داعش .. نداء الإستغاثة الأخير !

آخر تحديث 2017-05-21 00:00:00 - المصدر: الحشد الشعبي

كتابة وتحليل :
سارة سلام
محمد البغدادي

يظهر جلياً من الاصدار الاخير لداعش و الذي بثه قبل يومين بعنوان “لبوا النداء” .. على هامشِ خفافاً وثقالاً !

أظهر أن التنظيم يعيش في هذه الفترة حالة مشابهة لأيام نشأته الاولى ، اي انه عاد الى نقطة الصفر من جديد ، بعد خسارة 96% من مناطق سيطرته في العراق و أكثر من 80% من الاراضي السورية بمعارك عديدة خاضها الطرفان تمكنا فيها من انتزاع مساحاتٍ واسعة من التنظيم خاصة في العام الاخير و لغاية الان .

الصور الاولى في الاصدار تُظهرُ اعداداً قليلة من عناصر داعش لا تتجاوز اعدادهم المئة أغلبهم من القاصرين أو كبار السن و انحسار نسبة ظهور الشباب فيه، كما ان الاصدار يعود بنا الى الايام الاولى لانطلاق التنظيم ، وكيف إستقطب المتطرفين من خلال الخطب التحريضية والحث على القتال والعزف على الوتر الطائفي (الحرائر واخواننا في السجون) ، ما يؤكد فقدانه لاعداد هائلة من مقاتليه الشباب في مناطق كثيرة ، بين مقتول وهارب او معتقل !
و بالتفصيل اكثر فإن هذا الاصدار قد خلا من المشاهد القتالية و العمليات العسكرية و اعتمد داعش فيه على مشاهد قديمة، وبعض من كلمات الملامة و التوبيخ لعناصره الهاربة الذين وصفهم بــ(النساء) تحت قول “يا نساء بعمائم و لحى”، ليستند (الاصدار) على خطبٍ داخل الجوامع تحرض الناس ، باستخدام ايات قرآنية و احاديث مؤولة لحثهم على الجهاد والقتال في صفوف التنظيم حتى و إن كان القتال من أماكنهم ! ليوجه داعش بوصلة نداءه للنساء بالتطوع والقتال و الى الشباب المسلم في اوروبا بتنفيذ هجماتٍ في البلدان التي يقطنوها ، و اشارة واضحة الى التحالف العربي الدولي و وصفه بالتحالف الصليبي و التحريض على استهدافه و استهداف الدول المشاركة فيه .

وبتحليل المشاهد المستخدمة في المساجد فإن اغلب الخطب التحريضية التي ظهرت في الاصدار كانت من داخل مساجد سوريا ، ولم تظهر اي خطبة من داخل العراق، كذلك فإن الاصدار يدل بشكل واضح على انتقاله من سوريا و العراق الى “ولايات” اخرى اما في اليمن او ليبيا و سيناء و خراسان ، بقول “اخلص نيتك و جددها و ان لم يتيسر لك تلبية النداء في الشام والعراق فيمم وجهك الى ولاية من ولايات الدولة الاسلامية ، فهذه اليمن و ليبيا وسيناء و خراسان و شرق اسيا وغرب افريقيا والقوقاز تفتح ابوابها لمن اراد نصرة دين الله”.
ما يؤكد ان داعش خسِر كلياً في العراق وسوريا و لا مجال لاعادة لملمة تشكيلاته في هذه المناطق و بدأ باللجوء الى دول أخرى .

مما سلف يتبين جلياً ان التنظيم فقد قدرته في ضم مقاتلين جدد ولعدة اسباب :

1/ انكشاف الهدف الحقيقي للتنظيم ، وظهوره على حقيقته بانه عصابات قتل ونهب وسلب تحمل غايات مادية تدميرية بعيدة عن الاسلام وتعاليمه الحقيقية ، بعكس ما كان يروج له بان عناصره يدافعون عن الاسلام وعن السنة .

2/ انقطاع الطرق الرئيسية التي كان يدخل منها المقاتلون الجدد الى داخل الاراضي التي يسيطر عليها التنظيم ، وذلك بفضل قوات الحشد الشعبي والذي يمسك بالحدود الادارية والاقليمية للعراق .

3/ مقتل اغلب المتخصصين بالتجنيد ، بالإضافة الى خسارتهم كل معسكرات التدريب التي كانوا يدربون فيها عناصرهم الجدد.

4/ فقدانهم للقاعدة الجماهيرية التي اعتمدوا عليها في التجنيد والتنقل والسيطرة .