العبادي.. من "العمامة" إلى "العكال"!

آخر تحديث 2017-05-23 00:00:00 - المصدر: زوراء

العراق/بغداد

سياسة المحاور، التي فرضت على العراق بعد 2003، أصبحت المتحكم الأول والأخير بالقرار السياسي وبـ"شخوص" ساسة البلد ومناصبهم، وكل من يعتلي هرم السلطة في العراق، لا بد له أن يختار "محورا"، رغم أنه جاء بناء على إرادة سياسية "إشكالية"، فأنه سيكون أمام خيارات، أما البقاء على علاقته مع من أختاره أو التوجه لمحور آخر يجده "أنفع"!.

رئاسة الوزراء في العراق، باتت حكرا لائتلاف دولة القانون، رغم إبعاد نوري المالكي عنها، فأن حيدر العبادي، هو من ضمن الائتلاف، وبعد اختياره، من قبل التحالف الوطني وحصوله على إجماع المكونات الأخرى، فأنه يحاول جاهدا أن "ينسلخ" من "العمامة" ويتجه لـ"العكال"!.

بعد حزم إصلاحه الإدارية والمالية، وتفويضه من قبل الشعب، بدأ العبادي، بعد تلك المرحلة، قبل قرابة العامين، بالتخلي عن المحور الشرقي للعراق، وأبتعد، بحسب التصريحات التي يدلي بها، وكما يرى مراقبون، عن "البيت الشيعي"، وأختار جزءا منه ليتحالف معه، منهم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، الذي يقف بالضد من "المحور الشرقي".

مؤخرا أثبت العبادي، أن تحركاته باتجاه "المحور الغربي" جدية، خاصة بعد توطيد علاقته بالإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة ترامب ومستشاره كوشنر، ودفاعه عن المشاريع التي طرحوها، وسيجري تنفيذها في العراق، مع الأخذ بنظر الاعتبار، علاقة واشنطن "المتينة" مع دول الخليج.

فرض الإرادة الأمريكية الخليجية، سيكون على ما يبدو ممكنا، وأنه مهما حصل من خلافات دبلوماسية بين العراق وجيرانه في "المحور الغربي" ستحل بـ"العتب"!.

قضية إطلاق سراح القطريين في العراق، وما رافقتها من إشكالات بخصوص أموال الفدية، وظهور العبادي بمؤتمر صحفي، كشف عن وضع العراق يده على الأموال التي هي 500 مليون دولار، وسحبها من الطائرة القطرية في العراق، ورد وزير الخارجية القطري على ذلك، حيث أبدى "استغرابه" من تصريحات العبادي، ونفى تهمة "غسيل الأموال"، جاء اليوم، الوزير القطري لبغداد والتقى العبادي.

لقاء العبادي بوزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، لم يكن كما أعلن لبحث التعاون الثنائي، بل لبحث مصير الأموال وتقوية الروابط الخليجية العراقية، خاصة وأنه جاء اليوم، بعد قمة ترامب في السعودية، التي حضرتها كل دول المنطقة.

السعودية، التي أبعدت معصوم عن القمة، وجعلت حضوره شكليا، بل "أهانته"، ربما وقع الاختيار على الوزير القطري، لإبلاغ العبادي بملخص القمة، وما دور العراق فيها، كونه الأقرب من معصوم لهم، خاصة وأن معصوم "خارج التغطية"!.

لقاء اليوم، وبحسب مصادر، جمع بين الحديث عن إعادة الأموال لقطر، إضافة إلى ما تم الاتفاق عليه في العاصمة الرياض، بين دول المنطقة وترامب، وما هي الخطة الواجب تنفيذها، وجاء اللقاء بالتزامن مع رفض إيران لهذه القمة، وإدلاء مسؤوليها بتصريحات "نارية" ضد السعودية وترامب، كما دافع الرئيس حسن روحاني عن "الشعب العراقي" كونه المواجه الأول للإرهاب ولم يعطى فرصة بالقمة، في خضم هذه "المهاترات" جلس العبادي مع قطر، وتلقى دعوة من أميرها لزيارتها.

وبالإضافة لتحركاته السياسية الخارجية، فأن العبادي فجر مؤخرا "مفاجأة" من العيار الثقيل، حيث هاجم عصابات الخطف في بغداد، وقال "احنة قاتلنا النظام البعثي والدموي من أجل أن تحكمنا عصابات"، حديث العبادي هذا، كثر تأويله وتداوله، وبعيدا عن الجهات التي يقصدها العبادي بجملته هذه، فأن ما يقوله هو "رسالة مشفرة" يوصلها وبلسانه وليس عبر "أفعال" في الشارع.

فهل ستكون المرحلة المقبلة، أو ما تبقى للعبادي من مدة في الحكم، هي مرحلة سياسية جديدة للعراق، الذي تعود "أسلوب" سياسي منذ 14 عاما؟.