يقترب الحشد الشعبي يوما بعد آخر من تحرير ناحية القيروان، (120 كم غرب الموصل)، التي تعد من أهم معاقل تنظيم “داعش” الإجرامي لقربها من الحدود السورية والتي عن طريقها يتم نقل المد اللوجستي من الحدود إلى معاقله الأخرى.
وتسعى قوات الحشد الشعبي من خلال السيطرة على القيروان إلى مسك الحدود وتضييق الخناق على عصابات داعش وقطع جميع إمداداتها، وذلك من خلال عمليات عسكرية واسعة النطاق تهدف بالدرجة الأولى إلى إعادة أهالي الناحية الذين عانوا الأمرين طيلة الفترة الماضية إلى منازل سكناهم والاقتصاص لهم من داعش.
وشهدت الناحية جرائم عدة ارتكبها التنظيم من بينها إبادة قرية كوجو ذات تعداد 1200 نسمة حيث تم قتل الرجال وخطف الأطفال وتجنيدهم وسبي النساء، وبالإضافة إلى إجراء تغيير سكاني واسع من خلال إبادة الايزيديين الذين يشكلون الغالبية العظمى للناحية.
كما شهدت حملة إعدامات بالصواعق الكهربائية، وإعدام العشرات من أبناء العشائر، وتفجير المنازل، ونزوح المدنيين خارج ناحية القيروان، فضلا عن عمليات لخطف المدنيين والصحفيين وضباط الجيش والشرطة والمراتب.
وتقسم القيروان إداريا إلى مركز الناحية بليج التي يبلغ عدد سكانها نحو 8 آلاف من العرب، وقرية تل البنات البالغ عدد سكانها 22 ألف 85% من الايزيديين و15% من الكرد المسلمين، علاوة على قرية تل قصب يصل عدد سكانها 25 ألف 80% من الايزيديين و20% من المسلمين.
وتضم كذلك قرية كوجو التي كان يقطنها نحو 1200 من الايزيديين، وقرية الحاتمية التي يبلغ عدد سكانها 2000 من الايزيديين، وهناك العديد من القرى الأخرى ذات التنوع السكاني.
وكان لإبطال فوج لالش الايزيدية بإمرة “خال علي” التابع الى لواء الحسين 53 بإمرة السيد مختار الموسوي الدور الكبير في تحرير مناطقهم “تل بنات” و”تل قصب”، ويتولون حاليا مسك الأرض وتأمين المنطقتين بعد تحريرهما بالكامل.
وأكد ابو مهدي المهندس/ قيادة الحشد الشعبي في تصريح له، اليوم الأحد، ان جميع القرى المحررة في محيط القيروان ستعود لاهلها لا سيما الايزيديين منهم، داعيا الايزيديين الى الاحتفال بالخلاص من داعش وعودة مناطقهم.
وخاطب المهندس الايزيديين بالقول: “سنقف درعا للدفاع عنكم وعدم السماح بتكرار الماساة التي تعرضتم لها”، مؤكدا ان “الايزيديين قاتلوا معنا لتحرير قراهم وتسلحوا بالقوة والصبر”.
يشار بهذا الصدد إلى أن وسائل إعلام مغرضة شنت حملة مؤخرا حاولت من خلالها النيل من الحشد الشعبي والاساءة للعمليات العسكرية التي يقوم بها لتحرير المناطق الايزيدية، إلا أن ما تحقق خلال الساعات الماضية كان كفيلا بكشف عمليات الزيف والتضليل الإعلامي.