هل له ملاجئ كافية؟.. هذا ما سيتعرض له العراق في حال اندلاع "حرب عالمية" جديدة

آخر تحديث 2017-04-14 00:00:00 - المصدر: زوراء

العراق/بغداد

يقترب العالم نحو حرب عالمية جديدة، أكثر من أي وقت مضى، حتى أشار خبراء إلى أن الوقت الحالي يشهد الاقتراب من "حرب نووية" أكثر مما أقترب أبان الحرب الباردة بين الإتحاد السوفيتي والولايات المتحدة في تسعينيات القرن الماضي.

أطرف عدة دخلت على خط "الصراع العالمي"، والذي أُجج بعد وصول ترامب إلى رئاسة أمريكا، حيث بدأ بشن هجمات وتكوين العداء مع أغلب الدول، منها روسيا وسوريا وكوريا الشمالية وإيران، في وقت كانت علاقة هذه الدول مع واشنطن "ودية" وقابلة للتفاوض والحوار، إلا أن ترامب وفريقه الوزاري، أنتهج "الهجوم".

ولم يمر سوى 85 يوما على دخول ترامب البيت الأبيض، حتى استخدم صواريخ التوماهوك في ضرب سوريا، الأمر الذي أدى إلى تصعيد مفاجئ وتوتر على الصعيد الدولي، واتخذت روسيا موقفا عدائيا من واشنطن على خلفية الضربة، وبعدها بأيام أرسل حاملة طائرات عملاقة شاركت بحرب العراق 2003 إلى كوريا الشمالية، ووضع صواريخه بالاستعداد لتوجيه ضربة لها، في حال فشل مفاوضات الصين مع كوريا الشمالية بشأن برنامجها النووي.

روسيا، لها فصل مستقل في هذه "الكارثة المقبلة"، إذ دخلت في صراع كبير مع حلف الناتو منذ العام الماضي، ونشرت أشد صواريخها قوة على حدود أوربا الشرقية، حتى دخلت السويد وفنلندا في حالة استعداد للحرب، واستنفرت قواتها بصورة جدية، ما دعا الناتو إلى التحرك ونشر قواته بمواجهة القوات الروسية.

السعي الإيراني لامتلاك سلاح نووي، مستمر، وهذا ما يعارضه ترامب بشدة، ويحاول أن ينهي الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الكبرى، وبالمقابل، فأنه يحاول أيضا أن يضع حدا لوجودها في سوريا، بالإضافة إلى الوجود الروسي، الذي "يقلقه" كثيرا.

كوريا الشمالية من جانبها، لم تتوقف عن تطوير برنامجها النووي والباليستي، فتجاربها مستمرة رغم كل شيء، وأطلقت صواريخ عدة، سقط بعضها في بحر اليابان، وهذا الأمر أدى إلى نشر واشنطن لمنظومة ثاد الصاروخية في كوريا الجنوبية، لحمايتها من صواريخ جارتها الشمالية.

الصين أبدت اعتراضا على نشر منظومة ثاد، كون تردداتها تؤثر على منظومتها الصاروخية وممكن ان تؤثر عليها، وترتبط الصين بعلاقة جيدة مع الشمالية، الأمر الذي أدى إلى طلب ترامب منها التفاوض مع الشمالية.

لكن، في المنطقة العربية، يكمن "صراع خفي" ممكن أن يندلع في أية لحظة، فروسيا وأمريكا مستعدان للقتال في سوريا، خاصة مع وجود قوات كاملة لكلا البلدين فيها، وهذا ما وصل لذروته خلال الضربة الأمريكية، حيث صرحت روسيا أنها لم تعترض الصواريخ الأمريكية خوفا من اندلاع "حرب نووية".

استعراض السلاح والقوى النووية، انتشر منذ فترة بين القوى العظمى، فكل جيش كشف عن أسلحته وصواريخه والمدى الذي تصل إليه، فروسيا وكوريا الشمالية، أعلنتا ان صواريخهما قادرة على محو الساحل الشرقي ونيويورك خلال دقائق، إلا أن واشنطن أكتفت بالصمت، وردت مؤخرا عبر "الفعل"، حيث استخدمت "أم القنابل" وهي أقوى قنبلة غير نووية معروفة، وجاء استخدامها لأول مرة، يوم أمس الخميس، حيث ألقتها على تجمع لداعش في أفغانستان.

الساعات المقبلة، وبحسب تأكيدات صحفية ودولية، فأن كوريا الشمالية ستنفذ يوم غد السبت، تجربتها النووية السادسة، والتي ستكون أكبر تجاربها وأقواها، وبذات الوقت يتوقع وصول حاملة الطائرات الأمريكية والغواصات النووية قبالة سواحل شبه الجزيرة الكورية، وهو الأمر الذي دعا كوريا الشمالية إلى إخلاء عاصمتها من السكان وفتح الملاجئ.

العد العكسي للحرب، يبدو أن بدأ، ولن يكون مجرد كلام أو حرب باردة جديدة، وهذه الحرب، سيكون العالم العربي في صميمها، أو بالأحرى الشرق الأوسط.

تقرير بريطاني كشف اليوم، أن سوريا تربطها علاقة وثيقة مع كوريا الشمالية، وممكن أن تساندها في حال اندلاع حرب بينها وبين أمريكا، وهو أمر سيكون لصالح الطرفين، كون امريكا تحاول إسقاط النظامين في كلا البلدين، بالتالي فأن روسيا ستنظم لهما، كونها ما زالت تقاتل من أجل حماية الأسد، وتهدد واشنطن بـ"النووي"، حتى قبل أن تتعرض سوريا للضربة، ما سيشكل تحالفا ثلاثيا، ربما يدور جزء من معركته في "بلاد الشام"، مع أن روسيا أرسلت سفنا حربيا لموانئ كوريا الجنوبية.

الصراع في حال اندلاعه، سيجر معه بلدان تحاول حماية حدودها، منها تركيا وإيران، تركيا لديها حدود مشتركة مع سوريا، ولها قوات أيضا تنفذ عمليات هناك، ما سيؤدي إلى تدخلها بالحرب، إيران تحاول جاهدة حماية الأسد ولها الكثير من الفصائل داخل سوريا، بالإضافة إلى أن ترامب سيجد "ذريعة" لإشراكها بالحرب لتدمير منشآتها النووية أو على أقل تقدير وقف تقدم برنامجها النووي.

هذه الحرب، ستكون أشد فتكا من الحروب السابقة جميعها، كون الأسلحة التي ستستخدم، إن كانت غير نووية، فأنها على قدرة تفجيرية هائلة ومطورة بشكل كبير عن الحروب السابقة، بالإضافة إلى امتلاك جميع الأطراف لخزين أسلحة يكفي لتدمير العالم أكثر من مرة، وإن كانت نووية، فنتائج ذلك ستكون إبادة نصف العالم.

سيناريو الاحتلال قائم في هذه الحرب، فكوريا الشمالية، وأول ما ستفعله في حال تعرضها للضربة الأمريكية، هو احتلال جارتها الجنوبية، وقصفها، وهذا الأمر ستفعله روسيا في الدول الأوربية، وذات السيناريو ممكن ان ينفذ في "منطقتنا".

 

العراق

في حال تحولت الأراضي السورية والإيرانية لساحة حرب، فسيكون العراق أول المتضررين، وسيجر بغير إرادة لحرب لا قوة له على تحمل تبعاتها أو المقاومة فيها، وسيتعرض لدخول قوات تركية وإيرانية، بالإضافة إلى اجتياح جديد من قبل التنظيمات الإرهابية، في حال خروجها من سوريا، إضافة إلى احتمال تعرضه لضربات جوية بناء على مواقفه التي ستتخذ في ساعة "الصفر العالمية".

الدفاع عن نظام بشار الأسد، هو موقف العراق الحالي، سواء في العلن أو الخفاء، وهذا ما سيدخله بحرب جديدة مع الولايات المتحدة، في حال دخلت سوريا للصراع العالمي، وساندت كوريا الشمالية، بالإضافة إلى أن تركيا تحاول إنهاء حكم الأسد أيضا بكل السبل، ومن جانب آخر تتحين الفرصة لاجتياح الأراضي العراقية.

من وجهة أخرى، فأن روسيا وواشنطن ستسعيان إلى نقل حربهما للشرق الأوسط في خطوة لحماية بلدانهما، خاصة إذا استخدمت أسلحة متطورة، وتكون نتائج الحرب ونهايتها في حظوظ السيطرة على الشرق الأوسط.

فهل يمتلك العراق حاليا قوة تؤهله للدخول في حرب عالمية، أو على أقل تقدير، هل بإمكانه حماية السكان؟ هل ستكون هناك خططا لمواجهة ما يجري في العالم، خاصة وأن كل الدول بدأت تعد العدة لحرب "مصيرية"، حتى وإن لم تندلع، فلا يوجد ضمان حتى الآن من أي طرف على عدم إشعال فتيل الحرب، بل على العكس، كل المؤشرات تتجه لحرب كبرى، فكيف ينظر العراق لهذه "الكارثة"؟.