"نيويورك تايمز": القوات العراقية تخوض معركة "مرهقة جداً" وينتظرها "الأصعب" في الموصل القديمة

آخر تحديث 2017-06-07 00:00:00 - المصدر: الزمان برس

انكمشت قبضة تنظيم داعش على الموصل ضمن دائرة ضيقة من الاحياء القليلة في الجانب الغربي من الموصل، ولكن كثيراً من المدنيين ما زالوا عالقين في تلك المناطق والمسلحين لا يسلمون اي قطعة أرض بسهولة.

وقال مراسل ومصور صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية، ايفور بريكيت، انه بينما كان يتنقل برفقة القوات العراقية وسط حي الرفاعي الشهر الماضي، كانت الادلة تشير الى حدوث معارك شوارع وحشية موجودة في كل مكان. حجم التدمير ضخم ولم يسلم اي بيت من إصابة جدرانه بثقوب اطلاقات الرصاص او اتعس من ذلك.

وبينما ما تزال الاشتباكات دائرة ضمن آخر جيوب مسلحي داعش الباقية في حي الرفاعي، فقد بدأ النازحون بالتقاطر مع فترة الغسق. ويبدو ان عدد الاشخاص الذين تمكنوا من الهروب الآن اقل بكثير من عددهم في الاجزاء الاخرى من مناطق القتال تجاه الغرب. بغض النظر عن الظهور الفجائي بين الحين والآخر لمجموعة من الاشخاص المتعبين والمرهقين يشقون طريقهم عبر خط القتال الامامي فان الشوارع تبدو خالية من الوجود البشري.

ويقول مراسل الصحيفة، ما يزال هناك الكثير من المدنيين في المنطقة غالبيتهم ملتزمون بيوتهم خشية اصابتهم بتبادل اطلاقات النار او ان يقعوا في قبضة مسلحي تنظيم داعش.

في زاوية أخرى، عند احد الشوارع مقابل قاعدة للقوات الخاصة العراقية قرب الخط الامامي تجد خمسة جثث متعفنة لمسلحي داعش مرمية على الارض في حرارة الصيف اللاهب، ويعتبر هذا عدد نادر من تجمع مسلحين في مكان واحد الذين غالبا ما يقاتلون في الشوارع بفرق صغيرة لا تتجاوز اثنين او ثلاثة مسلحين. قسم من الجنود العراقيين قالوا انه من الممكن ان يكونوا قد قتلوا بقذيفة صاروخ من طائرة مروحية او طائرة مقاتلة.

الجثث كانت منتفخة ويعلوها الذباب الذي انتشر بشكل كبير بين انقاض وركام شوارع الموصل.

وأتخذ جنود القوات الخاصة مواقعهم الدفاعية عند ضواحي حي الرفاعي بعد تحريره وهم بانتظار الاوامر الثانية القادمة اليهم.

في الاسبوع الماضي تحركت اربعة فصائل من جنود قوات العمليات الخاصة تجاه ما يبدو على انه جزء صغير من حي الصحة الغربي لاخلائه من أي بقايا من مسلحي تنظيم عاش.

وتفرق الرجال الى مجاميع وتحركوا في وقت مبكر في المنطقة على شكل مراحل. وكان الفريق الثاني له مزيد من الوقت لأخذ قسط من الراحة وتناول وجبة الافطار قبل استدعائهم للاشتراك في العملية.

الجهد الذي تبذله القوات العراقية مرهق جدا وهم يحاولون اخلاء الاحياء الواقعة شمال المدينة القديمة من مسلحي داعش حيث يواجهون نيران كثيفة من المسلحين المتخندقين هناك.

وعند مفترق طرق قرب حي الرفاعي كان هناك قناص قد اتخذ موقعه وبدأ باطلاق النيران على العجلات اثناء عبورها للطريق. وقد أطلق النار على مجموعة كبيرة من مدنيين هاربين كادت ان تصيبهم وقد مرت فوق رؤوسهم وضربت هيكل سيارة مقلوبة كانت ورائهم مما اضطرهم الى التفرق مع هروب نصفهم عائدين الى المكان الذي جاءوا منه.

ويقول المراسل انه لم يكن لديهم اي طريق آخر يسلكوه من اجل سلامتهم ولذلك انتظروا مجيء عجلة عسكرية تعبر الطريق متخذين من الغبار التي تولده اطارات العجلة كغطاء للذهاب اليها.

وحملت النساء الاطفال فيما حمل بقية أفراد العائلة العاجزين، جميعهم تحركوا بأسرع ما يمكنهم للوصول الى الامان وتمكنوا بشكل ما من تحقيق ذلك دون ان يصابوا بأذى.

قد تكون المعركة المقبلة في المدينة القديمة الاكثر عنفاً، وبينما تقترب اكثر من شوارع المنطقة الضيقة الحلزونية قلّت اعداد المدنيين الهاربين بشكل كبير.

وتحدث احد الجنود ورجل تمكن من الهروب مؤخراً، عن محاولات مسلحي داعش بتطويق اي شخص ما يزال يقيم في المنطقة ويجبرهم على التراجع معهم نحو المدينة القديمة.

ويقول المراسل انه لأمر مرعب ان يتخيل المرء كيف خاض تنظيم داعش هذه المعارك على مدى اشهر. وان موطئ القدم الاخير لداعش قد يحدث وراء جدار من المدنيين.