العراق/بغداد
شهدت الجامعات العراقية في الفترة الماضية، الكثير من الأحداث، كانت نتائجها "فصل الطلاب"، وذلك بعد أن يعلوا صوت الطلبة برفض "شخصيات سياسية" معينة أو أحزاب، بما يتعارض مع "سياسة الجامعة أو رئيسها" الموالي لتلك الفصائل أو يحاول أن يكسب ود الجميع!.
مؤخرا زار الأمين العام لعصائب أهل الحق قيس الخزعلي جامعة القادسية، وخلال زيارته هتف الطلاب "إيران برة برة"، ما أثار غضب حماية الخزعلي وحدثت اشتباكات بينهم وبين الطلاب، وهذه الأحداث، تحمل مسؤوليتها طلاب أربعة، وفي وقتها جرى تسريب فيديو للتحقيق معهم من قبل مسؤول أمن الجامعة، الذي وبخهم وأكد أنه لن يسمح لأحد أن يعبث بأمن الجامعة.
الجامعة اليوم الاثنين، أصدرت قرارا نهائيا بفصل الطلبة للعام الدراسي الحالي، وذلك بسبب هتاف ضد دولة مجاورة، وليس ضد سيادة العراق أو أمنه أو نظامه السياسي أو ضد "الذات الإلهية"!!.
هذا النهج الذي يتخذ من قبل الجامعات العراقية، يذكر بحقبة من المفترض أن يكون العراق قد تجاوزها، حيث كان كل طالب محاسب على الكلمة، ومجبر على الانتماء لـ(...).
العراق الديمقراطي الجديد، يضمن لكل فرد أن يقول رأيه بحرية، دون أي قيد خاصة وأنه لا يضر بالآخرين أو بمصلحة البلد وأمنه، فهل طبقت الجامعات هذا الأمر، أم أنها "متعودة" على "الرضوخ"!.
وزارة التعليم العالي من جانبها تلتزم الصمت الكامل تجاه ما يجري في الجامعات، ولا تقدم على محاسبة أي جهة، خاصة وأن ما جرى ليس المرة الأولى، إذ سبق وأن فصل طالب بعد نقاش بينه وبين أستاذه في الجامعة، أين هي الوزارة من كل هذا، هل الجامعات تتبع لها أم تتبع لجهات سياسية؟ ما هو دور الوزارة في تعميم الضوابط والتدخل في مثل هذه القرارات، هل تمتلك الشجاعة أم أن الموضوع "مرعب" حتى بالنسبة لها؟.
بعد هذه الأحداث، هل سنشهد إجبارا للطلبة على الانتماء للجهات السياسية والفصائل، وكل جامعة حسب "تبعيتها"؟ هل ستكون هناك تنظيمات داخل الجامعة كما كان يفعل الـ(...ث)؟.