بعد إطلاق سراح الصيادين.. العبادي يحاول مصادرة "الفدية القطرية" ويمنع تسليمها للجهة الخاطفة في العراق

آخر تحديث 2017-04-21 00:00:00 - المصدر: زوراء

العراق/بغداد

قبل ساعة من الآن، تم إطلاق سراح الصياديين المختطفين في العراق، بعد مفاوضات وأموال رصدت لهذا الأمر، الذي بدأ قبل          عام ونصف العام.

طائرة قطرية وصلت بغداد منذ أسبوع، وبقيت في مطار بغداد بانتظار لحظة إطلاق السراح، إضافة إلى كونها تحمل أموال الفدية ليتم دفعها للجهة "الخاطفة"، والطائرة التي استقرت في المطار، منع تفتيشها أو التقرب منها.

عملية إطلاق السراح التي تمت اليوم، برعاية رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي ووزير الداخلية قاسم الأعرجي، لم تجري كما هو متفق عليه، إذ كشفت مصادر أن العبادي رفض منح مبلغ الفدية للجهة الخاطفة (كتائب حزب الله في العراق)، ويحاول أن يصادر الأموال.

وبينت المصادر أن "العبادي تمسك بالمبلغ، ورفض أن يتم تسلميه للكتائب، وأصر أن هذا الأمر خارج السياقات الرسمية للدولة".

قطر دفعت حتى الآن، وبحسب مصادر مطلعة، أكثر من مليار دولار، في سبيل التوصل لصيغة لإطلاق سراح مواطنيها، وتقسم المبلغ بين دفع مبلغ 350 مليون دولار في العراق، ومثلها في لبنان، إضافة إلى استعانتها بشركة أمريكية للدخول على خط التفاوض في شأن المختطفين، وأن هذه الشركة حصلت على نحو 200 مليون دولار أمريكي.

المصادر رفضت الكشف عن المبالغ الموجودة في الطائرة القطرية بمطار بغداد، ولم تعرف قيمتها حتى الآن، لكن في لحظة إطلاق السراح التي تمت اليوم، ووصول القطريين لدار الضيافة بمجلس الوزراء، أقدم العبادي على هذه الخطوة، غير "المحسوبة" لجميع الأطراف الأخرى.

وبينت المصادر أن هناك شد وجب كبير بين العبادي والقطريين وكتاب حزب الله، من أجل التوصل لصيغة نهائية، خاصة وأن إطلاق السراح تم بوساطات كثيرة، إضافة إلى موافقة جميع الأطراف على الفدية.

مصادر أشارت إلى أن الأعرجي بذل جهوداً استثنائية لضمان سلامة المختطفين، خلال عملية نقلهم للمنطقة الخضراء، إضافة إلى أن هذه العملية تمت بموجب اتفاق قضى بإطلاق سراح عناصر من حزب سياسي يحتجزهم فصيل سوري مسلح ومعارض للنظام.

لكن، كل هذه التنازلات والاتفاقات هل ستذهب "سدى" بعد إصرار موقف العبادي على عدم منح مبلغ الفدية للكتائب؟ أم سينتهي الأمر بتسوية جديدة؟.

الجانب القطري كان مصرّاً منذ البداية على عدم ربط المختطفين بالجانب السياسي، أو بما يحدث في سوريا، وفي وقت لاحق أصر على عدم قدرته على التدخل مع جبهة النصرة لإخراج عناصر "حزب الله" اللبناني الموجودين عندها.

كما أن إطلاق سراح المختطفين في العراق، كان من المفترض أن يتم قبل أيام، لكن حادث الانفجار الأخير الذي وقع في منطقتي الفوعا والكفريا بسوريا، دفع القطريين إلى الرضوخ والتفكير في المسار السوري، والأخذ في نظر الاعتبار التفاوض مع الإيرانيين، للضغط على القوة التي قامت بـ"عملية الاختطاف".

بعد هذه المفاوضات الدولية، جاء العبادي في آخر لحظة "وعقد" الأمر أكثر مما هو "معقد"، وأدخل جميع الأطراف بـ"دوامة جديدة"، وكشفت المصادر أن "ما يجري الآن في مجلس الوزراء، حيث يتواجد القطريين المختطفين والوفد القطري الذي وصل بغداد قبل أسبوع، هو جدل قد يتحول إلى مشادة كبيرة بين الأطراف، بعد أن أصر العبادي على مصادرة الأموال، ورفض أن تتم عملية الفدية، لأن الأمر يحول الدولة إلى "عصابة" وهذا ما رفضه العبادي.  

وكانت مصادر، بينت في وقت سابق، أن الحكومة العراقية دورها يقتصر على الاستضافة وتجميع الأطراف، ولم تتدخل بشكل صريح بمفاوضات إطلاق السراح، فما الذي تغير اليوم؟.