العراق/بغداد
بدأ الأمر في عام 2014، لحظة إعلان نتائج الانتخابات النيابية، وداخل القاعة التي شهدت إعلان النتائج وبحضور أعضاء المفوضية وكافة وسائل الإعلام، وكان البث مباشرا على أغلب القنوات الفضائية العراقية، إذ تم تشغيل النشيد الوطني "موطني" عبر مكبرات الصوت داخل القاعة عند الإعلان عن حصول نوري المالكي على 750 ألف صوت في الانتخابات، من هناك، بدأت قصة المالكي مع الأناشيد في المؤتمرات.
هوس المالكي بالسلطة، جعله يقترب من شخصية "الدكتاتور" لاسيما مع وجود المتملقين، الذين يتصرفون لحالهم دون أي أوامر أحيانا، وأحيانا أخرى بأوامر من حاشيته، هؤلاء المتملقون أحيانا "لا يحسنون التصرف"، أو هناك من يحاول أن يوصل له رسالة معينة، فما الذي حصل معه؟.
بعد نشيد موطني في قاعة إعلان نتائج الانتخابات، الذي أشر بوضوح إلى سطوة المالكي، وأنه "القائد الضرورة"، جاء مؤتمر المصالحة في محافظة النجف قبل أيام، في هذا المؤتمر تغيرت الموازين، ليكون هناك احتمالين، أما المتملقين فهموا الموضوع بالخطأ أو هناك من أساء، إذ دخل المالكي للمؤتمر على وقع أنشودة "لا والله والعباس" وختم كلمته على أنشودة "يا كاع ترابج كافور"!.
هذه الأناشيد "الحماسية" كتبت ولحنت لصدام حسين، وليس للعراق، أعدت أيام الحرب العراقية الإيرانية، لتحفيز المقاتلين والشعب، حقبة كهذه، التي عارضها المالكي ذاته، لا تصلح أناشيدها للإشادة بأي شخصية حاليا، لكن على ما يبدو فأن المقربين من المالكي معجبون بهذه الأناشيد وبحماسيتها، لذلك زامنوا تشغيلها مع "خطواته المباركة"!!!.
من جانب آخر، ألم يكن المالكي معارضا لصدام، ومنتميا لحزب الدعوة منذ عقود، السؤال، لماذا يعيد خطواته ذاتها؟ لماذا يتحرك على وقع أنغام حماسية، وهو المسؤول عن ضياع ثلث العراق، وليس تحريره، فماذا كان سيفعل المالكي لو هو المسؤول عن تحرير الأراضي من داعش، هل كان سيتحول لفرعون ويحمل على الأكتاف؟.
وبالعودة لمؤتمر النجف، هل كان المسؤول عن بث هذه الأغاني بالتزامن مع دخول وكلمة المالكي، يحاول أن يوصل له "رسالة"؟ هل حاول أن يبلغه بأنه "دكتاتور" عبر هذه الطريقة؟ وهل تمت معاقبة المسؤول عن ذلك، أم أن المالكي "فرح" بهذه الأناشيد ولم "يستوعب الرسالة"؟!!!.