باقل وقت واقل خسائر واقل كلفة، سار الحشد على امتداد خارطة التحرير بمحافظة نينوى بدءا من الحضر صعودا الى القيروان والبعاج ومنها الى الحدود مع سوريا، حيث تتواصل عمليات تأمينها على قدم وساق باعتبارها اهم الصفحات واكثرها ارتباطها بالامن الاستراتيجي للبلاد، فضلا عن كونها النقطة التي احتل من خلال تنظيم داعش الاجرامي المدن ابان حزيران 2014.
فمنذ الشروع بعملياته في المحور الغربي، لم تكن تحركات الحشد الشعبي مبنية على التوقعات او الفرضيات والسقوف الزمنية كما تحدثت بعض الجهات الدولية عن معركة الموصل، بالرغم من اقتران عملياته بعناصر السرعة والمباغتة والحسم، كون قيادة الحشد تدرك كامل الادراك حجم الدور السلبي لبعض الاطراف الاقليمية والمحلية التي تحاول التأثير لتغيير معطيات الميدان.
وتمثلت ابرز المعرقلات بابعاد الحشد الشعبي عن مدينة الموصل ومحاولة اغراقه بصحرائها، الا ان المفارقة كانت بنجاح قواته في تحرير اصعب البؤر كما الحال في منطقة الجزيرة التي تعد معقل للقاعدة منذ 2003 ومن بعدها تنظيم داعش، ووصوله للحدود بوقت قياسي، متحديا جميع المعوقات والظروف الطبيعية الصعبة محققا منجزات وانتصارات تأريخية كبيرة.
امتازت ايضا، معارك الحشد بالمرونة العالية حسب الخبراء الامنيين، اذ تم الحفاظ على البنى التحتية في المدن المحررة بنسبة ٩٠ بالمئة كما كشفت ذلك المنظمات المعنية بحقوق الانسان، يضاف لها عودة غالبية اهالي تلك المناطق، والدوائر الخدمية سريعا، على عكس ما جرى في المناطق التي حررت بدعم دولي حيث تعاني فقدان بناها التحتية وعودة جيوب داعش اليها.
يشار بالارقام الى ان ما نسبته 90 بالمئة من الدمار قد طال مدينة الرمادي التي لم تشترك قوات الحشد بتحريرها، وأكثر من 80% من منازلها صارت ركاما، الأمر الذي اثار ولا زال هول المجتمع الدولي والأمم المتحدة ، بينما تسجل التقديرات إلى نسبة الضرر في مدينة تكريت التي حررتها الحشد هو 1% رغم المعارك الضارية التي خاضها مقاتلوه في المدينة.