كشف مصدر مطلع، الأربعاء، عن "شبهات فساد" في وزارة الدفاع تتعلق بصفقة سيارات إسعاف لصالح القوات المسلحة كانت الوزارة قد تراجعت عنها لـ"أسباب مجهولة"، مشيرا إلى وجود مساعٍ لتمرير الصفقة لصالح شركة إماراتية يديرها "مقرب" من وزير التخطيط سلمان الجميلي وبضعف الكلفة.
وقال المصدر، إن "وزارة الدفاع العراقية كانت قد وقعت عقدا مع شركة (تاتا دايو) الكورية لتجهيزها بـ 200 سيارة إسعاف ذات سرير واحد وسريرين، للحاجة الماسة لها في نقل جرحى القوات المسلحة نتيجة المعارك الضارية التي تخوضها ضد تنظيم داعش منذ عام 2014".
وأضاف، أن "العقد وقع بين العراق والشركة الكورية في عام 2016 الماضي، وبمدة تسليم أقصاها الـ30 من حزيران 2017 للدفعة الأولى"، مشيرا إلى أن "وزير الدفاع عرفان الحيالي تدخل شخصيا لتسريع موعد تسليم الدفعة الأولى من الصفقة، لما تمثله من أهمية، حيث يفقد العراق يوميا جنودا وعناصر في القوات الأمنية نتيجة عدم توفر سيارات الإسعاف الفوري".
وتابع المصدر، أن "الشركة استجابت لطلب الوزير وأرسلت الدفعة الأولى على وجه السرعة، حرصا على علاقاتها الوطيدة مع العراق، خاصة وأنها قد قامت في عام 2009 بتجهيز البلاد بـ2570 عجلة تخصصية، ما تزال تخدم لدى الجيش العراقي"، مؤكدا أن "الدفعة وصلت إلى البلاد في الثاني من شهر أيار الحالي، أي قبل شهرين من موعد التسليم المتعاقد عليه".
ولفت المصدر إلى أنه "قبيل وصول الدفعة إلى ميناء أم قصر في البصرة، تلقت الشركة قرارا مفاجئا من وزارة الدفاع يقضي بإيقاف الشحنة التي كانت لا تزال في عرض البحر، وهو أمر لم يكن ممكنا، وجاء متناقضا مع طلب الوزير السابق"، منوها إلى "عدة زيارات قامت بها وفود من وزارة الدفاع إلى الشركة الكورية للاطلاع على النموذج الأولي لسيارة الإسعاف وقد حظي بموافقتها".
وبين أن "آخر زيارة أجراها وفد من الوزارة كانت خلال شهر نيسان الماضي، بهدف فحص الدفعة الأولى، حيث لم يبد أي رفض أو تحفظ على الشحنة، ثم تلتها رسائل الكترونية تلقتها الشركة من وزارة الدفاع تسأل عن موعد وصولها".
وكشف المصدر، عن "معلومات كانت السبب الحقيقي لإيقاف عقد ساري المفعول وإحداث إرباك في ملف صفقة مكتملة"، لافتا إلى "وجود منافس كان قد فشل في الحصول على العقد".
وقال إن "شركة (NAFFCO) الإمارتية فشلت في منافسة الشركة الكورية، بسبب تفاوت الأسعار الكبير جدا لصالح شركة (تاتا دايو)"، مشيرا إلى "تواجد وفد من الشركة حاليا في بغداد لغرض بث الحياة في الصفقة لصالحها من جديد، على حساب إيقاف عقد شركة (تاتا دايو)، مقابل عمولات ورشاوى تقدم لمتنفذين".
وذكر أن "إيقاف عقد الشركة الكورية ما يزال دون تبرير رسمي حتى الساعة، على الرغم من حساسية الصفقة التي تتعلق بدماء مقاتلين غيارى في جبهات قتال داعش الملتهبة"، مؤكدا "وجود ارتباط وثيق للشركة الإماراتية بوزير التخطيط وكالة سلمان الجميلي".
وأوضح المصدر، أن "شركة (NAFFCO) الاماراتية التي تسعى إلى بيع سيارات إسعاف للعراق بكلفة مضاعفة عن عرض شركة (تاتا دايو) الكورية، تدار من قبل نجل أخت وزير التخطيط سلمان الجميلي"، مضيفا أن "باستطاعة الجميلي ونجل أخته التلاعب بالموافقات اللازمة لتمرير الصفقة، وخاصة ما يتعلق منها بالتخصيصات المالية التي ترتبط بعمل وزارة التخطيط".
وطالب المصدر، رئيس الوزراء حيدر العبادي والجهات المختصة ومن بينها هيئة النزاهة ومكتب المفتش العام في وزارة الدفاع، بـ"متابعة ملف الصفقة والكشف عن ملابسات إيقافها ومحاولات تجيريها إلى شركة أخرى بكلفة عالية مقابل عمولات، وعلى حساب أرواح أبناء القوات المسلحة العراقية، في وقت تحتاج فيه تلك القوات إلى كافة أنواع الدعم والمؤازرة".