كشفت مواقع أمريكية عديدة عن نقاشات تدور داخل أروقة البيت الأبيض حول إمكانية إرسال 50 ألف جندي أمريكي إلى سوريا لقتال تنظيم داعش في الرقة.
وذكرت مجلة نيويورك "nymag.com" أن البيت الأبيض يدرس مقترح إرسال أكثر من 50000 ألف جندي إلى سوريا لمحاربة تنظيم داعش، دون إعطاء تفاصيل إضافية.
من جهتها أكدت وكالة بلومبيرغ الأمريكية أن مستشار الأمن القومي هربرت ماكماستر، يدفع باتجاه زيادة القوات الأمريكية في سوريا لقتال تنظيم داعش، وهو المقترح الذي ما زال يقابل بكثير من التحفظ والتردد، وحتى الرفض، من قبل إدارة الرئيس دونالد ترامب".
وأضافت الوكالة أن "قادة داخل البنتاغون يرون وجود إمكانية لزيادة الدعم للوكلاء المحليين، وتكثيف الضربات الجوية، وأيضا تدريب بعض الفصائل المحلية، بالإضافة إلى رفع قواعد الاشتباك التقليدية التي تتخذها القوات الأمريكية، واستخدام أكثر لطائرات الهليكوبتر الهجومية".
وتابعت أنه "بالمقابل يرى مؤيدون لخطة مستشار الأمن القومي، أنها كفيلة بإنهاء سريع وعاجل لتنظيم داعش في سوريا، وأيضا تأمين الشريط الحدودي في وادي الفرات مع العراق".
مستشار الأمن القومي من جهته يرى أن الاعتماد على الكورد سيؤدي إلى احتلالهم لمزيد من الأراضي العربية، بحسب الوكالة التي تقول: "صحيح أن هذه المليشيات التي دعمت أمريكيا أثبتت جدواها في مقاتلة تنظيم داعش، إلا أنها لا معنى لها استراتيجيا فالأراضي التي يجري تحريرها هي أراض عربية، والعرب يرفضون احتلالها من قبل الكورد".
وأشارت بلومبيرغ نيوز إلى أن "جاك كين، الجنرال العسكري المتقاعد، قال إن مستشار الأمن القومي طرح خطته على عدد من الجنرالات، وهو يفضل البدء بعملية عسكرية في الجنوب الشرقي على طول وادي الفرات، وإنشاء قاعدة عمليات أمريكية، والعمل مع الشركاء في التحالف السني، الذين قدموا عروضا متكررة لمساعدتنا في مواجهة النظام السوري وكذلك تنظيم داعش".
وتابع كين: "القوات الأمريكية ستكون في البداية، وفقاً لخطة مستشار الأمن القومي، بحدود 10 آلاف مقاتل، بالإضافة إلى إمكانية توفير قوات عربية من الحلفاء في المنطقة".
وبحسب الوكالة، فإنه لا توافق إلى الآن على عدد القوات التي ينبغي إرسالها إلى سوريا، خاصة أن البعض يطرح إمكانية إرسال قوات قد تتجاوز 150 ألف مقاتل، لكن مصدرا أبلغ الوكالة قال إن الرقم أقل من ذلك، وإن الرقم الأقرب هو 50 ألف جندي أمريكي.
وسلطت الوكالة الضوء على تخبط ترامب بإرسال قوات أمريكية إلى سوريا، إذ وعد خلال حملته أنه سيضع خطة لتدمير داعش، وألمح لاحقا إلى أنه يفضل إرسال قوات برية إلى سوريا لإنجاز هذه المهمة. إلا أنه في الآونة الأخيرة، تراجع إذ قال ترامب لقناة فوكس بيزنيس هذا الأسبوع "نحن لن ندخل إلى سوريا".
وتختم الوكالة بالحديث عن أن "الخطة المقترحة تقترب كثيرا من خطة الرئيس الأسبق جورج دبليو بوش، أثناء ولايته الثانية، التي عرفت بإعادة انتشار القوات الأمريكية في العراق، ودفعت بأكثر من 150 ألف جندي إضافي لمقاتلة تنظيم القاعدة، واستعادة المدن التي كان ينتشر بها في العراق".