكير الاجواء.

هذه الحادثة ليست الأولى التي تشهدها، فقد سبق للنائب عن محافظة ديالى فرات التميمي، أن حذر يوم الاثنين الماضي، من "خلايا نائمة تابعة لتنظيم داعش بدأت تنشط من جديد، وأن الخطر يهدد بغداد"، مبيناً "عدد قليل من المسلحين يتمركزون في سلسلة جبال حمرين، ويشنون عمليات نوعية في المحافظة".

وأكد أن ناحية أبي صيدا والقرى التابعة تشكل "حاضنة خطرة" لهذه الخلايا بسبب طبيعته الجغرافية وكثافة البساتين فيها.

الإرباك الأمني في ديالى دفع بالمجلس الوزاري للأمن الوطني برئاسة حيدر العبادي، الى ان يقرر خطوات جديدة لتثبيت الأمن في المحافظة.

وقال بيان حكومي ان مجلس الامن الوزاري اطلع على تقرير مفصل عن الاوضاع الأمنية في محافظة ديالى، مؤكدا "اتخاذ عدد من الاجراءات والتوجيهات التي تساهم باستقرار الأوضاع في المحافظة".

فيما أوضح مسؤول محلي رفيع في ديالى، أن "هؤلاء المسلحين معروفين بالاسم ومتواجدين في منطقة الزور، وهي ضمن مجموعة القرى التي تسمى قرى حوض سنسل، تقع شمال المقدادية"، لافتا الى ان "الاحراش العالية والقصب يمنعان من الامساك بتلك المجموعة الصغيرة".

وبدأت ملامح التدهور الأمني تظهر في ديالى في صيف 2015 عندما انفجرت شاحنة محملة بثلاثة اطنان من المتفجرات وسط سوق مكتظ بناحية خان بني سعد، ذات الاغلبية الشيعية.

وقتل في التفجير، الذي وقع عشية عيد الفطر، 120 مدنياً بينهم أطفال ونساء، وأسفر أيضا عن إصابة 130 شخصاً، كما أدى التفجير الى تدمير 75 محلاً و3 عمارات، واحتراق 35 سيارة.