العراق/بغداد
بـ"قاط ورباط" ومقطع فيديو في أحد شوارع المنطقة الخضراء، ظهر للعلن، "شباب" ملتقى البشائر التابع لياسر صخيل، أو بالأحرى "جيش المالكي الالكتروني" وهم يدعون الناس إلى دعم نوري المالكي، وعرفوا أنفسهم بأنهم مدراء الكروبات بمختلف مواقع التواصل الاجتماعي، وأكدوا أنهم كانوا في اجتماع مع "الحاج ياسر".
هذا الفيديو، أكد الروايات عن جيش المالكي الالكتروني، وجاء بمثابة "البصمة"، حيث "الشباب" هم من صوروا أنفسهم وكشفوا عن عملهم وحثوا الجميع على دعمهم، لكن بعد هذا الفيديو، خرج اليوم المالكي ببيان ينتقد فيه الصفحات بمواقع التواصل الاجتماعي، والشباب الذين يديروها، وطالبهم "اتقوا الله فيما تكتبون"، متجاهلا جيشه الالكتروني، الذي لم يسلم منه، أي سياسي أو إعلامي أو ناشط أو مؤسسة مدنية أو حكومية أو سياسية.
"ابو عمار"، الذي ظهر في الفيديو، أكد أن المالكي "ناصرا للعراق، وأن من يفرط به يفرط بالعراق"، فيما أشار "الشباب" إلى أنهم سيوصلون "سلام الجمهور إلى الحاج ياسر"، وأعلنوا أن "الأغلبية السياسية" هي مشروعهم المقبل، وستخصص كروبات له!.
أكثر من عشرة شباب، يديرون عشرات أو مئات الصفحات بمواقع التواصل الاجتماعي، وهدف هذه الصفحات هو تسقيط من يخالف توجهات المالكي وينتقده، ويردون بشكل "مسيء"، إضافة إلى أن أنهم ينتهجون تأسيس صفحات شخصية وهمية، ومن خلالها يعلقون على أغلب المنشورات التي يرونها تمس "الحجي" ويقومون بحملة أبلاغات على صفحة على أي مدون صاحب توجهات تعارضهم أو يهاجم المالكي.
جيش الكتروني "نغص" منذ سنوات الكثير من المؤسسات والأشخاص بمواقع التواصل، حتى وصل مؤخرا إلى مرحلة "مترهلة" وكشف أمره، وباتت كلمة "خطية" تنطبق عليه، لكن المفارقة، أن المالكي كان السباق في الحرب الالكترونية، وأول من بدأها، فإذا كانت هناك صفحات تهاجمه، فأنها لا تتعدى كونها "ردة فعل" لا أكثر، فكيف ظهر اليوم بهذا البيان؟.
إذ قال المالكي اليوم، انه "في الوقت الذي نحتاج فيه جميعاً إلى وحدة الموقف، ورص الصفوف والعمل الوطني المشترك والوقوف كأبناء وطن واحد في مواجهة الإرهاب، والتصدي لمؤامرة تمزيق العراق الموحد، ودعم وتوجيه العملية السياسية وتقريب وجهات النظر المختلفة بين الفرقاء داخل إطار الوحدة الوطنية، في هذا الوقت الذي يدعونا فيه الواجب الوطني إلى التقارب والتسامح ونسيان الإساءات، تطل علينا صفحات التواصل الاجتماعي، والكثير من المواقع الالكترونية وبعض الفضائيات، يومياً بتوجيه الإساءات وفبركة الأخبار والوقائع المرسلة بلا دليل، وكيل الشتائم والسباب وتحت مسميات مختلفة، لم يسلم منها سياسي ولا جهة سياسية ولا مسؤول حكومي، حتى طالت الأعراض والحرمات، ولم ترع لأحد إلّاً ولا ذمةً، بحجة الدفاع عن هذا السياسي أو انتصاراً لهذا الحزب أو التيار أو انحيازاً لهذا الموقف او ذاك".
حديث المالكي هذا، يكشف ما يفعله "جيشه"، الذي ما أنفك يكيل الاتهامات لأغلب الشخصيات السياسية التي وقفت ضد توليه الولاية الثالثة، وحاول التسقيط بشتى الطرق، وكل ما ينشر يصرف عليه مئات الدولارات، من أجل إيصاله لأكبر شريحة من المتابعين.
المالكي، قدم نفسه من موقع المسؤولية، ودعا "الشباب الواعي والمدونين كافة من الذين يديرون مواقع وصفحات ضمن شبكات التواصل الاجتماعي، أن يلتزموا بالمنهج والقيم الرسالية في تقييماتهم ومقالاتهم، وان يرقبوا الله والضمير فيما يكتبون، واشدد على ضرورة ان يكون العمل مكرس لوحدة الكلمة ومواجهة أعداء العراق والعملية السياسية ودعاة الطائفية والتطرف والإرهاب".
السؤال، هل "أتقى جيشه الله" فيما يكتبه؟ هل تعامل بضمير مع الجهات والأشخاص الذين يستهدفهم؟ أم أن آلاف الدولارات التي يغدقها عليهم "أعمتهم"؟.
المالكي، وبكل "براءة" دعا إلى "أن يتوقفوا جميعا عن هذه الممارسات"، وأن "الانسياق خلف عمليات التسقيط وتثبيط الهمم التي ربما يديرها الأعداء من وراء الستار لا تؤدي إلا إلى الفشل والانشغال بالصراعات الجانبية عن معركتنا الكبرى في مكافحة الارهاب والتخلف".
هل باتت معركة الإرهاب ذات أهمية للمالكي، الذي أتهم بسقوط الموصل وأنه المسؤول الأول عن ذلك؟ هل بات سعيه للسيطرة على المناصب الحكومية والعودة لرئاسة الوزراء آخر همومه؟، ألم "يخجل" المالكي من بيانه بعد أن ظهر "صبيانه" وأعلنوا عن نفسهم وعن عملهم والصفحات التي يديروها، أم أنه لم يشاهد الفيديو الذي ظهر فيه "صبيانه"؟.