العراق/بغداد
كشف تصريح النائبة نهلة الهبابي، بشأن إرسال رجب أردوغان رسالة "تهديد" لرئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، في ما يخص معركة تحرير تلعفر، عن الكثير مما سيجري في الفترة المقبلة.
يبدو أن الحرب بين العراق وتركيا، لا بد لها أن تندلع، فبعد أن بدأت بوادرها العام الماضي، خاصة بعد التصعيد التركي من خلال وجود قواتها داخل الأراضي العراقي، والتصريحات الاستفزازية التي أطلقها أردوغان ضد العبادي، وصلت الآن إلى مرحلة "جدية وحاسمة"، وستكون حرب بكل تفاصيلها، وأيضا ستؤدي لحرب "مكونات" داخل العراق.
الهبابي بينت اليوم في تصريح لها أن اردوغان أوصل رسالة إلى رئيس الوزراء حيدر العبادي، مفادها أنه إذا تقدمت القوات العراقية نحو تلعفر، فهذا يعني تقدم القوات التركية نحو القضاء أيضا.
رسالة أردوغان معناها أمر واحد، حرب في الأراضي العراقية، ومواجهة عسكرية ستكون نتائجها "مدمرة" للبلدين.
فبعد أن فقد اردوغان الموصل، وتبدد حلمه بالسيطرة على أي جزء منها، يحاول الآن أن يتمسك بتلعفر، وبكل الأشكال، من دعم التنظيم وإمداده بكافة المعدات والأسلحة، ومن جهة أخرى، الدفاع عنها بـ"شخصه" وأنه مستعد لخوض حرب وتحريك جيشه، من أجل عرقلة تحريرها وفرض سيطرته عليها.
"المستهتر" أردوغان، لا يتورع عن اعتماده أي أسلوب من أجل مصالحه، حتى وصل به الأمر إلى تهديد رئيس وزراء، ربما ستكون خطوة العبادي أكثر "عقلانية" لكن، مواجهة دكتاتور لن تكون يسيرة أبدا، شئنا أم أبينا.
وبحسب الهبابي، فأن العبادي يركز في الوقت الحالي على تحرير ما تبقى من مدينة الموصل، لتكون القوات العسكرية متفرغة وعلى استعداد تام لمواجهة أية تحديات أو احتمالات ممكن أن تحدث أثناء انطلاق عمليات تلعفر.
هذه الجملة الأخيرة، كشفت عن عزم العبادي على الدخول بمواجهة عسكرية مع جيش أردوغان، ويبدو أنه أبتعد عن الرد من خلال التصريحات، وحان الوقت لمواجهة حقيقية تضع حدا لهذه الانتهاكات.
قبل أيام اقتحمت مقاتلات تركية الأجواء العراقية، ووصلت للعمق العراقي وقصفت جبل سنجار، ومن ضمنها مقر للبيشمركة، وأدى إلى مقتل وإصابة العديد من الجنود، وبحسب المصادر، فأن المقاتلات التركية قصفت المنطقة بـ20 صاروخ.
انتهاك الأجواء وتنفيذ تركيا لضربات داخل العمق العراقي، شهدت ردود دبلوماسية رسمية من العراق، دون أي خطوة لوضع حد لهذه التجاوزات، إلا أن فصائل الحشد الشعبي وقادتها، أكدوا أنهم جاهزون لمواجهة أردوغان وأي اعتداء، وهذا ما أكدته الهبابي، حيث بيت أن قوات الحشد سيكون لها دور مهم في عملية تحرير تلعفر، خاصة وأنهم الآن يطوقون القضاء وعلى مشارفه.
داخليا..
عزم العبادي على إنهاء معركة الموصل للبدء بتحرير تلعفر، هو ضمانة لتفرغ القوات الأمنية وكافة التشكيلات، ولا توجد معركة أو جبهة قائمة، ليتمكن من إشراك أغلب القوات بهذه العملية، التي من المتوقع أن تتحول لحرب دولية.
هذا العزم، يتضمن في طياته، حربا داخلية بوادرها ظاهرة منذ فترة، إذ أن أغلب عناصر تشكيلات القوات الأمنية هم من المكون الشيعي، بالإضافة إلى الحشد الشعبي، وهؤلاء هم من بدأوا حرب التحرير وهم الآن على مشارف زف بشرى النصر النهائي، ومع كل هذه المعارك، ظهر "ساسة أردوغان" في العراق، وكالوا التهم للقوات المحررة، واتهموها بتنفيذ حرب "ثأر" وإبادة للمكون السني، وهدفهم تدمير المناطق السنية واعتقال رجالها.
المنابر التي أطلقت هذه التصريحات، لم تُقدر الشهداء الذين سقطوا في أرض معركة التحرير، بل لم يبقوا أي حرمة لجميع التضحيات التي قدمت من أجل استعادة مدنهم، فكيف سيكون موقفهم في حال اندلعت معركة بين العراق وتركيا!!!.
تركيا التي تعد الراعي الرسمي لأغلب "الساسة السنة بالعراق" وتاج راسهم، وخاصة حكام نينوى المحليين، ستكون الطرف الذي سيرفع هؤلاء الساسة علمها، وينزلون علم العراق في المواجهة العسكرية، وسيطلقون تصريحات أشد من التي أطلقت الآن، في وقت يقاتل فيه "الشيعي" دفاعا عن الوطن، وهم مهمتهم إطلاق الشعارات وتجهيز حقائبهم للسفر إلى أنقرة!!.
وادي السلام التي استقبلت جثامين من سقط دفاعا عن ثلث العراق، ستبقى تستقبل التوابيت ذات العلم، ولن تتوقف عن ذلك، على ما يبدو.
الوضع الداخلي، وفي حال اندلاع الحرب مع تركيا، سيكون على حافة حرب مكونات أو طائفية، خاصة وأن اغلب المكونات السنية، ستنسحب من المعركة وستبقى المكونات الشيعية في الجبهة، ما سيثير التوتر و"الاحتقان" بين المكونات!!.