على الحدود العراقية السورية، عسكر الصائمون في الصحراء بعد وصولهم اخر النقاط (قرية ام جريص) التي شهدت عمليات مباغتة احالت التوقعات الى واقع، حيث طوى المقاتلون بلا توقف عشرات الكيلومترات من محيط تلعفر مرورا بقرى شمال البعاج المتاخمة لسنجار، ليبلغوا هدفهم الميداني الاهم، وهو غلق الحدود بوجه التنظيمات الاجرامية.
وضمن خط طوله 18 كم سجلت الساعات الاولى من اليوم الخامس لعمليات “محمد رسول الله الثانية” بصفحتها الثانية، ابرز منجزاتها بتحقيق التماس مع الحدود السورية، والذي تحقق بتقدم استثنائي قهر طبيعة الارض وحرارة الاجواء، اذ ذلل الاصرار الصعاب، وبات بذلك الشريط الترابي المشترك تحت حماية مقاتلي الحشد وسيطرتهم.
الانتصار الناجز تحقق على الرغم من ان اغلب التحليلات لم تشر الى اماكنية الحسم السريع في المعارك الحدودية، وهو امر عززه توجه البوصلة العسكرية للحشد منذ ايام نحوها، مع تأكيد قيادة الحشد على فتح صفحة تحرير الحدود وحصد الاقضية والنواحي باتجاهها لتأمين المراكز المهمة في نينوى والانبار وصولا للهدف المنشود بمسك جميع مساحة الحدود الادارية للبلاد.
ومن الانعكاس الانية لخطوة وصول قطعات الحشد الى الحدود هو قطع الطريق الرابط بينها وشمال قضاء البعاج الذي لا يزال غير محررا لتكون عملية الانقضاض عليه وتطهيره من عناصر داعش اسهل، فيما تأتي هذه العمليات ضمن التكتيكات الجديدة لمراحل العزل والتطويق والاقتحام التي فرضتها الوية الحشد في المعارك الاخيرة على غرار تحرير الحضر والقيروان ومناطق محيط سنجار.
ومع إعلان الحشد الشعبي وصوله الحدود السورية وصل القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي الى مقر عمليات الحشد في تل عبطة غرب الموصل للاطلاع على مجريات العمليات العسكرية، حيث أكد ان الحشد قام بعمل جبار للوصول الى الحدود وتأمين عمق البلاد بصورة عامة، كما استعرض ابو مهدي المهندس/ قيادة الحشد الشعبي، أهمية عمليات الحدود ومنها الخطط المستقبلية لمسك الارض فيها لإنهاء الاخطار الخارجية.