كتبت … د. ايناس المياحي
ان ما يميز التنظيمات الارهابية انها تمتلكُ ارادةً قتالية ولا تتقيد بقوانين الحروب التي اقرتها الشرائع السماوية واللوائح الوضعية.
واحد اهم اسلحتها الهجومية الدامية هي الانتحاريين الذين يرتدون الاحزمة الناسفة او يقودون السيارات المفخخة ، لذلك اصبح هناك شلل شبه تام في العالم نحو ايقاف هكذا نوع من الهجمات لان ايقافها يعني تدمير المكان الذي تلامسه المفخخة او الانتحاري .واصبحت العمليات الانتحارية سلاحاً فتاكاً بيد داعش . ومن خلال مراقبة جميع الهجمات التي تمت خلال الفتره مابين ١٠/١٧ /٢٠١٦ و التي قامت بها عصابة داعش في منطقة غرب نينوى ومحيط تلعفر ولحد الان والتي كانت فصائل الحشد الشعبي هدفا لها لم تحقق اهدافها ودمرت اكثر من تسعة هجمات كبيرة جدا مع اكثر من ١٢٠ عملية انتحارية لداعش.
فما هو سر فشل هذه الهجمات وطريقة تفاديها وافشالها انا كمتابعة مدنية رأيت ان الوقوف عند هذا المنجز امر حيوي قد يؤدي الى الهام من يهمه الامر للاستفاده من خبرات الحشد الشعبي الذي احال هذا السلاح الفتاك على التقاعد وتبين ان الطريقة التي تعامل بها الحشد الشعبي في الصحراء بواسطة جهد هندسي ضخم ضم اكثر من الف آلية هندسية ثقيلة ومتوسطة و قام بانشاء خنادق وسواتر ترابية اعاقت مفخخات داعش ومنعتها من الوصول لقواتنا وجعلتها تتعرض للضربات الكثيفة حتى يتم تدميرها وحرقها
ان انفتاح الجهد الهندسي بعمل السواتر الترابية التي اصبحت تطوق المدن التي يحتلها داعش في القيروان وتلعفر والحضر والمحلبية ومفرق عداية والمدن التي تم طرد داعش منها في تل عبطه وبادوش اصبحت محاطة بالسواتر الترابية والخنادق التي يصل عرضها الى اربعة امتار مع نقاط حصينة فيها مختلف انواع الاسلحة التي تنتظر وصول مفخخات داعش .نجح هذا التكتيك في افشال عشرات الاهداف المفخخة مع تسعة هجمات كبيرة.
اما الانتحاريون فقد اصبحت حركتهم اكثر صعوبة وبهذا تم اخراج هذا السلاح من المعركة واحالته الى التقاعد.واصبح داعش في الصحراء بلا قوة اسناد فعالة تجعله قادرا على الحركة .واية قوة مهما كانت لا تستطيع الاستمرار وهي مجردة من اهم اسلحتها، لذلك يجب على وزارة الدفاع ان تفكر وتستخدم اجهزة الاستخبارات في كيفية تطوير هذه الفكرة لعرقلة وايقاف الهجمات الانتحارية بأفكار مشابهة قد نتوصل فيها الى طريقة معالجة فعالة لتهديد اصبح يقلق الجميع.