بغداد/ من عادات العراقيين في رمضان تأجيل حفلات الزفاف إلى ما بعد انتهاء الشهر لتصبح فرحتين فرحة العيد وفرحة الزواج، إلا أن تفجير الكرادة الأخير حال دون أن تتحقق تطلعات أحد شبان العاصمة بغداد كان مقبلا على الزواج، حيث أودت بحياته ليقام عزاءٌ له بدلا عن زفاف.
ولم يكن الشاب "علي حميد"، يعلم ما تخبئ له الأقدار في ذكرى ميلاده ليلة الثلاثين من أيار، وربما كان ينتظر التهاني من خطيبته إلا أن التهنئة جاءت من ملك الموت الذي جاءه مسرعا في تفجير الكرادة.
وباتت الدموع الخفية والحسرات، والعناق والبكاء والعبرات، تحلّ محل الأهازيج والأفراح، وتخيم على واقع العراق لا سيما وإن التفجيرات تسهتدف كل العراقيين لينتشر البكاء والعويل في البيوتات وتنصب السرادق كعادتها.
وتم تحديد موعد زفاف الشاب، علي حميد، في أول أيام عيد الفطر على أمل أن تفرح أمه بزواجه إلا أن زفافه تم مبكرا إلى المقبرة ولم يدخل العش الزوجية ورحل متأثرا بإصابة بليغة برأسه إثر تطاير الشظايا في تفجير الكرادة.
وقد أنفقت كل التحضيرات التي جهزها الشاب، علي حميد، لزفافه في مجلس عزائه في صورة مأساوية لضحية واحدة من عشرات الضحايا الذين خلفهم تفجير الكرادة