رووداو – أربيل
تحدث الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، رياض درار، خلال المقابلة الخاصة التي أجرتها معه شبكة رووداو الإعلامية، عن مجمل الأوضاع التي تشهدها المنطقة عموماً، وسوريا على وجه الخصوص، لا سيما الأوضاع التي تمر بها كوردستان سوريا سياسياً وعسكرياً.
وأكد رياض درار على أنهم معارضون للنظام، لأنه نظام استبدادي قمع شعبه، ويمارس سياسات تدميرية بحق الشعب السوري، ولكنهم يدعون إلى الحل السياسي الذي يمتلكون رؤية حول شكله وطبيعته، وأن بإمكانهم التنسيق مع المعارضة السورية من أجل تطويره.
وأشار الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، إلى أنهم ليسوا بصدد مواجهة الحكومة السورية عسكرياً، وإنما يواجهونها سياسياً، وأن لديهم قوة تحميهم في حال جلسوا على طاولة المفاوضات، أما الآخرون الذين يجلسون على طاولة المفاوضات، فليس لديهم سوى فصائل مشتتة تقتل وتحارب بعضها، وهؤلاء لن يحققوا شيئاً.
وأردف درار بالقول إن المعارضة السورية لا تزال تحمل عقلية حزب البعث، ولازالت تنظر إلى القضية الكوردية على أنها قضية انفصال، كما أن الكثير من المثقفين ينظرون إلى الكورد على أنهم (بدون)، ويجب تغيير هذه الذهنية، وفيما يلي النص الكامل للمقابلة التي أجرتها شبكة رووداو الإعلامية مع الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية، رياض درار:
رووداو: كيف ومتى تم تعيينكم أو انتخابكم رئيساً لمجلس سوريا الديمقراطية؟
رياض درار: علاقتي مع الإخوة في مناطق الإدارة الذاتية علاقة قديمة، وكنتُ أحد المدعوين لحضور المؤتمر الأول، وأرسلت لهم رسالة باسم مجلس سوريا الديمقراطية باركت لهم فيها عقد هذا المؤتمر، وحقيقةً لم أتمكن من المشاركة لأنني كنت خارج سوريا في ذلك الحين، ولكن بقيت العلاقة مستمرة، وهناك أطراف كوردية وعربية رشحتني لرئاسة المجلس، حيث اتصل بي مسؤول الخارجية في الإدارة الذاتية وطلب مني الحضور، وكنت قد التقيت به في الآستانة في وقت سابق، بالإضافة إلى الأخ، عامر هلوش، من مدينة القامشلي، الذي عرض علي أن يتكفل بكل مصاريف سفري، ولكنني لم أستطع الحضور.
رووداو: ما هي أهداف مجلس سوريا الديمقراطية؟
درار: مجلس سوريا الديمقراطية يعمل لأجل كلّ سوريا، ويسعى للتعامل والتعاون مع كل المكونات على سوية واحدة، كما يسعى لرفع شعار جديد مختلف عن مشروع الدولة القومية، وهذا المشروع تجتمع فيه كافة المكونات على أرضية المواطنة السورية، وتضم هيئته الرئاسية أعضاءً من المكون العربي من الساحل والداخل، بالإضافة إلى الإخوة من شمال سوريا.
رووداو: هل لديكم مشروع قريب أو بعيد لمستقبل سوريا؟
درار: الهدف الرئيسي لمجلس سوريا الديمقراطية هو أن تكون سوريا لكل السوريين بكافة المكونات، وهذا دورهم التاريخي، والإخوة الكورد ساهموا في إنشائه وقدموا أولى التضحيات لتحقيق شكل من أشكال الاستقرار في الإدارة الذاتية، وهذا الإنجاز كان يمكن بحكم الرؤية النظرية السياسية أن يكون أساساً لمشروع سوريا فيدرالية في المستقبل.
رووداو: هل إسقاط نظام الأسد وحزب البعث من ضمن مشروعكم؟
درار: الرؤية السياسية للمؤتمرين الأول والثاني تؤكد أن بنية هذا النظام مختلة ولا يمكن أن تُصلح، ويجب تغييره (وأعتقد أن الهدف أصبح واضحاً)، فهي بنية استبدادية لا تؤمن إلا بالسيطرة، وبالتالي لا يمكن التعامل معها، إلا أن شكل التعامل اختلف منذ بداية الثورة في آذار 2011، وأسلوب التغيير على أيادي من حمل السلاح ضد النظام، أو من ركب موجة السياسة، ولم يستطع أن يحقق حتى اليوم شكلاً سياسياً، حيث لا رؤية ولا وجهة نظر ولا إمكانيات، والاعتماد على الخارج لا يحقق مصالح الداخل.
رووداو: طالما أن هذه هي رؤيتكم تجاه نظام الأسد، فلماذا لم تقبل المعارضة بحضوركم في مؤتمر آستانة وجنيف؟
درار: الرفض في جنيف جاء تلبيةً لطلب "المكان الذي تقيم فيه المعارضة"، هذا المكان الذي كان مؤثراً على أهدافهم وتوجهاتهم، وكان لديه نظرة تجاه هذه المجموعة، سواء كان باسم حزب الاتحاد الديمقراطي الذي تحاربه تركيا، أو باسم القوات المقاتلة في الداخل، لأنها واجهت بشكل مباشر القوات القادمة إلى رأس العين، وأصبح هناك صراع مسلح ضد هذه القوات التي أرادت أن (تتوجه إلى دمشق عبر رأس العين)، وبالتالي لم يكن هذا حلاً، وكانت هناك رؤية ثانية مختلفة، كما أن هناك من يدعي أن هؤلاء ليسوا ممثلين عن المعارضة، واتهامات أخرى بأنهم وجه آخر للنظام لأنهم لم يطردوا مؤسسات الدولة من أماكن سيطرتهم، وفي الواقع النظام شيء، ومؤسسات الدولة شيءآخر، وسر بقاء هذه المؤسسات هو أنها تدفع رواتب المواطنين وتقدم الخدمات، لذلك لا يجب إسقاط مؤسسات الدولة، وهذه رؤية مختلفة عن رؤية المعارضة التي أرادت إسقاط كل شيء من أجل أن تتسلم الكرسي مكانَ الذي يتسلمه الآن، وبالتالي فإن هذا الحل ليس ثورياً ولا سياسياً، وأعتقد أن أسلوب "الطريق الثالث" الذي سرنا فيه هو الذي يستطيع تحقيق نصرٍ في سوريا على النظام، وأن يحقق تواجداً بدون أن يحضر في جنيف أو آستانة.
رووداو: الائتلاف السوري والهيئة العليا للمفاوضات لا ينظرون إليكم كمجلس سوريا الديمقراطية وقوات سوريا الديمقراطية كإحدى قوى المعارضة في سوريا، ويتهمونكم بأنكم قريبون من النظام، ما رأيكم؟
درار:سبق أن قلنا بأن هذه تهمة، وستبقى مجرد تهمة حتى يثبت العكس، فنحن إذا اضطررنا فسنواجه النظام (كنظام) وليس (كجيش سوري)، وليس كمؤسسات الدولة السورية، لأننا سنحافظ عليها ونحافظ على الجيش السوري، ولن نواجهه إلا إذا واجهنا باسم النظام، كما أن مواجهتنا الرئيسية والأساسية هي ضد أسوء ما حلّ بمنطقتنا، ألا وهو تنظيم داعش، فهذا التنظيم الأسود يجب أن يزول، وأعتقد بأننا نحقق شيئاً لسوريا والمنطقة والعالم بمواجهتنا لداعش.
رووداو: إذاً أنتم لستم بصدد مواجهة الحكومة السورية، وهذا ليس من ضمن أهدافكم؟
درار: لسنا بصدد مواجهتها عسكرياً، وإنما نواجهها سياسياً، ونحن لدينا قوة تحمينا في حال جلسنا على طاولة المفاوضات، أما الآخرون الذين يجلسون على طاولة المفاوضات، فليس لديهم سوى فصائل مشتتة تقتل وتحارب بعضها، وتريد من الآخرين أن يدخلوا على ظهر دبابة، وهؤلاء لن يحققوا شيئاً، فعلى طاولة المفاوضات يمكننا تحقيق شيء أمام النظام، وإسقاطه وتغيير كافة رموزه.
رووداو: هل هناك علاقات أو تنسيق عسكري فيما بين قوات سوريا الديمقراطية التابعة لكم وبين الجيش السوري؟
درار: بالتأكيد لا يوجد، كانت هناك حالة واحدة في منبج منذ فترة، وذلك بسبب التهديد التركي، فلولا التهديد التركي بقصف قواتنا في منبج لما تم تسليم 5 قرى للروس الذين يعتبرون حلفاء لتركيا، فهم الضامنون للحل السياسي مع تركيا، وبالتالي نحن تعاملنا مع روسيا التي سلمت تلك القرى للنظام الذي تسلم حلب أيضاً وسط صمت تركي، وبمساعدة وهيمنة من روسيا، ونحن قمنا بعمل عسكري تكتيكي بحت لحماية منبج من تدخل تركيا، ولا يعتبر هذا الإجراء تعاملاً مع النظام.
رووداو: ولكن الجيش السوري لا يقترب منكم ولا يواجهكم؟
درار: إذا أراد المواجهة فسوف يجد الجواب، وقد سبق أن حصل ذلك في الحسكة، حيث لم يتمكن من التقدم خطوةً واحدة، بل خسر مناطق أخرى، وأعتقد أنه لا مصلحة رئيسية له في مواجهتنا، ولكن إذا أراد، فليفعل.
رووداو: أجهزة النظام السوري من المخابرات والجيش وأشكال الفروع الأمنية وغيرها موجودة في المناطق التي تسيطرون عليها، ويتصرفون بحرية فيها، ما ردكم؟
درار: نحن لم ننشق عن سوريا، ولم نقل إنه يجب طرد حزب البعث من السياسة، فهو لا يمارس الضغط على الجماهير الآن ولا يسيطر على شيء، لأن المؤسسات تابعة للدولة وليس للنظام، وهذا سر استمرارها، كما أن الدولة السورية لاتزال باقية ولم نسقطها ولا نسعى لإسقاطها، ومواجهتنا مع النظام سياسية، وبمنطق المواجهة السياسية، فإن من الاعتيادي أن يكون النظام متواجداً في أي مكان بسوريا، ونحن من نحدد شكل العلاقة معه.
رووداو: في هذه الحالة، هل يمكن القول إن لكم علاقات مع حزب البعث في تلك المناطق؟
درار: بحسب علمي لا توجد علاقة مباشرة، وإنما علاقاتنا مع مؤسسات الدولة.
رووداو: حزب البعث يمارس أنشطته بكل حرية في مناطق سيطرتكم، فهل حصل هذا الحزب على رخصة من الإدارة الذاتية لكي يقوم بأنشطته في هذه المناطق؟
درار: في الحقيقة حزب البعث موجود قبل غيره ومؤسساته أيضاً موجودة، وكان (قائد الدولة والمجتمع) كما كانوا يقولون، والتغيير الجديد الذي حصل لن يزيح كل شيء بين يوم وليلة، لأننا لم ندخل في معركة كسر العظم من حزب البعث ولا مع أتباعه، من جهة أخرى أصدرت الإدارة الذاتية قراراً يُلزم كل الأحزاب والتنظيمات بإصدار تراخيص للعمل بشكل نظامي، وأعتقد أن على حزب البعث إصدار ترخيص قبل غيره.
رووداو: ولكن الإدارة الذاتية لم تغلق أي فرع أو مكتب لحزب البعث لا في القامشلي ولا في أي مدينة أخرى من المدن الخاضعة لسيطرتها، لماذا؟
درار: قرار الترخيص صادر، وأقول مرة أخرى إنني (أعتقد) بأن على حزب البعث إصدار ترخيص للعمل، لأنه لا يجب التمييز بين الأحزاب الموجودة، ومن غير المقبول أن يُطلب الترخيص من حزب دون آخر، فالممارسة الديمقراطية والمساواة تستلزم تطبيق القرارات على الجميع.
رووداو: هل هناك تواصل سياسي بين الولايات المتحدة الأمريكية ومجلس سوريا الديمقراطية؟
درار: هناك تواصل ولقاءات، وسبق إجراء أكثر من زيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية من أجل التنسيق، وربما تتطور هذه المسألة أكثر، إلا أن الأمور تسير ببطء، كما أن الدعم الذي يأتي من الولايات المتحدة لمحاربة داعش، هو دعم شراكة وتحالف، وبالتالي يمكن الانتقال إلى خطوة سياسية.
رووداو: من المعلوم أن أمريكا تقدم دعماً عسكرياً لقوات سوريا الديمقراطية، ولكن هل هناك اعتراف أمريكي بمجلس سوريا الديمقراطية؟
درار: لم يصدر اعتراف مباشر، ولكن هناك تنسيق وزيارات، حيث يزور المسؤولون الأمريكيون المنطقة ويلتقون بكل القيادات هناك.
رووداو: طالما أن أمريكا تعترف بقوات سوريا الديمقراطية عسكرياً وتدعمها، فلماذا لا تعترف سياسياً بمجلس سوريا الديمقراطية؟
درار: الولايات المتحدة تسير بخطوات مدروسة نحو أهدافها، وليس لها رؤية استراتيجية كاملة حول المنطقة، ومواقفها تتغير يوماً بعد يوم، فمواقفها قبل شهر على سبيل المثال ليست كما هي عليه اليوم، والولايات المتحدة الأمريكية لها حساباتها بخصوص دول المنطقة، وأعتقد أننا عندما نتقدم خطوة سياسية حقيقية تتوافق مع السياسيات الأمريكية، سنتلقى الدعم السياسي اللازم.
رووداو: ما هو دور مجلس سوريا الديمقراطية في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية؟
درار: طرحنا حلاً سياسياً من عدة نقاط ينتهي بإسقاط النظام، وهذا الحل ينظر إلى سوريا على أساس المشروع الفيدرالي لكل سوريا، بحيث يتم تحييد مناطق الصراع ويمكن إدارتها من قبل أبنائها، بالإضافة إلى الانفتاح على مكونات المجتمع السوري، والعمل على فكرة أننا "نتوجه نحو دمشق".
رووداو: وماذا ستفعلون في دمشق؟
درار: عندما تُحل المشكلة السورية، فإن لكل السوريين مكاناً في دمشق.
رووداو: وهل سيكون بشار الأسد موجوداً أيضاً؟
درار: مؤسسات الدولة السورية ستبقى وتستمر، وما يحتاج للإصلاح من الجيش والأمن هو جزء من التغيير، لأنهما بحاجة لإعادة التكوين من جديد، وهذا مقترح ضمن المقترحات التي نطرحها كسياسيين، ولا نمارس ضغطاً عسكرياً من أجل التغيير، وحتى الآن نحن لسنا بصدد المواجهة العسكرية، وحالياً هناك أطراف غيرنا تفاوض النظام، ونحن ننتظر.
رووداو: ألم تلتقوا بالنظام أو تفاوضوه أبداً، سواء عسكرياً أو سياسياً؟
درار: كما قلتُ سابقاً، التنسيق الوحيد مع النظام كان عن طريق الروس في مسألة تسليم القرى الخمس التابعة لمدينة منبج، وما عدا ذلك ليس لدينا أي شكل من أشكال التدخل.
رووداو: هل أنتم مستعدون للتفاوض مع النظام؟
درار: من الأفضل أن ندخل نحن وبقية أطراف المعارضة السورية، ويمكن اعتبارها المرحلة الأولى، والتي من خلالها نحن مستعدون للعمل، وهذا سر الضغط على المعارضة، أنه يجب أن نكون طرفاً فاعلاً فيها، لأننا نمثل طرفاً أساسياً في المعارضة، كما أننا نشكل نقطة ضغط على النظام.
رووداو: هل تعتبرون أنفسكم جزءاً من المعارضة، ومن تعارضون؟
درار: نحن معارضة ضد النظام بالتأكيد، لأنه نظام استبدادي قمع شعبه، كما أنه يمارس الآن سياسات تدميرية بحق الشعب السوري، وعليه فنحن نشكل جزءاً من المعارضة، ولكننا ندعو للحل السياسي الذي نمتلك رؤية حول شكله وطبيعته، وبإمكاننا التنسيق مع المعارضة السورية من أجل تطويره.
رووداو: هل هناك أي سلطة لمجلس سوريا الديمقراطية على قوات سوريا الديمقراطية؟
درار: أعتقد أن مجلس سوريا الديمقراطية هو المسؤول السياسي عن كل التنظيمات التابعة له، أما المساءل العسكرية فهي بإدارة القوات، وهناك فقط سيطرة فكرة سياسية وتوجيه من هذا الجانب، إلا أن قوات سوريا الديمقراطية تعمل بدلالة أهداف مجلس سوريا الديمقراطية.
رووداو: ما هي آلية الاتفاق بين الولايات المتحدة وقوات سوريا الديمقراطية بشأن تحرير الرقة، وهل أنتم مطلعون على هذا الاتفاق؟
درار: الولايات المتحدة الأمريكية قدمت الدعم اللوجستي والتدريب، كما أن هناك قوات شاركت إلى حد ما في تحرير مدينة الطبقة ومطارها على سبيل المثال، والأمريكان يعملون بفكرة أنهم جاؤوا إلى المنطقة ليحرروها من داعش، وربما يطول بقاؤهم، لأن التغييرات في المنطقة هم من سيديرونها، ولن يقبلوا بأن يدير الروس اللعبة بمفردهم، على الأقل في سوريا، وتدخلهم هذا يشير إلى أن علينا أن نفهم اللعبة، ونعرف كيف ندير مصالحنا من خلال هذا التواجد.
رووداو: هل الاتفاق بشان الرقة بين أمريكا وقوات سوريا الديمقراطية كتابي أم شفهي، أم ماذا؟
درار: لا يوجد أي شيء كتابي معلن، والتنسيق عملي مباشر، ولا يوجد أي تردد، والأسلحة المطلوبة والمستلزمات اللوجستية تأتي، كما أن الدعم في أرض المعركة موجود.
رووداو: هل يمكن اعتبار الدعم الأمريكي "وقتياً"، أم أنه سيستمر؟
درار: لا أعتقد أن يتوقف الدعم الأمريكي قبل انتهاء داعش، وبعدها هناك إدارة عمليات مختلفة، ولا يمكن إغفال أن الولايات المتحدة الأمريكية لها مصالحها.
رووداو: إذاً هل يمكن القول إن الاتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية وقوات سوريا الديمقراطية "سري"؟
درار: لا يوجد شيء مكتوب، هناك اتفاق شراكة ومصالح يتلخص في القضاء على داعش، وهذا كان شرطاً أمريكياً على (الجيش الحر) لكي يتم تدريبه وتسليحه، بهدف قتال داعش وطرده من مناطق تواجده، وبعد أن رفضوا الشرط الأمريكي، كانت قوات سوريا الديمقراطية الطرف الذي أبدى استعداده وبادر إلى ذلك، خصوصاً وأن هذه القوات سبق لها أن هزمت داعش في مناطق تواجدها، وهي الأكثر جدارة واعتماداً من قبل الأمريكان.
رووداو: كيف تصل المساعدات العسكرية الأمريكية إلى قوات سوريا الديمقراطية، هل تأتي براً أم جواً، وهل تأتي عن طريق تركيا أم إقليم كوردستان، أم ماذا؟
درار: العسكريون يستطيعون إيصال المساعدات العسكرية بأساليبهم، وأنا كسياسي ليس لدي تفاصيل في هذا السياق.
رووداو: ولكن قوات سوريا الديمقراطية تتبع لمجلس سوريا الديمقراطية، وأنت الرئيس المشترك لهذا المجلس، فكيف لا تملك معلومات في هذا السياق؟
درار: أنا لست قريباً من هذه المسائل، سواء كيفية دخول وخروج الأسلحة، أو من يتولى مهمة توصيلها، وأعتقد أن الحدود والمناطق مراقبة، وهناك من يعلم كيف تُدخل الولايات المتحدة السلاح.
رووداو: كم يبلغ عدد القواعد وكذلك القوات الأمريكية في المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية؟
درار: كان لها مطار في منطقة رميلان يقدم الدعم اللوجستي، واليوم لديهم استعداد للتواجد في أكثر من موقع عسكري جوي، ربما بالقرب من مدينة كوباني، ومنطقة أخرى بالقرب من مدينة الطبقة، كما أن الأمريكان يفكرون بإنشاء مطار لهم قرب مدينة البوكمال، حيث هناك مطار الحمدانية الزراعي، والذي يمكن تطويره وتحويله إلى قاعدة جوية، وفي منطقة التنف يوجد (جيش سوريا الجديدة)، وهو مدعوم من الأردن، وأتصور أن الأمريكان يدعمون هذه المجموعة.
رووداو: هل سيستمر الدعم الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية بعد تحرير الرقة من داعش، أو بعد طرد التنظيم من سوريا؟
درار: نحن نقيم السياسات، وبتصوري فإن النتائج هي التي تفرض علينا شكل العلاقة مع الأمريكان الذين أثبتوا حتى الآن مصداقية علاقتهم معنا، ونُقدر أن لديهم سياسات ومصالح علينا أن نتعامل معها، كما نُقدر أن لديهم حسابات مع دول الجوار والمناطق المحيطة، ونحن نفهما ونستطيع التعامل معها.
رووداو: هل لديكم مخاوف من إمكانية تخلي أمريكا عنكم بعد الحرب على داعش؟
درار: هذه لا تعتبر مخاوفاً، فإن تركونا فسنبني أنفسنا بأنفسنا، وأعتقد أن العلاقات يجب أن تكون ندية، على الرغم من أنها دولة كبرى، ونحن أناس بسطاء، ولكن حين نكون جزءاً من كل سوريا التي ستتعامل مع الولايات المتحدة، فسنحفظ لها هذه العلاقة.
رووداو: هل يدعمكم حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب سياسياً وعسكريا؟
درار: هم جزء من التشكيل المنخرط في الجسد السياسي لمجلس سوريا الديمقراطية، كما أن قواتهم تقاتل تحت لواء قوات سوريا الديمقراطية.
رووداو: ولكن هناك من يقول إن حزب العمال الكوردستاني أو وحدات حماية الشعب الكوردية هم من يتحكمون بكم أو يديرونكم؟
درار: أنا كشخص لم يتحدث إلي أحد من خارج إطار السوريين، وخلال اجتماعاتنا كسوريين كانت هناك برامج وسياسات تُقدم، وأعتقد أنه لا يوجد أي توجيه، وإنما هناك كلام مُغرض يُنشر في الإعلام، ويجب عدم الرد عليه بتصوري، لأننا نعرف جيداً الأرضية التي نقف عليها.
رووداو: إذاً ما هي شكل العلاقة بينكم وبين حزب الاتحاد الديمقراطي؟
درار: حزب الاتحاد الديمقراطي هو حزب سوري، وعلاقتنا به كباقي علاقاتنا مع الأحزاب الموجودة داخل حلبة السياسة السورية.
رووداو: هل لديكم سلطة داخل مناطق الإدارة الذاتية، خصوصاً على المؤسسات الأمنية فيها؟
درار: هناك تقسيمات كثيرة وإدارات متعددة الآن، ولا توجد قيادة مركزية ترسم المسارات بشكل عام، ونحن عمل وجسم سياسي، وتتبع لنا قوات سوريا الديمقراطية التي تواجه داعش، والإدارة الذاتية هي جسم إداري يقوم بعمله قبل أن ينشأ مجلس سوريا الديمقراطية، كما أن هناك شكل من أشكال النظام المتمثل بالفيدرالية، وفيها رئاسة مشتركة، وهناك تنسيق بين كل هذه الإدارات، وأعتقد أنه في المراحل القادمة سيكون لكلٍ مكانه الطبيعي الذي من خلاله يكون هناك انسجام في العلاقات السياسية أو العسكرية.
رووداو: هل للرئيسين المشتركين لمجلس سوريا الديمقراطية دورٌ فعالٌ متساوٍ؟
درار: الدور الفعال هو لهيئة الرئاسة التي ترسم المسارات، والمعبر عنها هما الرئيسان المشتركان، لأن نتائج هذه السياسات التي تُرسم، يتم التعبير عنها من خلال الرئاسة، وبالتالي فإن العلاقة في الإدارة الديمقراطية وكذلك القرارات، تكاد تكون مشتركة.
رووداو: هل أنتم مطلعون على المسائل المالية في المناطق التي تسيطرون عليها؟
درار: أنا شخصياً لستُ مطلعاً، حيث أنني توليت هذه المهام منذ فترة قصيرة، أما الرئيسة المشتركة فأعتقد أنها مطلعة لأنها موجودة قبلي، وربما ستكشف الفترة القادمة طريقة العمل المالي والحسابي.
رووداو: كيف تنظرون إلى تركيا، وهل لديكم علاقة معها؟
درار: في تصريحاتنا السياسية نقول دوماً إن تركيا جار كبير، وتمتد الحدود مع تركيا لأكثر من 900 كيلومتر، وهي مؤثرة ومؤسسة لشكل العلاقة معنا، ونرغب بأن تتعامل معنا على أساس سوريا، وليس على أساس المكون الكوردي أو غيره، ولا على أساس دعم مكون على حساب آخر، فهذا الشكل من العلاقة غير مقبول.
رووداو: إذا تمت دعوتك إلى تركيا، فهل ستلبي الدعوة؟
درار: بالتأكيد.
رووداو: كيف تنظر إلى العلاقة المتأزمة بين حزب الاتحاد الديمقراطي وإقليم كوردستان؟
درار: هناك خلافات سياسية كوردية-كوردية، وهم إخوة وأشقاء، والخلافات السياسية يمكن حلها سياسياً، وباعتقادي فإن المسائل السياسية يمكن البدء بها بخطوات إيجابية جادة وطويلة، ولا تتوقف عند جلسة واحدة يُتخذ فيها قرار، لأن القرارات تُنفذ خطوةً خطوة، ونبدأ بالصغير منها لننتهي بالكبير، وهو ما من شأنه حل المسائل السياسية.
رووداو: هل لديك نداء تريد إيصاله لإقليم كوردستان، وبالأخص للحزب الديمقراطي الكوردستاني، ورئيس الإقليم، مسعود البارزاني، لحل هذه الأزمة فيما بين الطرفين؟
درار: إقليم كوردستان نشأ بعد فترة مخاض طويلة، وصراع وصمود، وهذه الفترة اعتمدت على الصبر، وعليه فإنهم ليسوا بعيدين عن مبدأ الصبر من أجل حل المشاكل، وأنا أدعوهم لممارسة الحكمة الكوردية ليتمكنوا من خلالها إعادة العلاقات وتوحيد الطرفين الكورديين المتنافسين في سوريا، وأن يقيم الطرفان شكلاً من أشكال العلاقة مع إقليم كوردستان، وهذا الشكل سيكون منفذاً واسعاً، وفيه مصلحة للمنطقة ككل، وأعتقد أن بإمكان إقليم كوردستان والرئيس البارزاني تحقيق ذلك، فهو يملك من الحكمة ما يؤهله لتحقيق هذا الهدف.
رووداو: المجلس الوطني الكوردي، وكذلك قيادة إقليم كوردستان، يقولون إن هناك اتفاقيات "أربيل ودهوك"، وأن حزب الاتحاد الديمقراطي هو من خرق هذه الاتفاقيات، ماذا تقولون في هذا الإطار؟
درار: تحت جسر هذه الاتفاقيات مرت مياه كثيرة، وعلينا أن نعيد قراءة هذه الاتفاقيات من جديد بعد هذه المدة الطويلة التي انقضت عليها وأصبح يغطيها الكثير من الغبار، وعليه يجب وضع اتفاقيات جديدة، وهناك أطراف منحازة لصالح المجلس الوطني الكوردي ضد من هم موجودون فعلياً ويعملون في الداخل، حيث يرفضونهم كسياسيين وكمعارضين.
الائتلاف السوري يفاوض النظام، وفي نفس الوقت يتهم من في الداخل بأنه شكل أو وجه آخر للنظام، وعلينا أن نتحلى بالشجاعة ونعترف بأن السياسات قد تغيرت، وعلينا البدء برسم سياسة صحيحة بوجود الطرفين، وأنا أدعو الائتلاف بالتوجه إلى الداخل والبدء بإعادة حساباته، وأن يصبح متواجداً ويفتح مقرات له داخل سوريا إذا كان يريد أن يقاتل النظام مع قوات سوريا الديمقراطية.
رووداو: ولكن هذه الجهات محظورة وممنوعة؟
درار: لا يستطيع أحد منع الائتلاف من ذلك، وحتى موضوع إغلاق المكاتب متعلق بالصراعات السياسية، وخلال أول جلسة على طاولة الحوار السياسي لإيجاد حل للمشاكل، سيتم فتح كل المكاتب، والائتلاف السوري إذا أراد الجلوس على طاولة المفاوضات، سيكون بمقدوره افتتاح مكاتب له في القامشلي بدلاً من إسطنبول، ويقود السياسات مع الآخرين في الداخل، من أجل تحرير دمشق انطلاقاً من القامشلي (إذا كان يريد)، لأن إسطنبول بعيدة.
رووداو: برأيكم كيف يمكن حل الخلافات الموجودة بين حزب الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكوردي؟
درار: أنا صديق للطرفين، وأعلم تماماً استعداد مجلس سوريا الديمقراطية للجلوس والحوار مع كل القوى السورية، فما بالكم بالكورد، فالقوة الكوردية الموجودة هي قوة شقيقة وحليفة ضد النظام تاريخياً، وأعتقد أن علينا رسم سياسات حقيقية، تبدأ بفرد كل المشاكل على الطاولة، ومن ثم نختار ما هو أقرب للتنفيذ، وبعد ذلك يمكن بناء العلاقات خطوةً تلو الأخرى للوصول إلى النتيجة الأكبر التي من شأنها توحيد القرارات والمسارات، ولن أقول بأنها ستوحد الانتماءات والانتسابات.
رووداو: هل بإمكانكم الضغط على حزب الاتحاد الديمقراطي للجلوس على طاولة المفاوضات؟
درار: علينا النظر إلى مصلحتنا ككل، والضغط من خلالها، وليس الضغط الفردي أو الشخصي أو المعنوي، فهناك مصالح علينا أن ندرسها بشكل جيد، وأعتقد أن المصالح التي نراها أمامنا تكمن في لقاء الأشقاء وليس من خلال الصراع فيما بينهم، لأننا أمام خصم شرس "النظام"، وصراعاتنا البينية ستمنحه قوة أكبر، ونحن بحاجة لمد أيدينا لبعضنا للوصول إلى النتائج المرجوة في مواجهة النظام.
رووداو: المعارضة تقول إن هناك قوات أخرى تتحكم بحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا، ما ردكم؟
درار: هذا كلام يُقال، ولكن الواقع هو أن هناك إرادة وإدارة حقيقية في الداخل تواجه داعش بإرادة سورية، وبإرادة أبناء المنطقة الذين تضرروا من هجمات تنظيم داعش، وتحملت وحدات حماية الشعب مهمة الدفاع عن تلك المنطقة، كما دُمرت بعض القرى وتم تهجير الناس، واتهم تنظيم داعش قواتَ سوريا الديمقراطية بذلك، وهذا كذب وافتراء، وكذلك ما حصل في كوباني يؤكد أننا (أبناء دم)، ونستطيع من خلال دماء الشهداء الوصول إلى حل.
رووداو: قوات بيشمركة إقليم كوردستان ساندت وحدات حماية الشعب في تحرير كوباني، ولكن الوحدات الكوردية، وكذلك قوات سوريا الديمقراطية، يمنعون دخول "بيشمركة روج" إلى كوردستان سوريا، لماذا؟
درار: من واجب الإقليم أن يتقدم ويحارب في كوباني دون تأخير، وهذا شرف القتال، كما أن هناك شرفاً آخر عندما تقدم "الجيش الحر" وأرسل مقاتلين باسمه، فالعقيد عبدالجبار العكيدي شارك بأكثر من 200 مقاتل، وهذا شرف كبير للدفاع عن المنطقة، وكل هذه النقاط تُعتبر إيجابيات في المستقبل، وأعتقد أن إدارة الصراعات في المناطق الأخرى يمكن أن تكون أكثر حكمة للوصول إلى نفس النتائج.
رووداو: هل أنتم مع عودة "بيشمركة روج" إلى مناطقهم لمحاربة داعش؟
درار: كل القوات، وكل أبناء سوريا من السياسيين وغير السياسيين، بإمكانهم العودة إلى سوريا، ويجب أن يعودوا بكل حرية، وليس على أرضية التنافس والصراع وكسر الأيدي، بل على أرضية التفاهمات، ومن حق كل الناس أن يعودوا، على ألا تكون العودة من مبدأ (عُدنا بالقوة)، وهذا الكلام يجب ألا يُرفع كشعار، بل يجب أن تكون العودة على أساس أنها حق طبيعي وأن العودة تهدف لتحرير الوطن من داعش.
رووداو: كيف تنظر إلى موقف المعارضة السورية من القضية الكوردية؟
درار: المعارضة السورية لا تزال تحمل عقلية حزب البعث، ولازالت تنظر إلى القضية الكوردية على أنها قضية انفصال، ولازال الكثير من المثقفين ينظرون إلى الكورد على أنهم (بدون)، ويجب تغيير هذه الذهنية، وأعتقد أن الانتصارات تلو الأخرى ستغير الأفكار، وهؤلاء ستتغير أفكارهم (شاؤوا أم أبوا)، لأن الانتصارات في المنطقة، وطرد تنظيم داعش الذي يصب في مصلحة سوريا، ستكون سبباً لكي يُقال لهم: اسكتوا لأنكم كنتم مخطئين، والآن يجب أن تراجعوا أنفسكم، وإلا ستظلون على الهامش في المراحل القادمة.
الائتلاف يضم "أسعد الزعبي" الذي لا يتوقف عن توجيه التهم للكورد ككيان، وهو لا يميز بين هذا ذاك، بل يشمل الكل، وهذا عار على الائتلاف عندما يعمل أمثال هؤلاء في العمل السياسي المعارض، وأنا أحملهم مسؤولية تواجد أشخاص كهذا، والذي لا يُعتبر معارضاً، بل مجرد جزء من النظام القديم.
رووداو: إذا هل يمكن القول إن الائتلاف خذلَ المجلس الوطني الكوردي من خلال وعوده بحل القضية الكوردية؟
درار: الائتلاف لم يفي بوعوده تجاه المجلس الوطني الكوردي، وحتى الهيئة التي حملت وثيقتها وتوجهت إلى لندن، لم تتفوه بكلمة واحدة عن المكونات الأخرى،وتحدثت بألفاظ مشابهة لتلك التي يستخدمها حزب البعث، وبالتالي عندما لا يتم الحديث عن دور المكونات في بناء سوريا المستقبل، فإننا باعتقادي نعيد سياسة النظام على أرضية وطنية كاذبة، ونحن نريد مواطنة حقيقية يشارك كل فرد فيها بحسب إمكاناته وبدون تمييز، كما نُحمل الائتلاف السوري مسؤولية عدم إعطاء الكورد دورهم الحقيقي، والمشاركة في جنيف مجرد واجهة وديكور ولا تمثل شيئاً.
رووداو: أنت كسياسي مُطلع على القضية الكوردية، هل تؤمن بوجود جزء من كوردستان في سوريا باسم "كوردستان سوريا أو غربي كوردستان"؟
درار: (كوردستان التاريخية من حقها أن تكون كوردستان)، وأن تعيش كيانها، والكورد هم القوم الوحيد الذي ليس له دولة، وأعتقد أن من حق هؤلاء إقامة دولتهم، ولكن التقسيمات الأربعة لكوردستان، أصبحت بعد التفاهمات والتقسيمات الدولية الجديدة جزءاً من مناطق أخرى، وهذه المناطق يجب أن تُدار ضمن حقوق المواطنة، وحقوق الإنسان التي تعترف بها المنظمات الدولية، وحتى لو تضمنت هذه الحقوق تقرير المصير، فيجب الموافقة على ذلك، فلكل فئة تمتلك كيانها الخاص الحق في تقرير مصيرها، وهذا الحق ضمنته المقررات الدولية وحقوق الإنسان، وعلينا الدفاع عنها إذا أردنا الدفاع عن قضايانا الكبرى، مثل القضية الفلسطينية والوحدة العربية.
روواو: إذاً للكورد الحق في إقامة دولة في المناطق الكوردية بسوريا؟
درار: سأكون موضوعياً، ولن أتحدث عن مسألة وجود أو عدم وجود حق في ذلك، وأقول إن من حق الكوردي أن يقيم دولته حيثُ وُجد، إذا أراد أن يقيمها، كما أن عليه أن يدرك المصالح، فإن شاء بعد ذلك، فليفعل ما يشاء.
رووداو: كيف تنظرون إلى الاعتقالات التي تقوم بها قوات الأمن الكوردية "الأسايش" في كوردستان سوريا، وكذلك إغلاق مكاتب المجلس الوطني الكوردي؟
درار: قوات "الأسايش" تقوم بعمل الشرطة، وعملها محكوم بالقانون الذي تدار به المنطقة، وبالتالي فهي تصدر قراراتها بناءً على ذلك القانون، وعلى الجميع الالتزام بهذا القانون والانضباط به، ونحن جميعاً سنواجه الأخطاء التي تحصل "إذا حصلت"، ويجب ألا نُكرس بعض الأخطاء من أجل أن نقول (إنهم مخطئون)، كما أننا لا نعتمد على الإعلام لأنه لا يحل المشاكل، بل إن قوة الإعلام تكمن في صناعة الرأي الآخر، وأن يقول إن (هناك مشكلة على الشكل التالي) كما هي دون أي شكل من أشكال التعليق، أما نقل وجهة نظر طرف دون الآخر، فهذا يعتبر منافياً للشفافية الإعلامية، وعليه عندما تحدث مشكلة، يجب معرفة وجهة نظر الطرف الآخر حول سبب حدوثها، ولماذا تصرف بهذا الشكل.
من هنا أقول إنه لا يجوز توقيف أي سياسي، بل يجب أن يعمل بمنتهى الحرية لأن هذا حق مُصان له بحكم الديمقراطية وحقوق الإنسان وحرية العمل السياسي والرأي والرأي الآخر، كما يجب فتح مقرات لكافة الأحزاب، وكما قلت سابقاً، فحتى حزب البعث يجب أن يمتلك هذا الحق، لأننا لا نطالب بإلغائه وفنائه، لا هو ولا غيره من الأحزاب، فكلها تمتلك مبادئ تؤمن بها، ونحن بشكل عام ضد الاعتقالات وإغلاق مكاتب الأحزاب السياسية، ولكن بالتفاهم وفقاً للقانون والاحتكام إليه، فعندما يُطبق القانون، فلن نستطيع أن نقف ضدّ شيء.
تحرير: أوميد عبدالكريم إبراهيم